رئيس جهاز التنسيق الحضارى: حصر 6700 مبنى تراثى وفوضى «تماثيل الميادين» ستنتهى قريباً

كتب: رضوى هاشم

رئيس جهاز التنسيق الحضارى: حصر 6700 مبنى تراثى وفوضى «تماثيل الميادين» ستنتهى قريباً

رئيس جهاز التنسيق الحضارى: حصر 6700 مبنى تراثى وفوضى «تماثيل الميادين» ستنتهى قريباً

قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، إنه تم الانتهاء من حصر 6700 مبنى تراثى على مستوى الجمهورية، وعمل «قاعدة بيانات» تتيح لمن يتعامل مع الموقع الإلكترونى للجهاز معرفة تواريخ هذه المبانى، إلى جانب الإبلاغ عن التعديات التى تطال المبانى التراثية عبر «المرصد العمرانى»، مشيراً إلى أنه تم تحرير 100 محضر لتعديات على مبانٍ ذات طرازات معمارية خاصة فى «القاهرة وبورسعيد والإسكندرية». وأضاف «أبوسعدة»، فى حوار لـ«الوطن»، أن فوضى تماثيل الميادين التى كانت مثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعى ستنتهى قريباً، منوهاً بأن لجنة مكونة من خبراء وزارة الآثار والجهاز وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، خاطبت المحافظات لرفع هذه التماثيل.

{long_qoute_1}

■ إلى أين وصلت عملية حصر المبانى التراثية؟

- انتهينا من حصر المبانى التراثية وعمل قاعدة بيانات بهذه المبانى على مستوى الجمهورية، وبلغ عددها وفق الحصر 6700 مبنى تخضع للقانون 144 الذى ينظم عمل «جهاز التنسيق الحضارى»، ويحدد المبانى ذات الطراز المعمارى المتميز المرتبط بحقبة زمنية معينة أو بشخصية مؤثرة فى الدولة أو تعتبر بمثابة مزار سياحى.

■ وهل «قاعدة البيانات» هذه متاحة لكل من يرغب فى معرفة تاريخ المبنى؟

- أنشأنا قاعدة البيانات بحيث يتاح للجميع الدخول عليها لمعرفة المبنى وتاريخه، هذا إلى جانب تفعيل «المرصد العمرانى» وهو موقع يتيح للأفراد والجمعيات الإبلاغ عن أى تداعيات قد تلحق بالمبانى ذات الطابع المعمارى المتميز، وهو ما نقوم برصده والتحرك على أساسه لتحرير محاضر به، حيث تم منح العاملين بالجهاز صفة «الضبطية القضائية» من أجل إبلاغ جهات التنفيذ، وهناك عشرات المحاضر التى تم تحريرها عقب بلاغات تقدم بها بعض المواطنين فى الإسكندرية وبورسعيد ومنطقة وسط البلد بالقاهرة.

■ كم عدد المحاضر المسجلة عقب منح العاملين بالجهاز حق «الضبطية القضائية».

- تم تسجيل 100 محضر لتعديات على مبانٍ ذات طراز معمارى خاص فى القاهرة وبورسعيد والإسكندرية، منها 50 محضراً موجودة على المرصد، ومرفق بها صورة المخالفة ومكانها، نتيجة لنشاط «جهاز التنسيق الحضارى» الذى ظهر مؤخراً فى تطوير منطقة القاهرة الخديوية ووسط البلد، وقد اقترحنا إنشاء أول أرشيف عربى للمبانى التراثية لأن الحفاظ على التراث يبدأ بتوثيقه، وبالفعل بدأنا بمصر كأول نواة لهذا الأرشيف العربى، بإنشاء أول «تطبيق» على الهواتف المحمولة يتيح لكل من يستعمله معرفة تاريخ أى مبنى تراثى.

■ وكيف سيتم تفعيل هذا التطبيق؟

- بوضع لوحات تحتوى على «آى كيو» على عدد من العقارات التراثية فى وسط البلد، وبمسح تلك اللوحات عن طريق التطبيق الإلكترونى تظهر كل المعلومات عن المبنى وتاريخه ومن عاش فيه، إلى جانب صور توثق تاريخ المبنى، مثل رقم العقار، ورقم توثيقه وتسجيله فى الجهاز، وسنة الإنشاء، وطرازه المعمارى.

