رمضان زمان.. قابلتها فى المسرح القومى.. إسماعيل يسن

رمضان زمان.. قابلتها فى المسرح القومى.. إسماعيل يسن
سألت إسماعيل يس:
> مفيش حاجة بتشتكى منها من الست بتاعتك يا إسماعيل؟
وقبل أن يجيبنى دار بعينيه حوله يتأكد من خلو الصالون إلا منا أنا وهو، ثم قال لى فى مرارة:
- مفيش إلا الغيرة.. غيرة تحرق زى نار جهنم..
إزاى؟
- ح أقول لك حكاية.. مرة كنت قاعد ستة أيام فى البيت.. وبعدين أخذت الجورنال ودخلت دورة المياه قمت غبت. فلما خرجت راحت مزعقة فىّ وقالت لى: «تسمح تقول لى انت كنت فين؟!».
وضحكت وضحك معى، ثم استطرد يقول:
- ده بس عيبها. ولكن ميزاتها تغطى وتزيد.. وعلى أى حال هى دلوقت أحسن.. وكانت زمان غيرتها موش معقولة بالمرة، وكنا ما نبطلش خناق.. ويادوبك أوصل المسرح اللى باشتغل فيه أو الاستديو أضرب لها تليفون أطمنها أنا فين وباعمل إيه وما تقفلش السكة إلا بعد ما تتأكد بسين وجيم إنى ما باكذبش، وتلمع عينا إسماعيل إخلاصاً ووفاء وهو يقول لى:
إنما كفاية إنها بنت حلال، عمرها ما اشتكت من فقر ولا جوع، وعمرها ما تسأل عندى إيه فلوس، ولا تحط إيدها فى جيبى.. وعاشت معايا فى أوضتين فى العباسية راضية ومبسوطة زى ما إحنا عايشين دلوقت فى الفيلا دى فى الزمالك تمام.. ووشها على دايماً وش السعد، وأكبر نعمة هدانى بها الله على إيديها هى «يس» ابننا الحلو.. ومن يومها وحياتنا استقرت خالص..
وسألته:
أين كان أول لقاء بينكما؟
- فى المسرح القومى فى الإسكندرية شفت زوجتى فوزية أول مرة.
> ومتى كان هذا اللقاء؟
- لا.. بلاش متى دى أحسن فوزية تزعل.. انت عارف إن الستات ما يكرهوش قد كلمة «متى»..
كيف كان اللقاء.. وبلاش متى؟
- كيف دى معلهش.. كنت باشتغل منولوجيست فى المسرح القومى وفى الاستراحة بعد ما خلصت دورى نزلت الصالة لقيت فوزية قاعدة مع واحدة ست معرفة، فعرفتنى بيها، وجبرت خاطرى بكلمتين إعجاب نفخونى.. فعزمتها مع صاحبتها سبب المعرفة على العشاء والسينما -سينما بلازا - فى الليلة اللى وراها.. وجبرت خاطرى برضه بقبول الدعوة.. وعلى مائدة العشاء، بلغة السياسة، اكتشفت فيها الاتزان والعقل وتجاوبت معها وكنت وقتها فى أعقاب تجربة زواجى الأول الفاشلة التعسة، وقريت فى عينيها عطف حقيقى علىّ وإعجاب بشخصى الضعيف.. فما كذبتش خبر، وفى المقابلة الثالثة خطبتها على طول.. وما طولناش واتجوزنا، وعشنا زى ما انت شايف أهو فى تبات ونبات وخلفنا يس..
وما رأيك فى زوجتك كست بيت؟
- دى ست بيت من الدرجة الأولى.. شوف البيت شكله إيه قدامك من غير ما تشوف قدامك لا خدامين ولا غيره. وشوف يس حلو إزاى ربنا يحميه ويخليه من غير لا مربية ولا وصيفة ولا دادة.. إحنا ما غيرناش عيشتنا.. لسه زى ما كنا عايشين فى الأوضتين بتوع العباسية.. لا أنا باقول هربت من الجامعة علشان الفن وأغضبت بابا.. ولا فوزية بتدعى إنها خريجة المير دى يو.. ومع ذلك يا أخى ما بنخلاش من الحسد، ما يفوتش يوم إلا وأعيا فيه أنا يا فوزية يا يس.. الحسد ما بيسبناش أبداً.. على إيه؟ ما تعرفش.. ده أنا ما عنديش فى البنك 500 جنيه وفلوسى كلها راحت على المسرح اللى عملته السنة دى مع الأستاذ أبوالسعود الإبيارى، مكاسب الموسم على داير مليم راحت كلها على الأرتيست والديكور والمسرح والدعاية..
ولأية مهنة أعددت يس الصغير؟
- أنا وفوزية بنتمنى إنه يبقى دكتور.
ولمَ لا تعده لكى يصبح فناناً؟
- بعد الشر عليه.. كفاية اللى شافه أبوه من الفن.. انت عاوزه يعيش عيان ولّا أحسن يعيش دكتور.. ؟
ولمَ لا تشركه معك فى أفلامك مع ما لوحظ عنه من استعداد فنى ظهر جلياً فى الموضوعات المصورة التى نشرتها المجلات؟
- إذا كان من غير سينما ومحسود، يبقى معقول أطلعه فى السينما، خليه بعيد عن عيون الحساد أحسن.. أنا بارفض دايماً كل عرض بيعرضه علىّ المخرجين بخصوص يس مهما كانت الأجرة كبيرة ومغرية.. وجاء يس مع والدته وسألتنى:
- كنت تتكلموا عن إيه؟
- عنك.
- قال لك علىّ إسماعيل إيه؟
- أحسن تقرئى اللى قاله فى المجلة.
وتدخل إسماعيل فى الحديث فقال لى:
- لا يا عم.. أحسن تغلط فى كلمة كده ولا كده وأشربها أنا لوحدى.. قول لها دلوقت وإن كان فيه قسمة فى خناقة نتقاسمها سوا..