معاناة "مبلط" مع ولديه المصابين بالضمور: "شايل همهم بقالي 21 سنة"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

معاناة "مبلط" مع ولديه المصابين بالضمور: "شايل همهم بقالي 21 سنة"

معاناة "مبلط" مع ولديه المصابين بالضمور: "شايل همهم بقالي 21 سنة"

داخل البيوت أسرار لا يعلمها غير قاطنيها، لا أحد يدري ما الذي يحدث يوميا، لا يظهر منها سوى الضحكات، منذ 21 عاما ظل سيد شعبان، 58 عاما، يمني النفس بأن يرزقه الله ولدا، وكان له ما أراد وأنجب طفلا، حينها تهلل وجهه فرحا وأحس أن الله قد سمع دعاءه وظل لسنوات يعيش فرحة إنجاب الابن الأول حتى بدأت الأمور تتبدل حينما مرض الابن ولم يتمكن من إسعافه، ارتفعت حرارة الصغير فجأة وحينها أصيب المخ بتلف، ما أثر على ذكائه بشكل كبير، فهو الآن شاب يافع بنسبة ذكاء 31% فقط.

بعد سنوات قليلة من إصابة نجله الأول بضمور بالمخ، رزق بطفل آخر، حينها كان يعمل في دولة ليبيا: "كان سليم وطبيعي، وبيجري ويلعب طول الوقت، لحد ما في يوم حسيت بحركة غريبة في رجله، مش قادر يخطي العتبة، قولت لنفسي أروح أكشف عليه علشان أشوف ماله، كان بقى بدأ يمشي بصعوبة جدا، وفي ليبيا قالولي هناخد عينة من النخاع نشوف ماله، فأنا رفضت وخوفت عليه".

أنهى الخمسيني عمله في" ليبيا" وقرر العودة إلى مصر ليجلس بجوار أبنائه الأربعة، وبعد محاولات كثيرة حول ما يعانيه نجله "صلاح" علم أن ابنه يعاني من ضمور عضلات، ولن يتمكن من المشي مرة أخرى وسيظل قعيد الفراش طيلة حياته، وقع هذا النبأ كالصدمة التي أفقدته قواه، بهذا يصبح لديه ولدان يعانيان من الضمور أحدهما يسير بشكل طبيعي والآخر سيظل قعيد الفراش: "معندوش مناعة بيدوخ من أقل حاجة، مبيعرفش يمسك حتى الكوباية، ولا يرفع إيده، ورغم كده إلا أنه عنده عزة نفس".

بعد إصابة أم الفتى بانزلاق غضروفي قرر الأب أن يكون الأم لنجله، يخرج به للمستشفيات ويتنزه معه ويطعمه: "بعمل له كل حاجة وأمه عمرها ما قصرت معاه لكن تعبانة وده خلاها مش قادرة تخدمه أوي"

يحلم الأب بأن يتمكن من العودة للعمل مرة أخرى نظرا لضيق الحال الشديد الذي تعاني منه الأسرة، بسبب تقدمه في العمر وعدم القدرة على العمل مجددا في المعمار: "عايز أي حاجة أشتغل فيها تعيشهم، مش عارف أصرف عليه، وعليا ديون كتير، محتاج كشك حتى أقف فيه، أو أي حاجة تدخل باب رزق عندي الولد عنده نقص في المخ، لما كنت مسافر كان فيه شغل وفلوس لكن دلوقتي مفيش أي مصدر دخل".


مواضيع متعلقة