«الوطن» ترصد أشلاء آدمية فى موقع الحادث

كتب: عبدالوهاب عليوة

«الوطن» ترصد أشلاء آدمية فى موقع الحادث

«الوطن» ترصد أشلاء آدمية فى موقع الحادث

عقارب الساعة تجاوزت الثانية ظهراً، محمد معروف، سائق أوتوبيس سياحى، تابع لشركة «بلو سكاى ترافيل»، يرفع قدمه قليلاً من فوق دواسة السولار، تقل سرعة الباص تدريجياً، على بعد عشرات الأمتار من منفذ طابا البرى، الفاصل بين الحدود المصرية والإسرائيلية. داخل الأوتوبيس، يستعد 25 سائحاً كورياً، لمغادرته بعد رحلة قصيرة لمصر، بدأت يوم الجمعة 14 فبراير الماضى، قضى فيها الفوج ليلته الأولى داخل أحد فنادق القاهرة، وفى صباح اليوم التالى، السبت، تحرك السائحون لزيارة أهرامات الجيزة، ومنطقة مصر القديمة، وفقاً للبرنامج السياحى المعد مسبقاً، بينما تم تخصيص اليوم الثالث، أمس الأحد، الذى وقع فيه الانفجار، لزيارة سانت كاترين، وصولاً إلى طابا والغداء فيها، ، ومنها يغادرون مصر عن طريق منفذ طابا البرى. أمام بوابة المنفذ الحدودى، يقف الباص بموقف انتظار الحافلات، يبدأ الركاب فى النهوض من على مقاعدهم، تمهيداً للنزول من الباص، بينما يهرول بعض الشباب ذوى الملامح البدوية، تجاه الأوتوبيس، كما هو معتاد يومياً، بمجرد وصول أى فوج سياحى إلى المعبر، وفقا لـ«محمد سعد»، أحد أمناء الشرطة الذى كان يقف على بعد أمتار من مكان الحادث «دول عيال غلابة من البدو بياكلوا عيش»، يقومون بحمل حقائب الركاب من الباص إلى المنفذ، مقابل بضعة دولارات يحصلون عليها من السائح، يقطع حديثه أمين شرطة آخر يقف بجواره «الواد اللى فجر نفسه أكيد دخل وسط العيال دول»، بمجرد فتح سائق الأوتوبيس للباب الأمامى، ليمتزج بعدها صوت الانفجار مع اشتعال مقدمة الأوتوبيس.[FirstQuote] تسود الفوضى فى أرجاء المكان، يهرول الجميع من نزلاء الفنادق السياحية والعاملين بها لاستطلاع الأمر، دقائق تمر يعلو فيها صوت سيارات الإسعاف فى الجهة المقابلة من المنفذ داخل الحدود الإسرائيلية، فى غضون 15 دقيقة تصل سيارات الإسعاف المصرية إلى موقع الحادث، وفقاً لأحد شهود العيان يدعى مدحت سالم، الذى يعمل فرد أمن بأحد الفنادق المجاورة. كمال موريس، 43 عاماً، مندوب شركة «بلو سكاى ترافيل»، المرافق للفوج السياحى، منذ وصوله مطار القاهرة على الخطوط التركية، والتى تحمل رقم TK 694/2025 فى الخامسة من مساء يوم الجمعة الماضى وحتى وقوع الحادث، بمجرد وصول الباص «نزلت من الأوتوبيس لتخليص أوراق عبور الفوج للمنفذ، وبمجرد وصولى إلى بوابة المنفذ سمعت صوت الانفجار»، مؤكداً أن إحدى المصابات أكدت فى أقوالها للنيابة، أن المرشد الكورى «Gee» الذى توفى فى الحادث، حاول منع الانتحارى بمجرد صعوده الباص، ولكن الانتحارى قام بتفجير نفسه، موضحاً أنه لولا تصدى المرشد السياحى للانتحارى كان عدد الضحايا تضاعف عن ذلك، مضيفاً أن المشكلة التى واجهت النيابة هى عدم وجود مترجم، وتمت الاستعانة بمترجم يتحدث «كورى وإنجليزى» من إسرائيل، وعن الفوج السياحى يقول «موريس» إنه كان قادماً من تركيا بعد ثلاثة أيام قضاها هناك، بالإضافة إلى 3 أيام أخرى فى مصر، وكان مخططاً له قضاء 4 أيام أخرى فى إسرائيل. طريق أسفلتى، يحاصره جبلان، ترقد بجوارهما مبان فندقية ذات ارتفاع منخفض، بينما المارون منه والعابرون لجنبات المكان عددهم