بريد الوطن.. رسالة حب وعرفان لعَلَم من أعلام القرآن

بريد الوطن.. رسالة حب وعرفان لعَلَم من أعلام القرآن
يُحكى أن قارئاً للقرآن، تمتَّع بحُسن الصوت، وروعة الأداء، مع متانة الحفظ، وإتقان أحكام التجويد والقراءات.. بدأ حياته محفِّظاً للقرآن، وإماماً للصلاة، يحن الجميع إلى إحيائه ليالى رمضان بإمامته التراويح بصوته الندىّ، مصوِّراً الآيات، ومعبِّراً عنها فى خشوع، رحل إلى مسجده الكثير من قريته وخارجها، يحدوهم الشوق ليجدوا مكاناً للصلاة خلفه، لم يكتفِ «سيدنا»، كما أحب الناسُ مناداته، بذلك، بل واصل قراءته لـ«سورة الجمعة» فى أهم مساجد قريته (أم دينار بالجيزة) لأكثر من ٤٠ عاماً، ولأنه لم يسعَ إلى شهرة، فكان همه تحفيظ الناس آيات الذكر الحكيم، فمنتهى سعادته أن يُتم أحد تلاميذه حفظ القرآن.. تتلمذ على يدَيه كثير من الحفَظَة.. ومنذ أن كبرت سِنه، وعلاه الشيب، اكتفى بوِرْده يردده آناء الليل وأطراف النهار، مقبلاً على الله غير مدبر، راضياً بقضاء الله وقدره، ومع ذلك لم يتوانَ عن إجابة أى مسألة من مسائل القراءة. وفى مرضه الأخير، أسأل الله أن يتم شفاءه، ويرزقه الصحة على قدر العمر، وبعد خروجه من العناية المركزة مباشرةً، سألته: هل تذكُر الآن «وِردك» من القرآن؟ ظانّاً أنه قد فقد بعض التركيز، فقال: «لَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً»، فهو موصول بالقرآن.. إنه (والدى).. متَّعه الله بالصحة، وأنار له طريق الجنة.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com