دراما الواقع.. "أهل مصر": "هاجر" تنتصر على حادث تشويه وجهها بالنار
من ضحية المجتمع إلى باحثة لتأهيل مصابى الحروق
![هاجر علاء](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11829400681589474147.jpg)
هاجر علاء
دراما إعلانية قدمتها مؤسسة «أهل مصر» لعلاج الحروق، على طريقة أفلام «الأنيميشن»، لتلخص الأحداث المؤلمة التى عاشها الكثيرون من ضحايا الحروق، لكنها رغم تناولها فى صورة كارتونية لعدم إيذاء مشاعر من مر بذات التجربة، فإنها أحيت فى نفوس البعض منهم ذكريات موجعة وأعادت عليهم ذكرى ذلك اليوم المشئوم الذى تبدلت فيه أجسادهم وملامحهم ونظرتهم، حيث زال ألم الحرق واستمرت آثاره على الجلد.
حزن شديد شعرت به هاجر علاء، إحدى مصابى الحروق، عندما شاهدت الإعلان الذى يطلب جمع تبرعات لدعم المستشفى الوحيد الذى يعالج الحروق، كانت طفلة فى الثالثة من عمرها عندما احترق وجهها نتيجة إلقاء موقد مشتعل عليها أثناء معركة اندلعت بين الجيران، وكانت هى ضحيتها، ظلت تبكى وتصرخ بهستيرية، مؤكدة أنها شعرت بألم شديد لا يستطيع أى بشر تحمله، وفى رأيها مهما كانت قسوة الإعلان، فالحقيقة أكثر سوءاً وألماً.
تحكى «هاجر» أنها تحدت الظروف وتجاهلت نظرة الناس لها ونفور المجتمع منها ومن ضحايا الحروق وكأنهم كائنات أخرى متجردة من مشاعر الإنسانية، وعليهم تقبُّل فكرة رفضهم فى العمل والزواج والانخراط فى المجتمع وغيره، لافتة إلى أنها لم تتوقف عند هذا الحادث وتطوعت للعمل كداعم نفسى للمصابين داخل المؤسسة، حتى أصبحت أحد أفرادها الذين يعملون بشكل ثابت، مما دفعها لتقديم ماجستير فى التأهيل النفسى بعد حصولها على بكالوريوس علوم وتربية من جامعة حلوان.
«وقت الألم والوجع محدش بيحس بينا، ممكن اللى حواليا يتعاطفوا معايا لكن مش هيحسوا باللى جوايا ولا اللى حسيت بيه وقت الحادث»، هكذا تصف شعورها بمرارة محاولة تقديم الدعم والمساندة لكل من مر بنفس التجربة الأليمة: «بنتعرض لنظرة سيئة كأننا مش بشر، عشان اتعرضنا لتغيير فى شكلنا الظاهر»، مؤكدة أن مصابى الحروق لو لم يتم إنقاذهم فى خلال ٦ ساعات قد يتعرضون للموت أو التسمم: «كل يوم فيه ٣٠٠ شخص بيتعرضوا للموت يعنى ربع مليون فى السنة تقريباً بسبب الحروق، الناس دى لازم نهتم بمشكلتهم ونتعاطف معاهم لأنهم محتاجين دعم نفسى، أنا واحدة من الناس اللى متضايقة بسبب الإعلان، بس لازم نوضح الصورة أكتر من كده لأن ده أقل بكتير من اللى حصل لى وحصل لأصحابى».