رئيس «التنسيق الحضارى»: مسح ميدانى لمقرات الوزارات المقرر نقلها لـ«العاصمة الإدارية» لاستغلالها اقتصادياً

كتب: شيماء عادل

رئيس «التنسيق الحضارى»: مسح ميدانى لمقرات الوزارات المقرر نقلها لـ«العاصمة الإدارية» لاستغلالها اقتصادياً

رئيس «التنسيق الحضارى»: مسح ميدانى لمقرات الوزارات المقرر نقلها لـ«العاصمة الإدارية» لاستغلالها اقتصادياً

قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إن الجهاز يعمل حالياً بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية على تشكيل لجنة للتوجه إلى الواحات الخمس فى الصحراء الغربية، لوضع معايير خاصة للمبانى القديمة والبناء الحديث. وأضاف «أبوسعدة»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الجهاز يعمل حالياً على عمل مسح ميدانى وخرائط ورفع للمبانى التراثية التى كانت مقراً لعدد من الوزارات والتى يتراوح عددها ما بين 16 و18 مبنى حتى نضع خطة لكيفية استغلال تلك المبانى اقتصادياً بعد نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة.. وإلى نص الحوار.

فى الفترة الأخيرة بدأ عدد من سكان الواحات خاصة «سيوة والفرافرة» الشكوى من اندثار الشكل الجمالى المميز للبيوت.. فهل هناك دور للجهاز فى مناطق الواحات الغربية؟

- نسعى للحفاظ على الطابع العمرانى المميز لكل منطقة على مستوى الجمهورية، مثل «بورفؤاد، النوبة، سيوة، القاهرتين الخديوية والتاريخية»، والأمر ذاته فى الواحات، وهو ما جعل الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، يُشكل لجنة الأسبوع الماضى طالباً من الجهاز التوجه إلى الواحات لوضع معايير خاصة بالمبانى هناك، بحيث لا يحدث تغيير فى طابعها المعمارى، وبالفعل خلال أيام سنتوجه للواحات لوضع القواعد الخاصة بالبناء بما يتلاءم مع طبيعة المكان.

{long_qoute_1}

ما القواعد التى يعتمد عليها الجهاز فيما يتعلق بالبناء الجديد فى المناطق التراثية؟

- يوجد أكثر من مدرسة فى التعامل مع موضوع المبانى الجديدة فى المناطق التراثية ذات الطبيعة الخاصة، منها أنك تحافظ على الطابع الخاص بالمنطقة ذات الطابع التراثى، وفى الوقت نفسه تُلبى طلبات المنطقة وحقها فى التنمية والتطور، على سبيل المثال الخديو إسماعيل قبل أن يبنى القاهرة الخديوية كان المكان عبارة عن بركة كبيرة، فلو كان حافظ على شكل المكان، كانت القاهرة الخديوية ليس لها وجود الآن، ومن وجهة نظرنا كجهاز نحن نحترم التاريخ ونؤكد شخصيتنا، وهذه المعادلة الصعبة، لذلك من يعمل الآن فى التراث والمناطق التراثية لا بد أن يكون لديه الخبرة والخلفية التى تؤهله للتعامل مع هذه المناطق، بمعنى لو هناك مبنى جديد فى أرض خلاء فى وسط القاهرة الخديوية، لا يُفضل بناء مبنى طبق الأصل من المبانى الخديوية بكل مفرداته، لأنه سيظهر أنه «مقلد»، وليس حقيقياً، لذلك من الأفضل بناء مبنى حديث، لكنه فى الوقت نفسه يحترم التاريخ، وألا يتم بناؤه بشكل شاذ عن المحيط به.

لماذا تأخر الجهاز فى هدم المبانى التراثية بالإسكندرية؟

- الجهاز لم يتأخر، نحن نعمل من فترة ولكن للأسف هناك مبانٍ كثيرة حصلت على أحكام قضائية، واستطاعت أن تخرج من قائمة المبانى المسجلة كمبنى تراثى، كما أن الجهاز كانت قراراته إدارية تتبع مجلس الوزراء، وحتى فترة قريبة لم نكن نملك حق الضبطية القضائية لكى نتمكن من تحرير المحاضر لكل من يتعدى على مبنى تراثى، ومنذ حصولنا على حق الضبطية القضائية فى نهاية أبريل الماضى وقعنا 300 محضر، وتمت إحالتهم جميعاً إلى النيابة العامة.

