استخدام اليوريا والحجر الجيري ومخلفات المجازر في مكونات الأعلاف يسمم الحيوانات والدواجن

استخدام اليوريا والحجر الجيري ومخلفات المجازر في مكونات الأعلاف يسمم الحيوانات والدواجن
فى ظل الخسائر المتعدّدة التى يتعرّض لها مربو الدواجن بسبب انخفاض أسعار اللحم وزيادة التكلفة، أو النافق بسبب الأمراض، ينتشر من جهة أخرى غش الخامات والإضافات والأعلاف وسط غياب تام للضمير لأصحاب المصانع وتجار الخامات، حيث تمثل التغذية 70% من الإنتاج الداجنى والحيوانى، وتُستخدم الإضافات بهدف تحسين جودة العلف أو المنتج الغذائى، وخلال الأعوام الماضية ظهر الكثير لمصانع الأعلاف بشكل كبير إلى أن وصلت المصانع المسجّلة فقط 1440 مصنعاً للإضافات والأعلاف، ناهيك عن غير المرخص دون الاهتمام بالمنتج أو استيفاء شروط الجودة اللازمة.
مسئول بـ"بحوث الإنتاج الحيواني": هناك تلاعب في إضافات الأعلاف.. ونطالب بتطوير تسجيل الإضافات العلفية "المحلية والمستوردة"
ويقول الدكتور عبده جاد، رئيس قسم تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، إن التلاعب والغش انتشر بشكل كبير جداً فى إضافات الأعلاف وتصنيعها، لما لها من ضرر بالغ على التغذية والمنتج النهائى الحيوانى والداجنى، مسبباً الضرر فى ما بعد للإنسان، مؤكداً وجود الكثير من طرق الغش للإضافات، سواء كانت محلية أو مستوردة، مع انتشار مصانع الإضافات، وسهولة وكثرة تسجيلها، أهمها تصنيع منتج محلى بأسماء متشابهة مع أسماء عالمية معروفة داخل السوق المحلية، مع اختلاف أحد الأحرف فقط، بحيث يصعب على أحد التفرقة بينها، ثم القيام بتسجيله بوزارة الزراعة بشكل قانونى، ثم بيعه على أساس أنه المنتج المستورد المعروف، ومع عدم وجود رقابة دقيقة على مصانع الإضافات انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير داخل السوق المحلية.
وأضاف أن هناك الكثير من طرق الغش فى تصنيع الأعلاف، منها استخدام ما يُسمى نواتج تقطير الذرة التى يتم استيرادها من أمريكا، وهو منتج من تصنيع الكحول من الذرة ونسبة البروتين به 27% وسعر الطن يقارب 5000 جنيه، حيث إن لونه مقارب بشكل كبير لجلوتين الذرة 60%، الذى يتم فصله فى مصانع النشا والجلوكوز، ويصل سعر الطن به لأكثر من 12 ألف جنيه، فتقوم بعض مصانع الأعلاف باستيراد الأول وخلطه مع نسبة بسيطة من الجلوتين، نظراً لتشابه اللون بينهما، بالإضافة إلى استخدام اليوريا ووضعها على العلف، لارتفاع نسبة البروتين، ومن المعروف أن نسبة النيتروجين فى اليوريا 47%، والذى يمثل كل كيلو جرام منها محل 12 كيلو جراماً من الكُسب، مما يعمل على وجود نقص كبير فى التغذية، وهى مادة سامة للدواجن، لكن بالنسبة للحيوانات المجترة سهل التعامل معها.
وأكد أن خامات «الذرة والصويا» يتم استيرادها معبّأة، ويتم رش مياه على الذرة ليثقل وزنها أو وضع رمل أو تراب، وكذلك فى كسب الصويا، مما يعمل على وجود نسبة رطوبة، وزيادة نسبة السموم الفطرية التى تزيد على 14%، لافتاً إلى أن شيئاً عليه رطوبة، تنمو عليه الفطريات.
