أبو سعدة: الانتهاء من تطوير ميدان التحرير والبدء في القاهرة التراثية
التنسيق الحضاري: تطوير شارع قصر الشوق وسوق السلاح وكفر الطماعين
المهندس محمد أبوسعدة
قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضارى، إن الجهاز انتهى من تطوير ميدان التحرير وبدأ العمل مع عدة وزارات وجهات للبدء فى استعادة رونق القاهرة الخديوية والإسلامية.
وأضاف "سعدة"، فى حوار لـ"الوطن"، أنه تم تسجيل 6700 عقار على مستوى الجمهورية فى قائمة المبانى التراثية ذات الطراز المعمارى المتميز، وتم وضع 60 ميداناً بالمحافظات على أجندة التطوير، وبدأ العمل فعلياً فى بنها وطنطا ومنطقة قلعة شالى بسيوة، والجهاز يخطط لافتتاح فرع له بالإسكندرية، مشيراً إلى أنه سيتم استدعاء رئيس اتحاد الشاغلين فى عمارة الفنانة شادية لحل أزمة لافتة "عاش هنا".. واتفقنا مع رئيس الوزراء على خطة تطوير منطقة الحسين بالكامل.. وإلى نص الحوار:
ما دور جهاز التنسيق الحضارى فى تطوير ميدان التحرير؟
- الجهاز معنى بمهمتين أساسيتين، الأولى الحفاظ على المبانى ذات الطابع المعمارى المتميز، والثانية تحسين الصورة البصرية فى الميادين والفراغات العامة، وبدأنا بميدان التحرير، بناء على توجيه من رئيس الوزراء، ليكون الميدان بداية للارتقاء بمنطقة القاهرة الخديوية، وبمشاركة الجهاز ومحافظة القاهرة ووزارتى الإسكان، والسياحة والآثار، وشركة الصوت والضوء.
وما الأعمال التى نفذها الجهاز؟
- قمنا بعمل رفع معماري لجميع المبانى المحيطة بالميدان، وتم توثيق جميع المبانى، وعدنا لتاريخها وأهم العناصر التى فُقدت منها، ونسقنا مع محافظة القاهرة وتمت إزالة الإعلانات والتشوهات على الواجهات، لإعادة جميع المفردات والكوابيل المفقودة، وعملنا دراسة للجزء الخاص بالمحلات، وحدث حوار مجتمعى بيننا وبين أصحابها ومحافظ القاهرة، وتم فك الواجهات المتعدية على الواجهة، ووحدنا شكل الخط، بحيث يكون شكلاً حضارياً يتناسب مع التطوير.
وماذا بعد ميدان التحرير؟
- فى أخر زيارة لرئيس الوزراء للميدان، وجَّه بأن تتكرر تجربة تطوير الميدان فى ميادين أخرى فى القاهرة الخديوية، وبالفعل كان القرار البدء بميدان طلعت حرب، ثم ميداني مصطفى كامل والأوبرا وشارع قصر النيل كاملاً، ثم ميدان العتبة لتتم إعادة صياغة المبانى ومسار المشاة، وقمنا بتطوير شوارع الألفى والشريفين والبورصة، والعمارات الموجودة فيها ويوماً بعد يوماً تزداد العمارات رونقاً، ونسعى ليكون شكل المحلات شكلاً حضارياً، وحالياً السقالات مشدودة فى ميدان طلعت حرب، وتم تنفيذ أعمال متميزة فى ميدان مصطفى كامل، وتم البدء فى ميدان قصر النيل، وهو الذي سيحول شكل وسط البلد إلى الشكل الحضاري والسياحي الذى نطمح إليه جميعاً، لأن عمارة وسط البلد مختلفة لكونها عريقة ولها طابع أوروبى، ويتعين علينا الحفاظ عليها.
كيف تتم إعادة توظيف الأماكن؟
- نقوم بالتنسيق مع معظم الشركات المستحوذة على العمارات، لإعادة توظيف المبانى، واستغلالها الاستغلال الأمثل، لأن أعمال التطوير سترفع قيمة العقار، وتم استبعاد الورش والمخازن التى تشكل خطورة على سكان المنطقة.
