عصام زكريا يكتب لـ "الوطن": "إعدام" كمال الشيخ فى مهرجان القاهرة!

عصام زكريا يكتب لـ "الوطن": "إعدام" كمال الشيخ فى مهرجان القاهرة!
- عصام زكريا
- يوسف شاهين
- مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
- السينما المصرية
- فيلم احكيلى
- عصام زكريا
- يوسف شاهين
- مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
- السينما المصرية
- فيلم احكيلى
أفلام من كل العالم، طويل وقصير، وروائى وتسجيلى وتحريك، على كل لون يا باتيستا. عيد لمحبى السينما، ولكل من يهوى التعرّف على ثقافات وفنون الآخرين. لكل بلد نصيب، ولكل نوع حبيب. لكن السينما المصرية نفسها ليس لها سوى فيلم يتيم، تسجيلى، عن عائلة الراحل يوسف شاهين، هو فيلم «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى، الذى يمثل مصر فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة!
سينما يتيمة وفيلم قديم يعرض سراً
أفلام من كل العالم، حديثة، وبعضها قديم، تم إعادة اكتشافه وترميمه وطبع نسخ جيدة منه للعرض من جديد. لكن السينما المصرية لا تزال يتيمة، ليس لها أرشيف، وليس لها شركة أو مؤسسة تعمل على الحفاظ على أفلامها من الضياع، وعلى ترميم ما أوشك على الهلاك، وعلى ترقيمها، وطبع نسخ سينمائية ومنزلية، للاستفادة منها مادياً ومعنوياً.
من بين نحو ثلاثمائة فيلم يعرضها مهرجان القاهرة فى دورته الحالية استوقفنى اسم فيلم مذكور ضمن جدول العروض لم يُذكر حتى فى كتالوج المهرجان، بعنوان «حب وإعدام»، من إخراج كمال الشيخ يعرض يوم (الأربعاء) فى سينما «راديو» ضمن عروض للأفلام المصرية القديمة، يفترض أنها للضيوف الأجانب بالأساس، لكن عادة لا يراها أحد، لا من الأجانب ولا المصريين!
«حب وإعدام»؟ هل سمعت عن فيلم بهذا الاسم لكمال الشيخ، أحد أشهر وأبرع المخرجين فى تاريخ السينما المصرية، ويفترض أننا نعرف كل أعماله، ونحفظها عن ظهر قلب؟
تقول بيانات الفيلم، حسب ما نُشر بعد عرضه على قناة «روتانا»، إنه من إنتاج عام 1956، ومن بطولة محمود المليجى وسميرة أحمد وأمينة رزق، وإنه ينتمى إلى النوع البوليسى، الذى اشتُهر به كمال الشيخ، حيث يدور حول مؤامرة زوجة أب تقتل زوجها وتلصق التهمة بابنته، بالمناسبة الفيلم ليس له ذكر فى موسوعات السينما المصرية التى صدرت حتى الآن.
«حب وإعدام» أحد الأعمال المجهولة التى قامت بشرائها شركة «روتانا» منذ سنوات بعيدة، ضمن عدد كبير من أصول السينما المصرية، كما فعلت قبلها «إيه آر تى»، وبعدها «الشركة العربية»، حتى بات 80 بالمائة تقريباً من تراث السينما المصرية ملكاً للأجانب. وهذه قصة قديمة سخيفة لا نحب أن نزيد ونعيد فيها. وأنا شخصياً كنت من المشاركين فى الحملة الإعلامية ضد بيع أصول السينما المصرية لشركات أجنبية، لكن بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على هذا الموضوع يمكن أن أقول الآن: الحمد لله أنهم اشتروها وأنقذوها من الدمار الذى كان سيلحق بها، مثل غيرها، لو بقيت بلا صاحب سوى ورثة صناعها والموظفين المصريين!
«حب وإعدام» واحد من الأعمال التى قامت شركة «روتانا» بإمكانياتها المحدودة بترميمها وطبع نسخة رقمية «تليفزيونية» منها، وقامت بعرضه على قناة «روتانا كلاسيك» العام الماضى. وطبعاً لم يهتم أحد، وربما لم ينتبه أحد سوى المشتركين من مشاهدى القناة..ومر عرض الفيلم مرور الكرام، وسط اللئام!
تشكر «روتانا» على كل حال، ألف شكر، وليس ذنبها أنها لا تهتم بإبراز الأعمال التى تعيد اكتشافها وترميمها، ولا أنها لا تروج لها إعلامياً، ولا أنها تطبع نسخاً سينمائية «دى سى بى» من هذه الأعمال للعرض فى المهرجانات المحلية والدولية المصرية، كما نرى مع الأفلام العالمية القديمة التى يُعاد ترميمها وطبعها فى كثير من المهرجانات، ومنها مهرجاناتنا المصرية، كما رأينا مؤخراً فى «القاهرة» و«الجونة» وحتى «بانوراما الفيلم الأوروبى».
يُفترض أن يقوم بهذه الأعمال مؤسسة حكومية أو أهلية، وبالأخص «مؤسسة الأرشيف القومى»، التى ليس لها وجود حتى الآن، وبُح صوتنا، وأصوات كثيرين، فى المطالبة بإنشائها، وهناك من وضعوا على عاتقهم السعى لإنشائها، مثل الراحلين المخرج محمد كامل القليوبى والناقد سمير فريد، والتى يسعى حالياً الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس شركة السينما التابعة لوزارة الثقافة، لإصدار قرار بإنشائها ولا حياة لمن تنادى!
يُفترض، وبعض الفرض إثم، أن تقوم هذه المؤسسة غير الموجودة بالتعاون مع مالكى الأفلام، ومساعدتهم على الحفاظ على التراث وترميمه وإعادة عرضه، خاصة بعد انهيار «ماسبيرو» الذى لم يعد لديه أفلام ولا مشاهدون، ومع غياب فكرة عرض الأفلام عن كل الفضائيات المصرية الخاصة.
«حب وإعدام» مجرد واحد من الكنوز المجهولة.
«حب وإعدام» أحد الأعمال المجهولة التى قامت بشرائها شركة «روتانا» منذ سنوات بعيدة، ضمن عدد كبير من أصول السينما المصرية، كما فعلت قبلها «إيه آر تى»، وبعدها «الشركة العربية»، حتى بات 80 بالمائة تقريباً من تراث السينما المصرية ملكاً للأجانب.