بريد الوطن.. بين التفكير والقرار السليم

بريد الوطن.. بين التفكير والقرار السليم
كثيراً ما وجدت من ينصح أخاه وصديقه بجملة متكررة وهى «فكر وشغل دماغك»، ومع ذلك يجد اختياراته فى الحياة عشوائية وأخطاءه متكررة، فهل معنى ذلك أنه لم يقبل النصيحة؟!
هناك فهم مغلوط يخلط بين التفكير واختيار القرارات الواعية والسليمة فى حياتنا، فكلمة تفكير فى أصل اللغة تعنى إعمال العقل بناءً على ما بداخل ذاكرة الإنسان من معلومات، فالتفكير لا يعنى بالضرورة اتخاذ قرار سليم، وهو يختلف أيضاً عن الحكمة، فالبعض قد يفكر ومع ذلك يقوم بإصدار أحكام واختيار قرارات غير سليمة. وتتنوع مستويات ودرجات التفكير ما بين السطحى والمتوسط والعميق، فإن كانت معلومات الإنسان بسيطة وقليلة نطلق على هذا «التفكير السطحى»، فهذا الشخص مهما قلنا له «فكر، أعمل عقلك.. إلخ» فلن نحصل منه على استجابة تُرضينا ولن نثق بأن اختياراته ستكون صائبة، وكلما زادت معلومات الإنسان أصبح أقرب إلى الحكمة واختيار الصواب، بشرط أن يصاحب المعلومات التفكير وإعمال العقل بطريقة سليمة فربما قد تكون المعلومات غير صحيحة أو تكون «مؤذية». فتذكر أن نصيحة «فكر وشغل دماغك» قد تكون غير ملائمة للبعض، والأفضل من ذلك هو مساعدتهم وتوجيههم لزيادة المعلومات والمفاهيم الصحيحة بداخل عقولهم، وبذلك يرتقى الإنسان من درجة التفكير السطحى إلى التفكير المتوسط وصولاً إلى التفكير العميق.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com