وما العائد السياحى من التطوير؟
- رفع الكفاءة الوظيفية للفراغات (ميادين وشوارع) عبر استخدام عناصر مميزة تعمل على تيسير التنقل وحركة المشاة، وانتظار السيارات وتعزيز الاستخدامات الثقافية والتجارية وتحسين البيئة عن طريق التشجير وإدارة المخلفات، وخلق فرص استثمارية، وربط القاهرة الخديوية بمنطقة ماسبيرو، والتطوير يشمل أعمال الأرضيات وأعمدة الإضاءة، واللافتات الإرشادية والإعلانية، إلى جانب احترام حركة المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير مسارات آمنة لهم.
وما الصعوبات التى واجهتكم فى تنفيذ المشروع؟
- الوقت الطويل فى التفاهم مع أصحاب العمارات، لكن بعد اطلاع المُلاك على الأهداف، تم التوافق عن قناعة لأن المشروع له عائد سياحى وتجارى.
هل يمكن تكرار التجربة خارج القاهرة؟
- وضعنا خطة للارتقاء بميادين المدن الرئيسية فى المحافظات، ونعمل حالياً فى محافظتى القليوبية والغربية، (كورنيش بنها، والميدان المطل على مبنى المحافظة وميدان المحطة فى طنطا)، ونفذنا تصوراً للارتقاء بمنطقة النبى دانيال بالإسكندرية، وهناك مشاريع فى بورسعيد، ونعمل حالياً فى سيوة، لتطوير المنطقة المحيطة بقلعة شالى الأثرية.
اتفقنا مع رئيس الوزراء على خطة تطوير منطقة الحسين بالكامل
وماذا عن اجتماع الجهاز مع رئيس الوزراء لتطوير القاهرة الإسلامية؟
- شاركنا فى اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى، بحضور وزراء السياحة والآثار، والتنمية المحلية، والإسكان ومحافظ القاهرة، لطرح آلية التعامل مع المبانى والمناطق التاريخية، للبدء فى تطوير مسجد الإمام الحسين والمنطقة المحيطة به فى القاهرة التراثية، ومنها سوق السلاح وكفر الطماعين، وشارع أم الغلام، وشارع قصر الشوق، وشارع كفر الزغارى، من مدخل شارع الأزهر المؤدى إلى حارة سيد الدواخلى، والدرب الأصفر والخيامية والأسبلة، ويشمل هذا المشروع إيجاد مسار تعليمى وثقافى فى هذه المنطقة وأنشطة ترفيهية وتجارية وسكنية وسياحية، فضلاً عن التأهيل العمرانى لمنطقة باب زويلة والحاكم بأمر الله وشارع باب الوزير، لرفع كفاءة منطقة الحسين.
وما رؤية الجهاز لهذه المنطقة؟
- الارتقاء بالشوارع والفراغات العامة، والطرق المؤدية للمناطق الأثرية، وأعمدة الإنارة والبيوت القديمة، بهدف خلق تجانس بين الألوان والأشكال الموجودة كلها، بحيث يشعر زائر المنطقة أنه داخل منطقة تاريخية لها طابع خاص ومتميز، فالمنطقة مسجلة على قائمة التراث العالمى، ولها أسس وضوابط فى التعامل مع العمران.
متى يبدأ تنفيذ العمل؟
- تمت الموافقة على الشكل المبدئى والخطة العامة، وسيكون هناك اجتماع تنسيقى جديد للأطراف المعنية مع رئيس الوزراء، للبدء فى العمل بالمنطقة بالكامل، وسيتم تقديم وضع رؤية البرنامج الزمنى للمشروع، والتكلفة المالية وخطة العمل، من كل جهة من الجهات المشاركة.
ما معايير العمل بالمنطقة؟
- الخدمات محل دراسة، وتجرى دراسة للمحاور المرورية الموجودة فيها والطرق البديلة لها، ومن الممكن أن نخصص محاور للمشاة فقط، وأخرى للمشاة والسيارات معاً، وهناك دراسة مرورية وبناء على نتائجها سيتم العمل لتحديد هذه الأماكن.
كيف يتم التعامل مع مبنى مجمع التحرير بعد التطوير؟
- ندرس من خلال الصندوق السيادى أفكاراً متعددة، ونحن كجهاز نرى أن المبنى ذو طابع متميز، يسمح بإعادة توظيفه من الداخل بأنشطة تجارية وإدارية ثقافية، وفقاً لرؤية الاستثمار، وسيتم إعداد رسومات، يجب أن تُعتمد من التنسيق الحضارى، فى إطار دور الجهاز فى التعامل مع المبانى ذات القيمة التراثية، للاطلاع على حجم التدخل فى استثمار المكان.