محدود، وفقاً لـ«إبراهيم الجرانى» أحد شهود العيان، مؤكداً أنهم لم يشاهدوا «أى شخص غريب فى المكان، ولم يلق أحد أى شىء تحت الأوتوبيس أو داخله، وبمجرد فتح السائق للباب دخل أحد الأشخاص الذى كان يرتدى حزاماً ناسفاً، وبمجرد عبوره مقعد السائق قام بتفجير نفسه، موضحاً أن الحادث يعتبر الأول من نوعه داخل طابا منذ الحادث الإرهابى الذى وقع فى عام 2004. الجزء الأمامى من الأوتوبيس الذى تم استهدافه فى العملية الإرهابية يحمل رقم «123 البحر الأحمر»، حيث تحطمت مقدمته تماماً، وتعتبر الأكثر تضرراً، وكان يقبع فيها الضحايا الأربعة الذين سقطوا قتلى، بمن فيهم سائق الباص الذى كان يجلس خلف عجلة القيادة، بينما الجزء الخلفى تظهر آثار الدمار من الداخل، على عكس الجزء الخارجى، الذى تهشم زجاجه فى محيط الحادث إلى جوار أمتعة الضحايا المتناثرة. فوق أحد الجبال المرتفعة التى تقع على يمين موقع الحادث، عثرت قوات الأمن التى تقوم بتمشيط المكان، على النصف الأيمن من وجه شخص مجهول، فى العقد الثالث من العمر، كما أكد أحد مسئولى الأدلة الجنائية فى وجود مدير أمن المحافظة، اللواء محمود الحفناوى، أن الأشلاء التى تمكنت «الوطن» من توثيقها بالصور أثناء عملية المعاينة، التى تمت فى حضور قيادات الأمن والسياحة بالمحافظة، يظهر فيها جزء من الأنف، وشعيرات اللحى الخفيفة ذات اللون الأسود، وأكد مسئول الأدلة الجنائية وجود النصف الآخر للوجه الذى عثر عليه ضمن الأشلاء التى كانت موجودة فى موقع الحدث، وتم نقلها أمس إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى، وما زالت عملية البحث مستمرة، حتى مثول الجريدة للطبع. أخبار متعلقة مدير مباحث جنوب سيناء: قبضنا على مشتبه فيهم.. والانتحارى ارتدى حزاماً ناسفاً التحقيقات الأولية: انتحارى فجر نفسه بعد 3 دقائق من توقف الأوتوبيس مؤسس «الجهاد»: «الظواهرى» اعترف بتلقيه 25 مليون دولار من «الشاطر» لتوحيد التكفيريين قولان فى توثيق التفجيرات: إرهابى يصور ويعلن مسئوليته.. أو كاميرات طرف ثالث قنصل كوريا الجنوبية: «شعبنا يعشق جبل موسى.. والحادث لن يؤثر علينا» «الوطن» ترصد أشلاء آدمية فى موقع الحادث مدير مستشفى شرم الشيخ الدولى: استقبلنا أشلاء متفرقة لجسد غير مكتمل أمين الشرطة المصاب: «ربنا نجانى عشان ولادى.. وشفت جثة السواق بتطير فى الهواء» محمد حبيب: الحادث يخدم فى المقام الأول إسرائيل وأمريكا وأتباعهما.. وهناك قصور فى الأداء الأمنى السائق الناجى: كنت بقول «الدنيا اتعدلت.. دقيقتين والانفجار حصل» صحف إسرائيلية: مصر رفضت مساعدة الإسعاف الإسرائيلى العاملون بالقطاع: «حادث طابا» ضربة موجعة للسياحة اقتصاديون: التفجيرات إعلان حرب على الاقتصاد المصرى قوى إسلامية: «الإخوان» وراء العمليات التفجيرية «إبراهيم» لـ«الوطن»: الحادث يترك آثاره العنيفة على السياحة صاحب استراحة «أبورديس»: «هنفضل ورا السيسى فى حربه على الإرهاب» دبلوماسيون عرب: الإرهاب فشل فى ضرب الجيش.. فهاجم الأبرياء مسجد «عزبة النخل» يعلن وفاة سامى جوزيف سائق الأوتوبيس.. وابنه: «وصَّانى على الأسرة» الأزهر و«الأوقاف» و«الإفتاء»: فساد فى الأرض ومنكرٌ عظيم التفجير «مصرى» والضحايا «كوريين».. إيه اللى حشر إسرائيل؟ سيف اليزل: محاولة «إخوانية» لإفساد تعاقدات مصر السياحية فى «مؤتمر برلين»