دبلوماسي روسي سابق: روسيا لا تثق في نوايا "أردوغان".. والصدام بين "دمشق وأنقرة" ممكن

كتب: محمد حسن عامر

دبلوماسي روسي سابق: روسيا لا تثق في نوايا "أردوغان".. والصدام بين "دمشق وأنقرة" ممكن

دبلوماسي روسي سابق: روسيا لا تثق في نوايا "أردوغان".. والصدام بين "دمشق وأنقرة" ممكن

اعتبر الدبلوماسى الروسى السابق فيتشسلاف ماتوزوف أن دخول الجيش السورى إلى مناطق بشمال سوريا بعد التدخل العسكرى التركى أمر ذو أهمية وخطوة إيجابية تفسح المجال أمام الجيش السورى للقيام بدوره فى السيطرة على كامل التراب السورى، وفى نفس الوقت التصدى للتدخل التركى الذى دوماً ما يبرَّر بالتصدى للأكراد.

وقال الخبير الروسى، فى حوار لـ«الوطن»، إن «موسكو لا تثق فى نوايا الأتراك، خصوصاً أن الرئيس التركى شخصية مزاجية»، مشدداً على رفض خطط تركيا لإحداث تغيير ديموغرافى شمال سوريا.

فيتشسلاف ماتوزوف: سيطرة الجيش السورى على الحدود خطوة إيجابية لوقف التوسع التركى

كيف ترى التوافق بشأن دخول الجيش السورى إلى مناطق شمال سوريا تزامناً مع العدوان التركى؟

- خطوة إيجابية وطبيعية أن يدير الجيش السورى الدولة بالكامل، وبصفة عامة الوجود الأجنبى فى سوريا دون موافقة الحكومة السورية ليس أمراً إيجابياً لتسوية الأزمة السورية، والوجود التركى لا يعطى أى فائدة على صعيد الأزمة، ولكن لكى نكون واضحين نحن نفهم الأسباب التى تدفع تركيا للتدخل فى شمال سوريا، إلا أن روسيا رغم تفهمها الأسباب ليست لديها ثقة فى النوايا التركية ولا فى وعود رجب طيب أردوغان، فهو شخصية مزاجية يمكن أن يقول كلمة اليوم ويُغيرها فى اليوم التالى، وبرغبته فى التوسع شمال سوريا. ولهذا فإن دخول الجيش السورى إلى الشمال أمر فى غاية الأهمية لوقف طموحات الأكراد وأيضاً لمواجهة النوايا التركية واحتمالات التوسع التركى.

"موسكو" قادت مباحثات لحل مشكلة الشمال السورى.. والمشكلة كانت دوماً فى رفض الأكراد والأتراك

قلتَ إن الروس يفهمون أسباب دخول الأتراك إلى شمال سوريا وفى نفس الوقت لا يثقون فى نواياهم، كيف ذلك؟

- تركيا أخذت مجموعة من التدابير الوقائية للحيلولة دون قيام دولة كردية فى الشمال السورى ربما تفجر وضع الأكراد فى تركيا كذلك، ونحن فى روسيا نرى أن الأفضل فى كل الأحوال أن تتولى الدولة السورية والحكومة السورية الشرعية والرسمية إدارة الأمر فى شمال البلاد، ويتم إبعاد الأكراد وفى الوقت ذاته القضاء على حجة الأتراك للتدخل فى شمال سوريا، ونحن كنا فى مفاوضات عدة لإقناع الأطراف بدخول الدولة السورية إلى الشمال، ولكن كانت المشكلة دوما أن الأكراد لا يعترفون بشرعية السلطة فى «دمشق» ويتمسكون بمطالب عدة، وخلف الأكراد «واشنطن» التى لا تعترف بشرعية السلطة فى «دمشق»، والأتراك كذلك لا يعترفون بشرعية الحكومة فى «دمشق»، من هنا كانت المشكلة. كل المفاوضات سواء فى «سوتشى» أو «أنقرة» أو «نور سلطان» كانت تركز على هذا الأمر. وأعتقد أن خلال هذه المباحثات المختلفة أعطى الأتراك التزامات بعدم تغيير حدود شمال سوريا أو التوسع فى الشمال السورى وضم أراضٍ عربية سورية إلى تركيا، لكن «موسكو» لا تصدق نية الأتراك ولا وعودهم أو لا تثق بها، وترى أن دخول الأتراك إلى الشمال سيكون من الصعب انسحابهم، وبالتالى «موسكو» ليس لديها موافقة على التدخل العسكرى التركى، بل تؤيد أن يكون هناك نشاط عسكرى سورى فى هذه المناطق من شمال سوريا، أى على الحدود مع تركيا، وبالتالى منع التدخل التركى وفى الوقت ذاته سيطرة الحكومة على الدولة ككل ووقف مشروع الأكراد للانفصال.

هل خططت «موسكو» أن تتغاضى عن التدخل التركى حتى يتم الضغط على الأكراد ليقبلوا بعودة الدولة السورية إلى الشمال؟

- قد يبدو هذا على السطح، ولكن فى الحقيقة كما قلت فإن «موسكو» لم يكن لديها ثقة فى النوايا التركية، وبالتالى نجد الانتشار للجيش السورى الآن بالاتفاق مع الحركات الكردية، التى عليها الانسحاب كما على القوات التركية الانسحاب وترك المجال والمساحة للجيش العربى السورى بدوره، كيف سيكون رد الفعل التركى؟ هذا ما ستكشفه الأيام.

هل مسألة إعادة توطين اللاجئين فى شمال سوريا من قِبل تركيا تثير قلق روسيا؟

- إذا كانت تركيا تقول إنها تريد إبعاد الأكراد عن حدودها فهذا يمكن تفهمه، لكن ما لا يمكن قبوله أن تعمل تركيا على تغيير التركيبة الديموغرافية لشمال سوريا، فهناك حديث عن نية «أنقرة» الدفع بنحو مليون ونصف المليون لاجئ من العرب أو غيرهم فى الشمال، لماذا تقوم تركيا بهذا؟ كل لاجئ من هؤلاء بالتأكيد له منزله الذى تركه، يجب أن يعود إلى كل شخص إلى مكانه ومنزله لا أن نعيدهم إلى الشمال فقط، وبالتالى هذه مشكلة رئيسية فى نوايا الأتراك كما هو الحال بالنسبة للأكراد.

هل تتوقع صداماً بين الجيش السورى والجيش التركى حال تمسك «أنقرة» بمسألة إعادة اللاجئين إلى الشمال السورى؟

- لا أستبعد حال التمسك التركى بضرورة التدخل وتوطين اللاجئين فى الشمال، وكما قلت لك قد يكون هناك اتفاقات ما بين «بوتين» و«أردوغان»، لكن الأخير شخصية مزاجية، ولا ننسَ فى الوقت ذاته أن تركيا دولة عضو رئيسى وكبير فى حلف شمال «الأطلنطى» وهى حليف رئيسى للولايات المتحدة، ونحن نعرف هذا حتى لو كان هناك تقارب فى الوقت الحالى بين «موسكو» و«أنقرة».


مواضيع متعلقة