وماذا عن مقهى ريش؟
- العمارة الموجود بها المقهى فى قائمة المبانى التراثية، وأخطرنا الشركة المالكة للمبنى وطلبنا منهم تقديم تصورهم عن استثمار المبنى، والمقهى له طابع تاريخى فى وجدان المثقفين بمصر، وطالبنا الشركة المالكة بالحفاظ عليه وعلى مكوناته، والجهاز يسمح بالتعديل حسب طبيعة التسجيل فى قائمة التراث، وفئة المبنى (لدينا فئات أ ـ ب ـ ج)، وفى فئة (أ) مثل دار القضاء العالى لا يُسمح بأى تعديلات فى المبنى على الإطلاق.
وضع 60 ميداناً بالمحافظات على أجندة التطوير والعمل بدأ في بنها وطنطا ومنطقة قلعة شالي بسيوة
وما دوركم فى تجميل ميادين المدن؟
- رصدنا 60 ميداناً على مستوى الجمهورية ووضعا رؤية لتجميلها، وسلمناها إلى المحافظات التى ستبدأ فى إدراج الميادين وفقاً لخطتها فى البنية الأساسية فى مشاريع التطوير، وبدأ العمل فى تطوير أحد الميادين فى بنها بالقليوبية.
نخطط لافتتاح فرع للجهاز بالإسكندرية
هل تم إنشاء مقر للجهاز بالإسكندرية؟
*خاطبنا محافظ الإسكندرية لتوفير مقر مناسب، ووعد بأنه عند توفر مقر مناسب سيقوم بإخطار الجهاز، ليكون أول مقر للجهاز خارج القاهرة، وخاطبنا 7 أقاليم لتوفير مقر لنا، لتيسير مهام العمل بها.
ماذا تم فى مشروع "حكاية شارع"؟
- المشروع يهدف إلى تعريف الأجيال لماذا قررت الدولة أن تطلق أسماء شخصيات معينة على الشوارع، ومهمتنا تقديم هذه المعلومات بتعليق لافتة توضيحية فى الشوارع، ونفذنا 110 شوارع، منها 54 شارعاً فى وسط البلد، وتم وضع لافتات على الشوارع، تشمل نبذة عن الشارع، وتطبيق (Q R) ليتمكن الزائر باستخدام التليفون من الاطلاع على حكاية كل الشوارع، وهو مشروع ممتد ويجرى الإعداد حالياً لتنفيذه بالإسكندرية.
سيتم استدعاء رئيس اتحاد الشاغلين في عمارة الفنانة شادية لحل أزمة لافتة "عاش هنا"
وماذا تم لحل أزمة تعليق لافتة "عاش هنا" على عمارة الفنانة شادية؟
- صاحب العقار رفض تعليق اللافتة، والمحافظة من خلال الحى وعدت بأنه سيتم استدعاء رئيس اتحاد الشاغلين للتفاهم معه بشأن تعليق لافتة شادية، فاللافتة عمل توثيقى فيه نوع من الاحترام للشخصيات التى أبدعت وأثرت فى البلد، ووضعنا إلى الآن 430 شخصية من المشروع، على مدار ثلاث سنوات.
محمد أبوسعدة: سجلنا 6700 عقار على مستوى الجمهورية في قائمة المباني التراثية ذات الطراز المعماري المتميز
ما عدد المبانى التى تم تسجيلها فى قائمة المبانى التراثية؟
- تم تسجيل 6700 عقار على مستوى الجمهورية فى قائمة المبانى التراثية ذات الطراز المعمارى المتميز، ويستمر التسجيل تباعاً فى القاهرة والمحافظات المختلفة.
تطوير وسط البلد
الأعمال التى تمت تحتاج خطة للصيانة وخطة للاستدامة، ووسط البلد تحتاج إلى كيان مؤسسى تمثَّل فيه كل الأطراف المعنية بالتعامل مع المنطقة، لتكون منظومة إدارة، والمنطقة تحتاج لصيغة أخرى للتعامل معها كمحمية عمرانية، لتتولى المنظومة صيانة وإصدار التراخيص، ومحافظة القاهرة بدأت تعمل على هذه الفكرة، وبصدد إنشاء شركة صيانة بالمنطقة.