بنى سويف: «أبومليح» توقف تصدير «النباتات العطرية» لـ«عاصمة النور»

بنى سويف: «أبومليح» توقف تصدير «النباتات العطرية» لـ«عاصمة النور»

بنى سويف: «أبومليح» توقف تصدير «النباتات العطرية» لـ«عاصمة النور»

فى الطريق الصحراوى الغربى لبنى سويف، وسط الرمال الصفراء وصخور الجبال التى تطغى على ملامح المكان، لا توجد سوى القليل من مساحة أراضٍ مزروعة. فتيات يرتدين النقاب، يعملن فى تلك الأراضى، لأول وهلة تظن أنهن يرتدينه تديناً، قبل أن تعرف أنهن يرتدين النقاب لحمايتهن من أشعة الشمس الحارقة، لطبيعة عملهن الشاقة كعاملات فى الأراضى المزروعة «نباتات طبية وعطرية»، تشكل مصدر رزقهم الوحيد. تلك النباتات اشتهر بها أهالى قرية منشية أبومليح فى بنى سويف، القرية الوحيدة فى مصر التى تزرع نباتات طبية وعطرية، وتصدرها للولايات المتحدة، وفرنسا، والنمسا، وإيطاليا، والبرازيل. الحاج عبدالرازق عياد، أحد مزارعى تلك النوعية من النباتات، لا يزال يعمل بنفسه فى زراعة الأرض، على الرغم من أنه فى العقد السابع من عمره، ممسكاً بفأسه غير عابئ بالانحناءة التى أثقلت ظهره شقاءً وتعباً، مردداً: «أنا شغال مزارع فى النباتات الطبية والعطرية من سنة 1972، من بداية دخولها قريتنا». النباتات العطرية والطبية لا تخرج عن دائرة النعناع بنوعيه البلدى والفلفلى، ونباتات الريحان والبرداقوش، والبقدونس والشبت والكسبرة. يشير الرجل الستينى إلى نباتات الريحان التى تسيطر على مساحات شاسعة من أرضه الزراعية، قائلاً: «نبات الريحان صيفى، بيستمر فى الأرض 7 شهور، يتقطع ويتزرع من 4 إلى 5 مرات فى الموسم الواحد»، ويضيف: «سعر طن الريحان الأخضر بـ550 جنيه، إنما الناشف بـ12 ألف جنيه». يقف الرجل وسط أرضه محاولاً تعريفك بأنواع النبات، كل على حدة، فإلى جانب الريحان الصيفى يوجد أيضاً نبات النعناع الذى يزرع فى فصلى الصيف والشتاء، قائلاً: «النعناع البلدى بيفضل يتزرع فى الأرض لمدة 3 سنين متصلة، بعد كده نغير بزرعة تانية». بنبرة صوت يغلب عليها الفخر والاعتزاز يتحدث الرجل عن منتجاته العطرية والطبية التى يصدّرها إلى أغلب دول أوروبا مردداً: «إحنا بنصدر لفرنسا بلد العطور، وأمريكا والنمسا وإيطاليا والبرازيل». ويضيف متنهداً تاركاً نبرة الفخر مستبدلاً إياها بنبرات غضب وانفعال: «أول شخص بدأ سياسة الاحتكار كان واحد من أكبر رجال أعمال الحزب الوطنى وبعدها بدأ عدد كبير من المصدرين يسيرون على نفس سياسته وفى الآخر أكتر حد بيتضر هو المزارع الغلبان». أصبح احتكار الأسعار من قبل المصدرين أداة ضد المزارعين، وهو ما دلل عليه الرجل الستينى مستطرداً: «من 6 شهور كان ثمن طن النعناع 14 ألف جنيه، فوجئنا بعدها إن كل المصدرين اتفقوا على سعر موحد 9 آلاف جنيه بس». 500 فدان هى مساحة الأراضى التى يزرعها فلاحو «أبومليح» بالنباتات العطرية والطبية، ويشير الحاج عبدالرازق للزراعات الموجودة بالأرض قائلاً: «كل أصحاب الأراضى والمزارعين فى منشية أبومليح ما بيشتغلوش غير فى النباتات الطبية والعطرية، المزارعين بيزرعوا من 450 إلى 500 ألف فدان من إجمالى 590 ألف فدان، خاصة أنها بتدخل عملة صعبة للبلد، بس الحكومة مش مقدرة أهمية النباتات دى». ويضيف، «إحنا معندناش أى بطالة، كل البنات والشباب بيشتغلوا فى نوعية الزراعة دى، ده مصدر رزق أهل القرية من 30 سنة». لم يكن الاحتكار وحده هو المشكلة الوحيدة التى يعانى منها المزارعون، فنقص السماد أيضاً يضطرهم للجوء إلى السوق السوداء، ويقول محرم فؤاد، صاحب شركة أسمدة: «نوعية المبيدات التى توفرها وزارة الزراعة لا تتماشى مع طبيعة النباتات، فالوزارة تصرف مبيدات سامة للقضاء على الحشرات أما النباتات الطبية فتحتاج إلى مبيدات حيوية». الأخبار المتعلقة 6 قرى أسقطها الإهمال من «العالمية» إلى خط الفقر قنا: صناعة الخزف «ترتجف» فى «جراجوس» المنوفية: خيوط العنكبوت تهدد قلعة السجاد فى «أبوشعرة» «صنايعية» كفر المنشى هجروا «الأرابيسك» الشرقية: تاريخ صناعة البردى يختفى من «قراموص»