«محمد أيمن».. من لم يمت «مجنداً» مات «مواطناً»

«محمد أيمن».. من لم يمت «مجنداً» مات «مواطناً»
على خط النار، وقف حامياً لحدود وطنه، كان مختلفاً عن غيره من الشباب الذين يتأففون طوال فترة الخدمة العسكرية، تهللت أساريره عندما انتهت سنوات الخدمة قبل أيام من حفل زفاف شقيقه الأكبر، لكن ساعات الفرح فى عمر المجند الذى لم يمض على انتهاء خدمته أسابيع كانت معدودة، فلم يكن يعلم أن القدر يحمل له قذيفة «هاون» تسقط حيث يقطن «محمد أيمن بكير» فى حى ضاحية السلام بمدينة العريش، ليتحول جسده الهزيل لأشلاء، وسط ذهول جيرانه وأصدقائه الذين انطلقوا لوداعه فى مشرحة مستشفى العريش العام. لم تكن الجيرة والعشرة فقط ما جمع بين «كريم الليثى»، و«محمد أيمن بكير»، أحد ضحايا تفجيرات العريش، بل كذلك عاما الخدمة العسكرية اللذان قضياها سوياً، فأحاديث السمر لا تنقطع بين الصديقين، اللذين تقاسما رغيف الخبز وقت الشدة، يتحدث «كريم» والألم يعتصر قلبه عن صديقه شهيد الغدر، الذى لم يهنأ بفرحة زفاف أخيه ليعقبها وفاته «طول عمره بيحب الناس، وكان فخوراً بنفسه لما خلص الدبلومة الفنية، وبعدها قعد سنتين فى الجيش، كان بيضايق من اللى بيحصل فى البلد، وفرح لما خلص فى عهد السيسى عشان هيخلى الأوضاع مستقرة مكنش عارف إن الموت اختاره حتى وهو بعيد عن الجيش اللى كنا بنسمع فيه صوت الرصاص والقذائف اللى بتضرب على غزة». المشرحة هى عالم يودع فيها أهالى الشهداء أبناءهم إلى مثواهم الأخير، لكن «كريم» أصر أن يكمل الرحلة التى بدأها مع «محمد» فى صداقة جمعتهما 12 عاماً أمام ثلاجة الموتى «فتحتها أبص عليه لآخر مرة مكنتش أتوقع أنى هلاقى أبوه واقف جنبى ويكلمه وكأنه بيودعه «مسامحك يا ابنى، وعارف إنك رايح للى أحن مننا عليك، عشت بتدافع عن بلدك ومُت غدر.. منهم لله اللى خدوك منى».
الأخبار المتعلقة:
«الوطن» تسجل روايات أهالى ضحايا تفجيرات العريش
حملة مداهمات واسعة على «زراعات العريش» وتدمير 32 بؤرة إرهابية وضبط 3 عناصر تكفيرية
مصابو انفجار «العريش» بين الحياة والموت
«القاسمى»: «داعش» المسئول الأول عن العمليات الإرهابية فى سيناء.. وجبال البحر الأحمر تحولت إلى «تورا بورا»
«أميرة» وعمها «ماهر» ذهبا لشراء السحور.. فاغتالهما «الإرهاب»