مسجد «عزبة النخل» يعلن وفاة سامى جوزيف سائق الأوتوبيس.. وابنه: «وصَّانى على الأسرة»

مسجد «عزبة النخل» يعلن وفاة سامى جوزيف سائق الأوتوبيس.. وابنه: «وصَّانى على الأسرة»
فى شارع الصحة بعزبة النخل، جلس أبناء وأشقاء الشهيد سامى جوزيف جرجس، سائق أوتوبيس طابا، الذى تم تفجيره أمس الأول، وتم تعليق لافتة على الحائط مكتوب عليها «انتقل إلى الأمجاد السماوية الشهيد سامى جوزيف». فى العزاء جلس المسلمون بالمنطقة بجوار المسيحيين، تفرقت دياناتهم وجمعهم الإرهاب الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى، جلسوا جميعا ينتظرون تشييع الجنازة فى المساء عقب وصول الجثمان من مدينة شرم الشيخ، لكنهم أبدوا استياءهم من تأخر وصول الطبيب الشرعى إلى مدينة شرم الشيخ، وبالتالى تأخر صدور التقرير إلى الثلاثاء، خاصة بعد حضور أقارب الشهيد من محافظات بعيدة.
بشكل مفاجئ أذاع ميكروفون مسجد الرحمة بعزبة النخل، خبر وفاة سامى، وأعلن عن موعد الجنازة والعزاء، ودعا له بالرحمة والمغفرة، وهو ما أدخل الطمأنينة على نفس الموجودين فى العزاء.
«فادى» الابن الأكبر للشهيد سامى، يبلغ من العمر 21 عاماً، فى الفرقة الثالثة بكلية السياحة والفنادق، وقف بجوار عمه جورج يتلقى العزاء فى أبيه وقد تملك منه الحزن، تنهد قليلاً وقال: «كلمنى يوم الأحد الساعة 1 الضهر قبل الحادث بساعتين، وقال لى أنا جاى بكرة يا فادى وعاوز أقعد معاك عشان ما شفتكش من زمان، وبإذن الله هنروح للدكتور ونشوف العملية بتاعتك، بتاعة الدوالى، هنعملها امتى وبكام، ثم أوصانى بأمى وأخى بيتر وأنهى المكالمة».
يضيف فادى: «أمى شافت فى التليفزيون خبر انفجار الأوتوبيس السياحى فى طابا، واتخضت، وقالت اتصل على أبوك، ولما اتصلت تليفونه كان خارج نطاق الخدمة، قمت مكلم الشركة وقالوا لى شد حيلك البقاء لله، قلت لهم انتوا متأكدين، قالوا أيوة، كل الأوتوبيسات فى الجراج، وأبوك الوحيد اللى كان مسافر، طبعا أمى اتصدمت وأغمى عليها واحنا مش مصدقين لحد الآن».
يلتقط منه أطراف الحديث شقيقه الأصغر بيتر، 17 سنة، ويقول فى غضب: «مش هنسيب حق أبونا، هو عمل إيه عشان يموت الموتة الفظيعة دى، ده كان رايح يشوف أكل عيشه مش يعمل حاجة حرام، لازم الشرطة والجيش ياخدوا حق أبويا وما يرحش هدر».
يتوقف بيتر عن الكلام ويقول بصوت متلعثم: «لما كلمنى آخر مرة قال لى لازم تعتمد على نفسك يا بيتر، بقيت شاب، وأنت لازم ما تعملش حاجة غلط، واسمع كلام أخوك الكبير، هو كان دايما بيقولى اسمع الكلام، وما تزعلش حد، خليك على طول مع ربنا، قرب من أصحابك ومن جيرانك، روح الكنيسة وذاكر وانجح، وكلم أخويا وقاله أنت كبرت وأنت عندك 21 سنة، ولازم تعتمد على نفسك، وما تزعقوش لبعض».
ثم يضيف شقيقه الأكبر فادى قائلاً: «يا ريت حق أبويا ما يضيعش، ولا بد من القصاص من القتلة، خلاص معندهمش رحمة، فين الحكومة اللى بتقول هنجيب حقه، فين السيسى وفين وزير الداخلية؟!».