وقد بدأنا تطبيق المشروع على 80 عقاراً، بالتعاون مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وتحمل هذه اللافتات بيانات خاصة بالعقار، وتعد هذه هى المرحلة الأولى لمشروع أكبر وأضخم سيتم تنفيذه فى جميع محافظات الجمهورية، وهو مشروع «عاشوا هنا». {left_qoute_1}

■ ما تفاصيل هذا المشروع؟

- نعمل حالياً على إنشاء قاعدة بيانات بالتعاون مع «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» التابع لمجلس الوزراء، لوضع علامات إرشادية لأهم الأماكن التى عاش بها رموز مصر عبر العصور، وربط المكان بالتطبيق الإلكترونى لمعرفة تاريخه وتاريخ الشخصية.

■ من المعروف أن «التنسيق الحضارى» ليس جهة تمويل فكيف سيتم تمويل هذه المشروعات؟

- يتحمل «اتحاد بنوك مصر» وعدد من شركات التأمين وبعض سكان منطقة وسط البلد، تكاليف تطوير وترميم القاهرة الخديوية ووسط البلد تحت إشراف وبمعاونة أجهزة محافظة القاهرة.

■ وماذا عن مشروع تطوير شارع عباس العقاد فى مدينة نصر؟

- يرجع اختيار شارع عباس العقاد إلى أهميته كشارع تجارى كبير فى مدينة نصر، إلى جانب تكرر الاختناقات المرورية فيه، وعدم تحديد مناطق عبور للمشاة، فضلاً عن عدم وجود إشارات ضوئية تنظم حركة السيارات والمشاة معاً، كما أن هناك العديد من التعديات والمخالفات على الأرصفة مما يعيق الحركة فى هذا الشارع الحيوى، وهو ما دفعنا إلى التدخل بشكل عاجل.

وجاء مقترح تطوير «عباس العقاد» ليشمل توحيد رصيف المشاة بارتفاع مناسب، حتى يتم تسهيل حركة التسوق فى الشارع، وكذلك وضع تصور لحل مشكلة سلالم محال الدور الأول، والتى تنتشر على امتداد الشارع، ووضع تصور لتوحيد شكل واجهات المحلات بما يناسب عصرية المكان، ويضفى طابعاً مميزاً على المنطقة، ويزيل التلوث البصرى الموجود حالياً، وكذلك توفير مواقف إضافية للسيارات وأوتوبيسات النقل العام، ومقاعد وفراغات عمرانية مخططة للمشاة، وتحديد مناطق عبور لذوى الاحتياجات الخاصة، وحل مشاكل بعض التقاطعات التى تؤدى إلى تكدس مرورى فى شارع عباس العقاد.

■ ما الخطوات التنفيذية التى قام بها الجهاز عقب قرار مجلس الوزراء بإسناد الإشراف على الميادين لجهاز التنسيق الحضارى ووزارة الآثار؟

- لقد اجتمعت بالفعل لجنة مكونة من خبراء «الآثار» والجهاز وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وقمنا بمخاطبة المحافظات لرفع المخالفات التى رُصدت وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة تلك المتعلقة بالتماثيل الموضوعة فى الميادين، وطالبنا بعدم وضع أى أعمال فنية فى الميادين والشوارع العامة إلا بعد العودة إلى هذه اللجنة، مع مراعاة مناسبة تلك الأعمال للميدان ونسب الفراغ به.

وبدأنا تطبيق ذلك فى ميادين «دسوق والكيت كات وميادين الشيخ زايد» وفى داخل القلعة، وخلال أشهر قليلة ستنتهى «فوضى الميادين»، خصوصاً مع الحرص على تجميل الأرصفة ووضع مقاييس محددة لها.

■ مع افتتاح متحف الزعيم جمال عبدالناصر طالب أبناؤه بإعادة حلم وضع تمثاله فى ميدان التحرير.. فهل سيتحقق هذا الحلم؟

- فى تقديرى أن ميدان التحرير شهد عصوراً عديدة وثورات وأحداثاً كثيرة، من الصعب تحديدها فى حقبة واحدة، وأرى أن يتم وضع تمثال الزعيم الراحل فى متحفه، وأن يجرى تنظيم مسابقة لاختيار تصميم يستوعب ما شهده ميدان التحرير من أحداث جسام فى تاريخ الوطن.


مواضيع متعلقة