الإفتاء: أسباب اجتماعية وسياسية وتشريعية وراء زيجات الرسول

كتب: أحمد محمد الشرقاوي

الإفتاء: أسباب اجتماعية وسياسية وتشريعية وراء زيجات الرسول

الإفتاء: أسباب اجتماعية وسياسية وتشريعية وراء زيجات الرسول

ردت دار الإفتاء عبر موقها الإلكتروني على سؤال عن تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، "جاء فى القرآن: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا﴾ [النساء: 3].

وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، أنه تزوج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسولاً من رسل الله بهذه الصفة؟".

الإفتاء: لم يكن زواج الرسول رغبة فى كثرة النساء  

وأوضحت دار الإفتاء أن مبنى هذه الشبهة أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التى يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجوارى، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة فى كثرة النساء، كما أشار السائل، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها على النحو التالى:

أسباب اجتماعية وراء زواج الرسول من 5 زيجات 

- زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها، الذي كان نضجا اجتماعيا، بحيث يتزوج الرجل المرأة العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام فى سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو فى سن الخمسين.

- زواجه سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.

-  زواجه حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراما لأبيها سنة 3هـ.

-  زواجه من السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها فى غزوة أحد فتزوجها سنة 4هـ.

- زواجه من السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سنة 4هـ.

وأضافت "الإفتاء" أنه قد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قتلوا فى جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن.

أسباب تشريعية وراء بعض زيجات الرسول 

 أكدت "الإفتاء" أن بعض زيجات الرسول ترجع إلى أسباب تشريعية والتزاما بالوحي الذي نزل على الرسول ومنها: 

 - زواجه من السيدة عائشة رضى الله عنها كان بوحى، حيث رأى فى المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحى.

-  زواجه من زينب بنت جحش، زوجة زيد بن حارثة، لنزول قول الله تعالى: ﴿وما جعل أدعياءكم أبناءكم﴾ [الأحزاب: 4] ﴿ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله﴾ [الأحزاب: 5]  ذلك بعد خلاف مع زوجها طلقت منه، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملى على بطلان التبنى، وذلك سنة خمسة للهجرة.

 أسباب سياسية وراء زواج الرسول من أربع زوجات

كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسى من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى ومن ذلك:

- زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، التي وقعت فى الأسر، ليتزوجها الرسول سنة 6هـ.

- زواجه من أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان، والتي بقيت على إسلامها بخلاف أبيها الذي كان عدوا للإسلام وكان زواج الرسول منها سببا كبيرا فى كسر حدة أبى سفيان فى العداء للإسلام، حتى هداه الله وأسلم.

- زواجه من السيدة صفية بنت حيى بن أخطب كانت من سبى خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سنة 7هـ.

- زواجه من السيدة ميمونة بنت الحارث سنة 7هـ.

ومات من هؤلاء الزوجات لرسول الله اثنتان فى حياته وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تسع.

أما الجاريتان اللتان تزوجهما الرسول فهما مارية القبطية التى ولدت "إبراهيم" وتوفى صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرظية.

وتساءلت الإفتاء عن أن التعدد بدأ فى سن الثالثة والخمسين من عمره، فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهى هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!

كما تابعت "الإفتاء" أن تعدد زواج الرسول صلى الله عليه كان لحكم متعددة، فضلاً عما سبق، ومنها:  

- بيان كل ما يقع فى بيت النبوة من أحكام عملا بقوله تعالى: ﴿واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا﴾ [الأحزاب: 34]

- ولتتشرف به قبائل العرب وبمصاهرته لهم، وللزيادة فى تألفهم لذلك، ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه.

- ونقل الأحكام الشرعية التى لا يطلع عليها الرجال؛ لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفى مثله.

التعدد سنة الأنبياء بنصوص الكتاب المقدس:

ولم يكن النبي محمد هو الوحيد الذي كان له أكثر من امرأة حيث إن الكتاب المقدس ذكر عددًا من الأنبياء وذكر عنهم التعدد؛ منهم:

- نبى الله إبراهيم عليه السلام، ذكر الكتاب المقدس له ثلاث زوجات؛ سارة [سفر التكوين (20: 12)]، هاجر المصرية [سفر التكوين (16: 3)]، قطورة [سفر التكوين (25: 1)]، وكذلك ذكر أنه كانت له سرارى [سفر التكوين (25: 6)].

- نبى الله يعقوب عليه السلام، كان له أربع نسوة فى وقت واحد؛ جاء فى سفر التكوين: "ثم قام فى تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق" (32:22).

- نبى الله داود عليه السلام، ذكر العهد القديم له تسع نسوة:

1- أخينوعم اليزرعيلية.

2- أبيجايل امرأة نابال الكرملي.

3- معكة بنت تلماى ملك جشور.

4- حجيث.

5- أبيطال.

6- عجلة. [صموئيل الثانى ( 3 : 1-6)]

7- ميكال. [سفر صموئيل الثانى (6 : 23 )]

8- بثشبع امرأة أوريا. [سفر صموئيل الثانى ( 11 : 26 )]

9- أبيشج الشونمية. [سفر الملوك الأول ( 1 : 1- 5 )]

- نبي لله سليمان عليه السلام، ذكر العهد القديم أنه كانت له ألف امرأة؛ سبعمائة من الحرائر وثلاثمائة من السرارى.

"وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السرارى" [سفر الملوك الأول (11 : 3 )].

فهؤلاء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان ذكر العهد القديم أنهم قد عددوا الزوجات، فالتعدد سنة الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


مواضيع متعلقة