"ردح" بين أبواق الإعلام الإخواني في قطر وتركيا "انقلب السحر على الساحر"

كتب: سلوى الزغبي

"ردح" بين أبواق الإعلام الإخواني في قطر وتركيا "انقلب السحر على الساحر"

"ردح" بين أبواق الإعلام الإخواني في قطر وتركيا "انقلب السحر على الساحر"

تنافس وخلافات اشتدت بين أجنحة الإعلام المُعادي لمصر في الخارج وهما جناحا "قطر ـ لندن" وجناح "إسطنبول"، وظهر على السطح خلال الأسابيع الأخيرة، ورغم أنها ليست جديدة ورغم محاولات التكتم عليها إلا أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخير بتحويل "آيا صوفيا" من متحف إلى مسجد ساهم في طفو الخلافات على السطح، والتي رغم أنها تبدو من الوهلة الأولى ارتباطها بمواقف جناح قطر ـ لندن، من ملفات تتعلق بالنظام التركي، مثل ملف مسجد آيا صوفيا إلا أن السبب الأساسي هو "الصراع الداخلي في قطر على السلطة" بين وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم والأمير الحالي تميم ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر آل مسند.

لكل جناح شخصياته التي يعتمد عليها للترويج لأفكاره ومهاجمة أعدائه، لينشغلوا بمهاجمة بعضهم البعض كما يهاجمون الأعداء المشتركين لقطر وتركيا "مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين، إلخ" وبدلا من تنافسهم حول تقديم أداء إعلامي أفضل ضد الأعداء فانقلب السحر عليهم ووصل إلى حد التراشق بين مكونات المحورين الإعلامية، وآخر هذه المواقف كان التراشق الذي حدث بين محمد ناصر، مقدم برنامج "مصر النهاردة على قناة مكلمين والمحسوب على النظام التركي، وبين عزمي بشارة المحسوب على النظام القطري، وكان ذلك على خلفية نشر جريدة "العربي الجديد" مقالا ينتقد تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وسخرية قناة العربي الجديد من بعض مذيعي قنوات إسطنبول "الشرق ـ مكملين"، وهو ما ردت عليه هذه الأخيرة عن طريق توجيه اتهامات لعزمي بشارة وطرح تساؤلات حول التمويل.

يذكر أن محمد ناصر هو مقدم برنامج "مصر النهاردة" على شاشة قناة مكملين ومحكوم عليه في مصر في تهم تتعلق بالإرهاب، أما عزمي بشارة فهو يتولى الإدارة التنفيذية لسياسات الأمير القطري، ويترأس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بجانب الإدارة العامة لمؤسسة "العربي" الإعلامية، التي تتضمن قناة "التليفزيون العربي" وصحيفة "العربي الجديد" التي تبث من لندن.

ويشار إلى أن محور "قطر ـ لندن" يشمل توجهات بضرورة تقليل الاعتماد والرهان إعلاميا على تنظيم الإخوان، نظرا للخسائر الكبيرة التي تسبب فيها التنظيم على مستوى الفشل في إحداث أي تغيير داخل مصر، ويتبني استراتيجية حول فاعلية "الإعلام الملون" غير المؤدلج، الذي لا يتبنى صراحة خطاب الإسلاميين ولكنه يدافع عن مشروعهم بأشكال وأدوات مختلفة عبر الاعتماد على شخصيات يسارية وليبرالة.

أما محور إسطنبول، فهو يضم كل المنضوين تحت مشروع الرئيس التركي أردوغان ويشمل كل العناصر والشخصيات المستفيدة بشكل أو بآخر من تعاظم الدور التركي والمعتمد كليا على كل أدوات الإسلام السياسي، وعلى رأسهم حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر السابق والحالم بمقعد الأمير، حيث يرى نفسه الأولى بإمارة قطر عن تميم بن حمد.

وكان من بين التراشق ما تعرض له بلال فضل، الكاتب والسيناريست الذي بدأ رحلته في قناة "العربي" منذ مايو 2015 عبر برنامجه "عصير الكتب"، كما أنه يكتب بصورة دورية في الموقع التابع لمؤسسة العربي المسمى "العربي الجديد"، لذا فهو محسوب على جناح "قطر ـ لندن"، وشن "جناح إسطنبول" الهجوم عليه بسبب منشور له وضع فيه صورتين ملتصقتين للرئيس التركي أردوغان، واحدة بجواره سيدة ترتدي فستانا قصيرا ومقتربة منه ومدون عليها "طول السنة" والأخرى لأردوغان يرتدي "طاقية" ويجلس ويبدو عليه الخشوع داخل مسجد ومدون عليه "في الامتحانات".

وعند مهاجمته كتب عباس ناصر، مدير قناة "التلفزيون العربي"، بأن بلال فضل لا يعمل في العربي، وقدم برنامجا في وقت سابق وتوقف برنامجه منذ ما يزيد عن السنة، ليرد عليه المذيع أحمد منصور بشكره على تبرؤه من بلال فضل ليستكمل بالهجوم على تامر أبو عرب المذيع الرئيسي في القناة الذي قال منصور أنه يتطاول على قطر وأميرها وشعبها في بوست وتغريدة شهيرة.

كما أن المحسوبين على "جناج إسطنبول" يهاجمون بشراسة عزمي بشارة سائلين عن مصادر تمويله، حيث كتب "أحمد بحيري" موجها حديه لبشارة "ليه حضرتك بتوجه الإعلاميين اللي عندك يهاجموا القنوات اللي بتاخد تمويل أقل منك بس مؤثرين أكتر منك؟"، ورد عيله بشارة في منشور آخر عبر موقع "تويتر" الذي يتراشقون من خلاله بالألفاظ أن الغيرة والحسد ترفع فوق السياسة وأن الأمر محزن.


مواضيع متعلقة