عام على إعدام "قتلة بركات".. ماذا حدث ليلة 20 فبراير 2019؟

كتب: هيثم البرعى

عام على إعدام "قتلة بركات".. ماذا حدث ليلة 20 فبراير 2019؟

عام على إعدام "قتلة بركات".. ماذا حدث ليلة 20 فبراير 2019؟

ليلة الأربعاء 20 فبراير العام الماضي.. اقتادت قوات الأمن 9 إرهابيين من محبسهم بأحد السجون العمومية، واستقلوا سيارات مصفحة وسط حراسة مشددة متوجهين إلى سجن الاستئناف بوسط القاهرة.. وبعد الوصول هناك والتأكد من جاهزية غرفة الإعدام وفريق "عشماوي"، أُعلنت ساعة القصاص، وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق الـ 9 المدانين باغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، أو كما لقبّه أعضاء السلك القضائي بـ"الشهيد الصائم"، وذلك بعد استنفاد كافة درجات التقاضي، وتصديق رئيس الجمهورية.

قصة هذه القضية تبدأ من الساعة 11 صباح يوم 29 يونيو 2015، حين انفجرت سيارة مفخخة بالتزامن مع مرور ركب النائب العام بمصر الجديدة، وبعد شهور من البحث والتحري، بدأت الأجهزة الأمنية فى تحديد الفاعلين والقبض عليهم. 

المتهمون المنفذ فيهم حكم الإعدام، ظهروا في معاينة تصويرية أجرتها النيابة العامة بمكان الحادث، واعترفوا تفصيليا بما ارتكبوه، وبما خططوا له ولم يُرتكب بسبب القبض عليهم.

الاعترافات التى جاءت متطابقة مع الأدلة الفنية والقولية الأخرى، ساقت المتهمين، وعددهم 67، إلى المحاكمة، بقرار من نيابة أمن الدولة العليا التى أحالتهم للمحاكمة بتاريخ 8 مايو 2016، وأسندت لهم الاتهامات الآتية : 

_ تولي قيادة والانضمام لجماعة أُسست على خلاف القانون (مجموعة العمل النوعي المسلحة التابعة لجماعة الإخوان)، والتى تهدف لتغيير نظام الحكم بالقوة وتتولى تنفيذ عمليات عدائية ضد القضاة وأفراد الشرطة وقياداتهم ومنشآتهم والبعثات الدبلوماسية لإسقاط الدولة المصرية، وإمداد تلك المجموعة بمعونات مادية ومالية تتمثل فى أموال وأسلحة وذخيرة ومفرقعات ومهمات ومعلومات.

_ التخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال إرهابية فى مصر، بأن اتفقوا مع ضابط مخابرات حمساوي يُدعى "أبو عمر" لتلقي عناصر مجموعة العمل النوعي تدريبا عسكريا للإعداد والتخطيط لاغتيال النائب العام.

_  قتل النائب العام السابق هشام بركات عمدا مع سبق الإصرار والترصد بدعوى الانتقام منه لأنه من أمر بفض تجمهري جماعة الإخوان برابعة العدوية والنهضة، والشروع فى قتل 8 آخرين من طاقم حراسته.

_ التخريب العمدى للممتلكات العامة (سيارة مخصصة لركب النائب العام).

_ حيازة مفرقعات وأسلحة نارية وبيضاء وذخيرة دون ترخيص.

_ استعمال المفرقعات بطريقة من شأنها تعريض حياة الناس للخطر.

_ الالتحاق بمنظمة إرهابية خارج البلاد لتلقي تدريبات عسكرية (كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس).

_ الشروع في قتل فردي شرطة أمام قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة، وحيازة مفرقعات واستعمالها وتخريب مبان وممتلكات عامة وتفجير قنبلة فى محيط القسم.

وبدأت محكمة جنايات أمن الدولة نظر الدعوى، وطرحتها على بساط البحث وحققتها، بداية من جلستها العلنية التى عُقدت بتاريخ 14 يونيو 2016، مرورا بـ 36 جلسة علنية أخرى، وصولا إلى جلسة 17 يونيو 2017، حيث أحالت المحكمة 30 متهما للمفتي، لأخذ الرأي الشرعي، في إعدامهم.

وبتاريخ 22 يوليو 2017، أصدرت المحكمة حكما بمعاقبة 28 بالإعدام، بعد استبعاد متهمين اثنين من الإعدام، وبمعاقبة آخرين بالسجن المؤبد والمشدد.

وكتبت محكمة النقض نهاية القصة، في نوفمبر 2018، حيث أقرت حكم إعدام 9 متهمين فقط، وخففته عن 19 آخرين، ورفضت طعون باقي المتهمين.

وجاءت ليلة الـ 20 من فبراير 2019، لتعلن اقتراب ساعة القصاص لإنزال عقوبة الإعدام بالمدانين، بعد تصديق الرئيس على الحكم وموافقة مفتي الجمهورية التى سبقت النطق بحكم إعدامهم، ومن المؤكد أن محاولات التشكيك كلها باءت بالفشل بعد اعتراف أغلب أسر المحكوم عليهم بضلوع المعدومين فى عملية الاغتيال.


مواضيع متعلقة