الوجه الآخر لـ"العقاد": أساء لـ"عبدالوهاب".. وسخر من طه حسين و"هيكل"

الوجه الآخر لـ"العقاد": أساء لـ"عبدالوهاب".. وسخر من طه حسين و"هيكل"
ربما لا يتصور البعض، الكاتب الراحل "عباس محمود العقاد" إلا جادا متجهما لا تفتر شفته عن ابتسامة، ولا تطرق باب وجهه ضحكة عابرة، خصوصا أن عموم القراء في العالم العربي، عرفوه بأسلوب رصين ومعقد بعض الشيء، ولم ينسب إليه أي نوع من الكتابة، ساخرة كانت أو رقيقة.
ولم يعرف أحد شيئا عن الوجه الآخر لصاحب سلسلة "العبقريات"، حتى جاء تلميذه "أنيس منصور"، ليكشف الجانب الخفي من حياته، وأرائه الصادمة في شخصيات عصره، في كتابه الممتع "في صالون العقاد كانت لنا أيام".
يقول الراحل أنيس منصور، إن "العقاد" كانت له تعليقات كثيرة جارحة، غير أن تلاميذه الذين كانوا يحضرون صالونه الأدبي الأسبوعي، اعتادوا عليها، وكانوا يضحكون لها فورا، ثم يفكرون فيها بعد ذلك، مثال ذلك: "كان يقول: لقد سألني كثير من الناس إن كانت المطربة أم كلثوم ما تزال آنسة، وكان يجيب: قلت لهم: أنا لا أعرف شخصيا، ولكن كل الذين تزوجوها قالوا إنها كذلك".
أما عن رأي عباس العقاد في الدكتور طه حسين، فيعلنه لتلاميذه، بحسب أنيس منصور، فيقول: "يسمونه عميد الأدب، إنه ليس عميد الأدب، إنه عمي الأدب"، وكان يروي أنه اصطدم مرة بالدكتور محمد حسين هيكل باشا، رئيس مجلس الشيوخ، في إحدى غرف المجمع اللغوي، فقال له الأخير: "حاسب يا أستاذ"، فرد العقاد: "كيف أحاسب وأنا لا أراك"، ويعلق المؤلف على الواقعة بقوله: إن "هيكل باشا" كان قصير القامة.
ويورد أنيس منصور أيضا، رأي "العقاد" في موسيقى "محمد عبدالوهاب"، في الكتاب المذكور، فيقول: إنه "كان يراه صاحب صوت جميل وأداء جميل أيضا، غير أنه كان يراه لا يتغير، فجميع ألحانه متشابهة، والفرق عنده بين اللحن الحزين والمرح، هو سرعة دوران الأسطوانة في الجراموفون أو الفونوغراف، فإذا أدرنا الأسطوانة بسرعة، كان اللحن مرحا، وإذا أدرناها ببطء، كان اللحن حزينا".
ويذكر أنيس منصور، أنه عرف فيما بعد سر غضب "العقاد"، من الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقد امتنع الأخير أن يغني له واحدة من قصائده، بينما كانت المطربة "نادرة"، الوحيدة التي غنت له.