إلى جوار الشابين الصغيرين، جلس عمهما جورج جوزيف، يعمل أيضاً سائقاً بشركة سياحة بالغردقة، يبلغ من العمر 49 سنة يقول: «الشهيد سامى عمره 51 سنة، وهو أخونا الكبير، إحنا 4 اخوات، كلنا شغالين فى السياحة، وهى مصدر دخلنا الرئيسى، سامى شغال سائق فى مجال السياحة من 28 سنة وسواق قديم وهو اللى كان بيجمعنا، إحنا أصلاً من شبرا بس قاعدين كلنا فى عزبة النخل، عرفت الخبر وأنا فى شغلى بالغردقة، ولما كلمت الشركة قالوا لى البقاء لله، بقيت مش عارف أعمل إيه، ورجعت على طول عشان العزاء، أمى قاعدة جنبنا وبتتعالج من السرطان، عشان ظروفها لسه ما عرفنهاش الخبر، لكن قعدتها الطويلة قدام التليفزيون عرفتها الخبر لما ذاعوا اسمه امبارح، وطبعا الست مريضة واتصدمت من الخبر، ربنا ينتقم من الظلمة اللى عملوا كدة».
يصمت «جورج» عن الكلام قليلا ثم يضيف بصوت منخفض وحزين: «الإرهابيين يتموا أولاده الاتنين اللى لسه فى التعليم، وليس لهم أى مصدر دخل، لذلك نطالب الحكومة بتوفير تعويض مناسب لأبناء الشهيد الذى اغتاله الإرهاب، السائق الذى يعمل فى مجال السياحة طول ما بيشتغل والدنيا ماشية بيته بيكون مستور، لكن من ثورة يناير السياحة انضربت، وكان بيقعد بالشهور فى البيت فى إجازة مفتوحة بدون مرتب، ولم تبدأ حركة العمل إلا فى بداية إجازة نصف السنة، خاصة مع رحلات المصريين التى كانت تزور سانت كاترين بانتظام، لما كلمته قال لى الطريق مبهدل وفيه مطر وسيول على الطريق، وقلت له خد بالك من نفسك، ولما عرفت الخبر قلت لنفسى ربما يكون سوء الأحوال هو السبب، لكنى عدت وقلت إنه سائق قدير وقديم ولم أكن أتوقع على الإطلاق وفاته بهذا الشكل الفظيع».
أخبار متعلقة
مدير مباحث جنوب سيناء: قبضنا على مشتبه فيهم.. والانتحارى ارتدى حزاماً ناسفاً
التحقيقات الأولية: انتحارى فجر نفسه بعد 3 دقائق من توقف الأوتوبيس
مؤسس «الجهاد»: «الظواهرى» اعترف بتلقيه 25 مليون دولار من «الشاطر» لتوحيد التكفيريين
قولان فى توثيق التفجيرات: إرهابى يصور ويعلن مسئوليته.. أو كاميرات طرف ثالث
قنصل كوريا الجنوبية: «شعبنا يعشق جبل موسى.. والحادث لن يؤثر علينا»
«الوطن» ترصد أشلاء آدمية فى موقع الحادث
مدير مستشفى شرم الشيخ الدولى: استقبلنا أشلاء متفرقة لجسد غير مكتمل
أمين الشرطة المصاب: «ربنا نجانى عشان ولادى.. وشفت جثة السواق بتطير فى الهواء»
محمد حبيب: الحادث يخدم فى المقام الأول إسرائيل وأمريكا وأتباعهما.. وهناك قصور فى الأداء الأمنى
السائق الناجى: كنت بقول «الدنيا اتعدلت.. دقيقتين والانفجار حصل»
صحف إسرائيلية: مصر رفضت مساعدة الإسعاف الإسرائيلى
العاملون بالقطاع: «حادث طابا» ضربة موجعة للسياحة
اقتصاديون: التفجيرات إعلان حرب على الاقتصاد المصرى
قوى إسلامية: «الإخوان» وراء العمليات التفجيرية
«إبراهيم» لـ«الوطن»: الحادث يترك آثاره العنيفة على السياحة
صاحب استراحة «أبورديس»: «هنفضل ورا السيسى فى حربه على الإرهاب»
دبلوماسيون عرب: الإرهاب فشل فى ضرب الجيش.. فهاجم الأبرياء
مسجد «عزبة النخل» يعلن وفاة سامى جوزيف سائق الأوتوبيس.. وابنه: «وصَّانى على الأسرة»
الأزهر و«الأوقاف» و«الإفتاء»: فساد فى الأرض ومنكرٌ عظيم
التفجير «مصرى» والضحايا «كوريين».. إيه اللى حشر إسرائيل؟
سيف اليزل: محاولة «إخوانية» لإفساد تعاقدات مصر السياحية فى «مؤتمر برلين»