وشدّد «جاد» على ضرورة عدم استخدام البروتينات الحيوانية فى تركيبات العلف للدواجن، لما لها من خطورة على كل من الإنسان والطائر، مؤكداً قيام بعض الشركات الكبرى باستخدام مخلفات المجازر كبروتين للعلف، من خلال وضعها داخل المركز الحيوانى وإضافتها بمعدل 10% من العليقة، أى 100 كيلو للطن، وتتم كتابتها مركزات دون ذكر مكونات المركز، معتمدين على عدم البحث وراءهم، وجهل المربى بما تحتويه هذه المركزات.
وطالب «جاد» بتطوير تسجيل الإضافات العلفية، سواء المحلية أو المستوردة من خلال وضع مدة محدّدة للتسجيل أو الرفض وعدم ترك الموضوع مستباحاً أمام الجميع بكل القطاعات العلفية وخاماتها، مؤكداً عدم قيام المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف بدوره المنوط به فى خدمة القطاع، أو حتى الرقابة الحقيقية عليه بشكل كامل.
ويقول الدكتور أحمد عبدالكريم، استشارى صحة ورعاية الدواجن، إن الغش موجود فى قطاع الإنتاج الحيوانى والداجنى بشكل كامل، دون أى رقابة أو محاسبة، مؤكداً أن بعض مصانع الأعلاف والإضافات وتجار الخامات تقوم بالبحث عن المكسب السريع دون النظر لما يحتويه المنتج الذى يقوم ببيعه، أو النظر لمعاناة المربى فى ما بعد، والتى تتمثل فى خسائر ومديونيات.
وأكد «عبدالكريم» أن الصويا يتم التلاعب فيها بشكل كبير من خلال إضافة الردة وصبغها وإضافة الحجر الجيرى، مما ينتج عنه ضرر بالغ على الطائر، موضحاً قيام بعض استشاريى التغذية بالمصانع بالتلاعب بمكونات وإضافة أشياء لا توجد لها قيمة غذائية، مثل عباد الشمس، كنوع من تقليل التكلفة وزيادة فى المكسب، ثم يأتى اللوم فى النهاية على المربى أو التحصينات، بالإضافة إلى عدم الخبرة والجهل بكيفية التصنيع تكون سبباً فى مشكلات المربى، مثل تصنيع العلف المحبّب، موضحاً أن انخفاض نسبة الرطوبة به تعمل على تجريح معدة الطائر، مما ينتج عنه «كولوستريديا» فتظهر صورة تسمّم، لكن فى الأصل لم يكن تسمماً، بل خطأ فى التصنيع، لافتاً إلى أن أى خطأ فى العلف أو الإضافات أو التصنيع قد يسبّب كارثة، إضافة إلى أن انتشار مصانع الأعلاف والإضافات بهذا الكم الكبير عمل على زيادة الغش والتلاعب بالمكونات، بحثاً عن المكسب السريع وغير المكلف.
ولفت إلى وجود الكثير من أنواع السموم الفطرية، التى تظهر أثناء التشريح فى الوقت الذى ترفض فيه وزارة الزراعة الاعتراف بوجودها، محذراً أيضاً من عدم استخدام الدقيق فى مكونات العلف لما له من ضرر بالغ على الطائر.
ويقول إسماعيل الشحات، أحد مربى الدواجن، إنهم يعانون من مشكلة الرطوبة والسموم الفطرية الموجودة بالعلف والصويا، نتيجة استيراد رتبة أقل جودة تحتوى على نسبة سموم فطرية عالية، موضحاً أن أقل نسبة فى السموم تُعرّض جهاز مناعة الطائر للأذى، وأكد أن هناك شركات تستخدم البرتقال وعصره وبيعه على أنه فيتامينات، موضحاً أن هناك ضرراً بالغاً عليهم كمربين نتيجة غش الأعلاف والإضافات وسقوط مناعة الطائر وزيادة فى الأدوية، مما ينتج عنه نافق وعدم زيادة فى الوزن ومن ثم ظهور الأمراض، لافتاً إلى أن 60% من القطيع يفنى بسبب السموم الفطرية، لأنه ينتج من خلالها الكثير من الأمراض الأخرى.