بريد الوطن.. بين طبقين: «فوم» و«خزف» (قصة قصيرة)

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. بين طبقين: «فوم» و«خزف» (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. بين طبقين: «فوم» و«خزف» (قصة قصيرة)

طبقين على السفرة، واحد خزف صينى أصلى والتانى فوم رخيص، الخزف بص للفوم باحتقار وسأله: «انت إيه اللى جابك هنا؟»، «أبداً، الست اللى جابتنى جابتك انت كمان»، «طب ابعد ابعد.. ما تقرّبليش». الطبق الفوم حس بالإحراج وسكت خالص، بعد شوية جرس الباب رن.. والست فتحت: «أهلاً يا عم عبده.. تعال»، ومدت يدها للطبق الفوم، ووضعت فيه من خيرات ربنا وأعطته للبواب وقالت: «ده عشان العيال»، «ربنا يكرمك يا ست هانم ويعلى مقامك». بعد قليل عاد الزوج من الشغل وكانت الست محضرة الأكل فى الطبق الخزف الغالى.. نادت على زوجها، رد بعدم اهتمام: «ما ليش نفس، اتغدى انتي»، الست من غيظها أزاحت الطبق الغالى بيدها وقع اتكسر واترمى فى الزبالة. بعد يوم.. اتقابل الطبق الفوم مع الطبق المكسور فى نفس الصندوق، ضحك الطبق الفوم وقال: «إيه اللى جابك هنا.. عرفت إن نهايتنا واحدة.. الفرق فى اللى قدمناه للناس، أنا اتحط فيّا أكل لواحد غلبان فى كل خطوة مشاها وهو شايلنى كان بيدعى للست وبتاخد الأجر.. أما انت فاتكسرت وجيت جنبى وماخدتش حتى الثواب». فى اللحظة دى إيد اتمدت داخل الصندوق، اتجرحت بالطبق الصينى.. فبعدته بسرعة وصاحبها بيقول: «يخرب بيتك يا شيخ»، بعد شوية إيد طفلة اتمدت جوه الصندوق أخدت الطبق الفوم.. مسحته وقعدت ترسم عليه وتلونه. ابتسم الطبق الفوم فى نفسه وقال: «سبحانك يا رب، بتعوض الراضى وتديله فرصة تانية للحياة».

                                                                                    نجلاء نعيم

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة