رمضان زمان.. أول راكب فى قطار الحب

كتب: الوطن

رمضان زمان.. أول راكب فى قطار الحب

رمضان زمان.. أول راكب فى قطار الحب

كان قلبى إلى ذلك اليوم لم يخفق بالحب، كنت أقوم بأدوار جولييت، وبنت الجيران، وعزيزة التى تحب يونس، وزليخا التى تحب عاشور، وعبلة التى تحب عنتر، ولكنها كلها كانت تمثيلاً فى تمثيل.

وكنت إلى ذلك اليوم أنظر إلى الحب على أنه شىء هائل، ترتجف له الأوصال، وتهتز له جميع الأعصاب.. وجاء ذلك اليوم فأحسست أن الحب أكثر هولاً مما كنت أتصور.

أما ذلك اليوم، فهو يوم ركبت فيه قطار الرحمة الذى اتجه بنا إلى الصعيد لنجمع التبرعات للاجئين فى غزة، وقد ضم ذلك القطار عدداً كبيراً من الفنانين والفنانات، ومن بين الفنانين عماد، ومن بين الفنانات أنا، وكان هناك رسول أوفده كيوبيد ليكتب فى قطار الرحمة قصة أول حب، وهو الأخير..

ولم نكن قد تصارحنا بشىء، ولكن التيار الخفى الذى يربط القلوب ويشد بعضها إلى بعض شداً، هذا التيار الخفى بدأ يسرى بيننا.. والحب ينمو فى ظل القرب، وقد شاء الله له أن تمتد الرحلة إلى ضعف المدة التى كنا نتوقعها، وإلى أن غادرنا القطار فى القاهرة لم يصارحنى عماد بحبه، ولكن مجموع تصرفاته، ولكن بريق عينيه، ولكن اختلاج شفتيه، ولكن ضغطة يده على يدى ونحن نفترق فى محطة القاهرة.. كل هذا صرخ بى:

- أنا أحبك..

وحسبت أن ما حدث فى قطار الرحمة مجرد استلطاف متبادل، وقال عقلى لنفسى:

- ابتعدى عن طريق عماد..

ولكنى سمعت صوتاً من قلبى يهتف:

- لا.. لا تبتعدى عن عماد، إلى متى تظلين وحيدة؟ إنه يحبك، إنه يحبك، إنه يحبك!

قضيت ليالى مسهدة غارقة فى دوامة من الفكر! وكان لا بد أن يتأكد لى أن عماد يحبنى حقاً وأن ما بدا منه فى قطار الرحمة هو الانعكاس الصحيح لما فى قلبه، وحين قابلت عماد فى أحد الاستديوهات بدا لى كما لو كان عثر على كنز وفرح قلبى وخفق، وحين قال لى عماد:

- أنا قررت حاجة يا شادية..

- قررت إيه يا عماد؟

- بس ما اعرفش أنت حاتوافقى ولا لا.

- طيب قول..

وصمت عماد لثوان، كان ينظر لوجهى وكأنما يقرأ على صفحته الجواب، وسدد عينيه لعينى فوجد فيهما شيئاً، أبلغ من جواب اللسان.

ولم يوجه لى عماد السؤال، ولا هو سمع منى الجواب، فقد عرفت السؤال الذى لم يقله، وعرف هو الجواب الذى لم أقله.

وتمر الأيام ويصبح الفهم الضمنى لموقفنا فهماً صريحاً يردده الناس ويتناقلونه، ويضفون عليه من أخيلتهم ما لا يتفق وجلال قصة الحب التى نعيش فيها، وهنا سارعنا بوضع خاتمة سعيدة لقصة الحب الذى بدأ فى قطار الحب.

وهكذا سطر كيوبيد فى حياتى رواية أول حب، وأول زوج، وهو آخر حب، وآخر زوج.

للنجمة شادية


مواضيع متعلقة