بريد الوطن .. عابر سبيل يعيش ويتنفس فناً

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن .. عابر سبيل يعيش ويتنفس فناً

بريد الوطن .. عابر سبيل يعيش ويتنفس فناً

هو رجل فى الخمسينات من العمر، شعره قصير مُجعد، قصير القامة، يرتدى دائماً طاقية تُزين مقدمتها خرزة إما حمراء أو خضراء، لون هذه الخرزة يعود إلى حالته النفسية، فإذا كان سعيداً وراضياً تكون خضراء، وإذا كان حزيناً ومهموماً تكون حمراء، وعندما تكون الخرزة حمراء هذا يعنى أنه لا يريد أن يتحدث مع أحد، إنه الفنان الذى يخاف منه بعض الناس إذ يظنونه مجنوناً، فلا يقتربون منه أو يتحدثون إليه خوفاً من أى ردة فعل قد لا يتوقعونها.

يعيش ويتنفس فناً، يرسم ويرسم، دون أن يلتفت إلى سخرية أو استهزاء، اقتربت منه فأحببته وعرفت أنه لم يتعلم القراءة، ولكنه كان دائماً يرى الحياة كتاباً مفتوحاً يُجيد فن قراءته، أحبها وعاشها عندما كانت تبتسم فى وجهه، وتعايش معها ولم يكرهها عندما كانت تعبث فى وجهه، سألته يوماً: لماذا هذا الإصرار على الاستمرار فى الفن، وأنت تعلم أن لا أحد يعرف معنى أو قيمة فنك ولا أحد يشعر بجماله! أجابنى: قد يظلمنى الناس ولكنى أثق أن التاريخ سوف يمنحنى حقى، فأنا أرسم لكى أعيش وأبقى ويتذكرنى التاريخ عندما أمضى، عندئذ أدركت أن الفنان إنسان يُحب الخلود مثلما يُحب الحياة.

                                       نجيب محفوظ نجيب 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.co


مواضيع متعلقة