وما طبيعة المخالفات التى تم تحويلها إلى النيابة؟

- كانت أغلب المخالفات داخل القاهرة، وهى عبارة عن تعديات على المبانى من حيث التعديلات الجوهرية، إضافة إلى لافتات المحال التجارية التى غيرت شكل المبنى. {left_qoute_1}

كيف ترى كرئيس للجهاز طرق الحد من التعديات والمخالفات على المبانى؟

- نحن كجهاز تنسيق حضارى نرى أن الحد من التعديات على المبانى التراثية سوف يكون من خلال شقين، الأول: خاص بالوعى، ويجب العمل عليه منذ الصغر، فالطالب منذ صغره فى المدرسة الابتدائية لا بد أن يدرس التراث ومفردات العمارة المصرية بشكل بسيط، حتى يفهم أن الدولة جميلة بمبانيها، حتى لا نراه فى المستقبل، يقوم ببناء مبانٍ بشكل شاذ، وحتى لا نرى المبانى المنتشرة على جانبى الطريق الدائرى باللون الأحمر وبألوان شاذة، بل نجده يهتم بشكل بيته من الخارج وبشكل منمق، أما الثانى: فهو خاص بالتشريعات والقوانين وكيفية تنفيذها، وتنفيذ القوانين لن يكون له جدوى بدون وجود وعى، وهو ما نتعرض له كجهاز، حيث يوجد عدد كبير من المواطنين يرفعون قضايا ضدنا لإخراج مبانيهم من قائمة المبانى التراثية ليكون متاحاً لديهم هدمها، وبناء مبنى آخر بديل، لكن لو هناك وعى عن أهمية المبنى والمميزات التى يمكن أن يستفيد منها صاحب المبنى فى حال تسجيل عقاره ضمن المبانى التراثية فسيتم الحفاظ عليه بشكل أفضل.

هل تم وضع خطة للتعامل مع المبانى الوزارية التراثية بعد نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟

- حالياً نضع خطة أساسية مرتبطة بالخلخلة التى سوف تحدث للمبانى الوزارية بعد نقلها للعاصمة الجديدة، والتى يتراوح عددها ما بين 16 و18 مبنى، ونحن فى مرحلة عمل مسح ميدانى ورفع ورسم خرائط حتى نحدد ما الذى سوف يتم توظيفه من تلك المبانى، خاصة أن هناك مبانى سيتم تسجيلها كأثر وأخرى ذات طابع مميز، وأخرى مسجلة أثراً ومبانى ذات طابع.

متى يمكن القول إن منطقة وسط البلد ستكون محوراً ثقافياً ومغلقاً للمشاة؟

- لا يمكن القول إن منطقة وسط البلد سوف تتحول للمشاة فقط، ولكننا حالياً ندرس تحويل المرور العابر الذى يدخلها للوصول إلى منطقة الدقى والمهندسين، كما نعمل حالياً على إعادة صياغة محور عماد الدين بجميع دور العرض والمسارح، وكذلك إعادة صياغة مسرح الأزبكية والأوبرا القديمة ضمن إطار تطوير القاهرة الخديوية.

بالحديث عن مشروع القاهرة الخديوية.. ما آخر تطورات المشروع؟

- انتهينا منذ فترة من تطوير شوارع الألفى وعبدالخالق ثروت، وحالياً نعمل على تطوير شارعى الشريفين والبورصة، ونتمنى تحويل «وسط البلد» إلى منطقة ثقافية، وأن تتحول الشوارع إلى مقر للرسامين والمصورين، وأن تتحول نوعيات المحال إلى مكتبات وبازارات وصالات عرض للعروض الفنية، كما نعمل حالياً على إعادة تخطيط منطقة حديقة الأزبكية والمناطق المحيطة بمسارح العرائس والطفل والقومى، ولكننا الآن ننتظر انتهاء أعمال المترو فى تلك المنطقة، ووضعنا رؤية لإعادة حديقة الأزبكية لما كانت عليه عندما كانت مطلة على فندق الكونتيننتال، وندرس وضع ميدان الأوبرا وكيفية التعامل معه بشكل مختلف، وكذلك نادى السلاح (الشيش) أعددنا له مشروع تطوير، ونتمنى بحلول 2025 أن يتم وضع منطقة القاهرة الخديوية ضمن مناطق التراث العالمى.


مواضيع متعلقة