رمضان زمان.. المقرئ النابغة الشيخ محمد رفعت

كتب: الوطن

رمضان زمان.. المقرئ النابغة الشيخ محمد رفعت

رمضان زمان.. المقرئ النابغة الشيخ محمد رفعت

منذ وُفقت إدارة محطة الإذاعة المصرية إلى الاتفاق مع الأستاذ المقرئ النابغة الشيخ محمد رفعت لإذاعة قراءاته من المحطة، وجمهور المسلمين يتشوف لقراءة فضيلته ويعى مواعيد إذاعاته ليترقبها.

والحق يقال إن إدارة المحطة قد وُفقت فى شهر رمضان من العام الماضى إلى الاتفاق مع الأستاذ، فقرأ طيلة ذلك الشهر، وتمتع المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها بتلاوته العذبة لآى الذكر الحكيم، أما فى رمضان هذا العام فإن فضيلته لا يتلو القرآن فى محطة الإذاعة إلا مرتين فى الأسبوع فى كل من يومَى الثلاثاء والجمعة، مرة مدتها 50 دقيقة تبتدئ من الساعة 9:40 مساء، وتنتهى فى الساعة 10:30 مساء. وقد حاولت إدارة المحطة أن تحمل الأستاذ الشيخ رفعت على القراءة طول هذا الشهر المبارك، فامتنع، خشية أن تؤدى قراءته المستمرة إلى الاستغناء فى البيوتات الكبيرة عن المقرئين اكتفاء بإذاعاته، فيترتب على ذلك عطل بعض المشايخ، مما لا ترضى عنه مطلقاً نفس هذا المقرئ النبيل. وقد ذكر لنا سعادة محمد باشا رفعت، وليست بينه وبين فضيلة الشيخ محمد رفعت من صلة إلا توافق الاسمين! ذكر لنا سعادته -وهو من عشاق سماع تلاوة المقرئ النابعة- حادثين طريفين، نلخصهما فيما يلى:

وقع لسعادته الحادث الأول حين كان يصطاف فى إحدى مدن الشام، ولعلها دمشق، وقد ذهب يوماً إلى قهوة، ونادى الخادم، وطلب منه أن يحضر له «نرجيلة»، أى «شيشة»، فاعتذر له خادم القهوة من عدم إمكان إجابة الطلب وقتئذ، إذ كان «الشيخ المصرى» يقرأ، فلم يمتعض الباشا من ذلك الرفض، بل رحب بذلك الشعور الدينى فى الشام، إذ يمتنع إخواننا عن التدخين وقت إذاعة القرآن، ولا سيما إذا كان من «الشيخ المصرى»، وهو الشيخ رفعت الذى يحبونه هناك كل الحب. ووقع الحادث الثانى فى أثناء انعقاد المعرض الصناعى الزراعى التجارى فى بروكسل فى شهر أغسطس الماضى، فقد حدث أن أحد الحواة المغاربة كان يعرض من ألعابه موقفاً له مع حية رقطاء، فخانت الحية معلمها ولدغته لدغة قاتلة ارتجت لها أرجاء المعرض، وراحو يبحثون فى المستشفيات المجاورة عن مصل مضاد للسم فلم يجدوا. وأخيراً، فكر القائمون بأمر المعرض فى أن يذيعوا نداء باللاسلكى يطلبون به المصل من المحطات القريبة.

وسكتت إذاعات الراديو فى بلجيكا انتظاراً لوصول الرد عن المصل المطلوب. وفجأة رددت أجهزة اللاسلكى فى أرجاء المعرض صوتاً رخيماً يتلو آيات من القرآن الكريم، ما لبث المصريون وسائر الشرقيين أن تبينوا أنه صوت نابغة القرآن الشيخ رفعت، فكانت فرصة نادرة يرجع الفضل فيها إلى سكوت محطات الإذاعة البلجيكية، ووضوح صوت محطة الإذاعة المصرية لتقارب الموجتين.

كل شىء والدنيا 1935


مواضيع متعلقة