عبقرية الصديق وسيرة سعد زغلول بقلم العقاد

كتب: ماريان سعيد

عبقرية الصديق وسيرة سعد زغلول بقلم العقاد

عبقرية الصديق وسيرة سعد زغلول بقلم العقاد

حدثان يفصل بينهما مئات السنين، وشخصان شتان الفروق بينهما وإن اجتمعا في توليهما الزعامة لكن بمنظوران مختلفان، لكنمها حضرا في كتابات الأديب عباس محمود العقاد، وفي يوم ذكرى وفاة الصحابي أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول، نرصد الزوايا الكتابية عن الشخصين بقلم الأديب، الذي اختلف تناوله باختلاف الشخصين، ما بين تحليل للصديق وترجمة لزغلول، خط العقاد ملامح مختلفة في كتابين.

سعد زغلول سيرة وتحية

في كتاب عباس محمود العقاد عن سعد زغلول، الذي أوضح فيه أنه يكتب عنه كصديق قال إن: "الصديق والمؤرخ في الكتابة عن رجل كسعد زغلول يستويان أو يتقاربان" موضحا أن "من النقص أن يكتب المؤرخ ترجمة لعظيم ثم لا يكون على مودة لذلك العظيم، لأن الترجمة فهم حياة" ثم تابع وكأنه يبرر كتابه عن سعد زغلول وهو صديقه  "لأن يكون الكتاب مؤرخا وصديقا خير للتاريخ نفسه من أن يكون مؤرخا وكفى!".

ويتطرق في كتابه إلى "الطبيعة المصرية في أوهام الناس" ثم الفصل الذي يليه يتحدث عن الطبيعة المصرية في حقيقتها، ليكونا تمهيدا للحديث عن "أصل سعد" في الفصل الذي يستهله بـ"بعد الأوهام التي شاعت عن الطبيعة المصرية يسهل علينا أن نفهم لماذا يشك بعض الناس في انتساب سعد إلى الأمة المصرية" ومن ثم يتحدث عن جيله وبيئته ونشأته، وبعدها يتحدث عن الجانب السياسي من الثورة العرابية وحتى الوزارة.

ويتوقف العقاد في كتابه عند عام 1906 وهو العام الذي صدر فيه مرسوم الجامعة لأنه أول عام ذات بال في تاريخ الحركة الوطنية بعد الاحتلال، وبعدها عمله بوزارة وعمله وزيرا للمعارف ثم وزير الحقانية، ولم ينس كتابه ملاحظته على سعد زغلول في الوزارتين ويستمر في تأريخ تلك الحقبة من خلال حياة الزعيم حتى وفاته واللقاء الأخير بينهما مختتما كتابه بقصيدة استهلها بـ"عرف النفي حيا ومماتا وأصاب النصر روحا ورفاتا".

عبقرية الصديق

في كتب العبقريات لم يتطرق العقاد إلى "ترجمة" أبطاله كما فعل في كتابه في سعد زعلول، وكتب في مقدمته طويلة "إنني لا أكتب ترجمة للصديق ولا أكتب تاريخا لخلافته وحوداث عصره.. ولكنما قصدت أن أرسم للصديق صورة نفسية تعرفنا به وتجلو لنا خلائقه وبواعث أعماله، كما تجلو الصورة ملامح من تراه بالعين".

وبدأ العقاد كتابه بفصل تحت عنوان "اسم وصفة" تحدث فيه عن أشهر أسماء الخليفة والتي أشهرها أبو بكر والصديق وعتيق وعبدالله، وهي أسماء عرف بها في الإسلام والجاهلية على السواء، وعرف في الجاهلية بالصديق لأنه كان يتولى أمر الديات وينوب فيها عن قريش، وعرف بالعتيق لجمال وجهه وغيرها مما اتفقت فيها صفاته مع أسمائه.

ويتطرق العقاد في الفصل الثاني لعلاقة الصديق بالرسول تحت عنوان "الصديق الأول والخليفة الأول"، ليصل في الفصل الثالث للحديث عن صفاته باستفاضة مستندا على العديد من المواقف التي وصلت إلينا من سيرة الصحابي فوصفه خلقًا وخلقة ومن صفاته يذهب لـ"مفتاح شخصيته" في الفصل الرابع الذي يصفه بـ"أنه الأداة الصغيرة التي تفتح لنا أبوابها وتنفذ بنا وراء أسوارها وجدرانها" حيث يرى أن مفتاح شخصية الصديق "الإعجاب بالبطولة" وهذا الإعجاب بالبطولة الذي يتحدث عنه العقاد هو الوسم الذي يتسم به كل عمل من أعماله وكل نية من نياته.

وبعدها يتحدث عن النموذجين الصديق والفاروق عمر بن الخطاب، وقصة إسلام الصديق، ومنها للجانب السياسي سواء في فصل "الصديق والدولة الإسلامية" و"الصديق والحكومة العصرية". ثم يتحدث الكتاب عن ثقافة أبي بكر الصدق وعلاقته ببيته ليختتم كتابه بالفصل الثاني عشر تحت عنوان "صورة مجملة".


مواضيع متعلقة