99 عاما على ميلاد الدبلوماسي والمترجم الأشهر سامي الدروبي

كتب: إلهام زيدان

99 عاما على ميلاد الدبلوماسي والمترجم الأشهر سامي الدروبي

99 عاما على ميلاد الدبلوماسي والمترجم الأشهر سامي الدروبي

كاتب وفيلسوف ودبلوماسي وأستاذ جامعي، هو المترجم السوري سامي الدروبي، المولود في حمص في مثل هذا اليوم 27 أبريل عام 1921، ورحل الدروبي في 12 فبراير عام 1976، مخلفًا إرثًا عده النقاد من أهم ما قُدم للمكتبة العربية على مستوى ترجمة الأدب الروسي، اشتهر بترجمة بترجمة أعمال ديستوفيسكفي، وتولستوي، كما عمل الدروبي سفيرا لبلاده في البرازيل يوغسلافيا ومصر، كما عمل الدروبي وزيرا للمعارف في سوريا.

درس في مدارس حمص الابتدائية والإعدادية، ثم واصل دراسته الثانوية في دمشق. تابع بعدها دراسته في دار المعلمين العليا لمدة عامين، وعُيِّنَ مدرسًا للتعليم الابتدائي، حيث بقي في وظيفته هذه لمدة سنةٍ واحدة. ثم أُوفِدَ إلى مصر في عام 1943 ليتابع دراسته في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرَّج من قسم الفلسفة عام 1946.

عاد إلى سوريا عام 1947 فعُيِّنَ مدرّسًا للفلسفة والمنطق في ثانويات حمص، انتقل خلال الأعوام 1948 – 1949 إلى دمشق (كمعيد في الجامعة)، أوفِدَ بعدها إلى باريس خلال الأعوام 1949 – 1952 لتحضير الدكتوراه في الفلسفة. عاد من باريس وعُيِّنَ مدرّسًا في كلية التربية.

العمل الدبلوماسي:

عُين في أيام دولة الوحدة بين سوريا ومصر مستشارًا ثقافيًا لسفارة الجمهورية العربية المتحدة في البرازيل عامي 1960-1961، بعد الانفصال مباشرةً، طلب إعادته إلى دمشق ليعود إلى التدريس في جامعة دمشق، ثم وزيرا للمعارف.

عين سفيرًا للجمهورية العربية السورية في المغرب عام 1963 وسفيرًا في يوغسلافيا عام 1964، ثم مندوبًا للجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية عام 1966، كما عُيِّنَ أول سفيرٍ لسوريا في القاهرة بعد الانفصال ومندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية في 1966/9/1 ثم اختير سفيراً للجمهورية العربية السورية في مدريد بإسبانيا في 1971/11/27، ثم سفيراً لدى الفاتيكان في 1973، وفي 1975/10/12 طلب إعادته إلى دمشق لأسباب صحية وبقي سفيراً في وزارة الخارجية، وظل يعمل في أعماله الأدبية وفي حقل الترجمة وإنجاز مشاريعه الأدبية رغم ظروفه الصحية القاسية.

وتحفل مذكرات زوجته إحسان البيات بالكثير من التفاصيل الكاشفة عن عمق العلاقة مع الرئيس عبدالناصر وعائلته، لدرجة أن عبدالناصر كان يهتم بالحالة الصحية لسامي كما كان يدعوه بعد إصابته بمرض القلب، بل بعث إليه دواء يابانياً أرسل في طلبه خصيصا.

الترجمة:

أنجز الدروبي مهمته كمترجم فذّ وسط زحام وانشغالات عمل لا ينتهي وخبرات توزعت بين الجامعة وكواليس العمل الدبلوماسي، حبا في الأدب الروسي الذي نقله عن اللغة الفرنسية، والذي بدأ في قراءته في سن مبكرة، وأغرم به وبدأ في ترجمته للعربية.

وفي عام 1966 تعاقدت وزارة الثقافة المصرية مع سامس الدروبي لنشر الأعمال الكاملة ديستوفيسكي، وكان لهذا القرار هزة فى الوسط الثقافي المصري.، ولاقت الأعمال استحسانا في الأوساط الثقافية في ذلك الوقت فكتب عنها الناقد رجاء النقاش والكاتب أحمد بهاء الدين وأحمد حمروش وغيرهم، كما تعاقد مع وزارة الثقافة السورية لنشر الأعمال الكاملة لتولستوي "

وتضيف إحسان البيات، زوجته في مذكراتها: "إن سامي الترجمة أي ترجمة حين تصبح اختيارا شخصيا، لا تعود مجرد إجادة للغة أجنبية، بل تصبح فنا وخلقا واكتشافا، وجزءا أصيلا من الذات، ِانها شأن أي إبداع، ووتابع "ولقد كان الاختيار لسامي الدروبي هو ديستوفيسكى وتولستوي، قام بنقل أعمالهما كاملة في دأب ومثابرة، وصبر تنوء بحمله اللجان والمؤسسات ووزارات الثقافة."

كان عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، هو صاحب الوصف الأهم للدروبي، حين كتب "إن سامي الدروبي مؤسسة كاملة"

كما أن للدروبي ترجمات في الفلسفة أهمها مؤلفات لكارل ماركس وجان بول سارتر، وترجم في السياسة "مدخل إلى علم السياسة" لموريس دوفرجيه، وفي علم النفس ترجم "علم النفس التجريبي" لروبرت ودروت. أما في الأدب، فهو الغني عن التعريف وله عددٌ من المؤلفات والمقالات المنشورة في عددٍ من الدوريات.

 

 

 


مواضيع متعلقة