بريد الوطن .. دعواتك طوق نجاة يا أمى

بريد الوطن .. دعواتك طوق نجاة يا أمى
مع إشراقة كل صباح كانت بسمتك نور حياة، طلتك نسيم بحر، صوتك مصدر بهجة وسعادة، روحك نهر عطاء وحنان، واحة سلام وأمان، كلماتك ترجمة لكل ما بداخلى من معانى الحياة، مهما كانت خيبات الأمل دعواتك كانت طوق نجاة، وحضنك واحة من المحبة والمودة والرحمة كانت ضمتك بشوق تنسينى همومى وأحزانى فعطر وجودك فى كل مكان. فراقك لا يوصف، كل شىء فى غيابك عتمة، أحزان لا تنتهى، انكسار روح لم تعد كما كانت، فلا أحد يعوض غيابك ولا أحد يمسح دموعى ويخفف آلامى، فالحياة لم تعد حياة فلا أحد يشبهنى فيها، ولم أعد أراها جميلة كوصفك الساحر لها.
ستظل الأم عالماً به ألف باب للجوء لها والارتماء فى أحضانها ومهما كانت الأخطاء التى نرتكبها سوف نجد أعماقها تُشع نوراً ورحمة فى انتظارنا للمكوث بداخلها لنشعر بدفء الحياة ينبض مع دقات قلب أمهاتنا. فى بعض المواقف العصيبة والأحداث القاسية التى لم نحسن التصرف فيها قد نستشعر شيئاً من الغضب علينا فى حديثها بسبب عنادنا الخاطئ والأخطاء المتكررة التى كادت أن تقودنا إلى الهلاك، فنرى أمهاتنا لم يهيمن عليهن الغضب والابتعاد، بل ينتصر عليها قلبها باحتضانها لنا، لم نكن نعلم أنها عندما كانت تحتضننا كانت تسرق آلامنا من دواخلنا لتتسلل بداخلها لتطيّب من خاطرنا. «للأم ألف لغة إن عشت ألف عام فهمت جميع لغات قلبها» أدام الله وجودهن فى حياتنا.
رميثة عصام الطوخى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com