9 سنوات من الرحيل: أسامة أنور عكاشة.. كبيرهم الذى علمهم الدراما

9 سنوات من الرحيل: أسامة أنور عكاشة.. كبيرهم الذى علمهم الدراما
- أسامة أنور عكاشة
- أم كلثوم
- الأب الروحى
- الأبيض والأسود
- الأديب العالمى
- الأسرة المصرية
- التليفزيون المصرى
- الدراما التليفزيونية
- الدراما المصرية
- الصور الفوتوغرافية
- أسامة أنور عكاشة
- أم كلثوم
- الأب الروحى
- الأبيض والأسود
- الأديب العالمى
- الأسرة المصرية
- التليفزيون المصرى
- الدراما التليفزيونية
- الدراما المصرية
- الصور الفوتوغرافية
تلتف الأسرة المصرية بجميع أفرادها حول شاشة تلفاز يخرج من رأسه هوائى له فرعان، وتبدأ الشاشة الملونة فى نقل شعار قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى مع خلفيته الموسيقية المميزة، ليبرز بعدها قبل اسم مسلسلهم المفضل، اسم صانع المسلسل الأشهر فى تاريخ الدراما «المؤلف.. أسامة أنور عكاشة»، ليبدأ فاصل من المتعة لا ينتهى بانتهاء الحلقة، ولا بانتهاء المسلسل، بل يمتد امتداد الحياة نفسها، خلود من الإبداع يخلق متعة خالدة، وشخوص تتحرك على الشاشة كما تتحرك بيننا فى الواقع، وكلمات يتفوهون بها تعلى من القيم، وتهذب النفس، لا تحتاج إلى رقابة، بل تحتاج إلى متلق يتلقفها بلهفة عاشق للدراما وبحب ممزوج بمتعة للأبطال الصادقين، أو كره ونقمة على البطل لو كان شريراً، تزداد الشخوص والحلقات والأعمال ويزداد التفاعل، وتصبح هذه الشخوص مضرب الأمثال فى الوعى الجمعى للمشاهد المصرى بل والعربى، ويصبح موجدها علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية، يمكن القول بكل أريحية «السيناريو قبل أسامة أنور عكاشة غير السيناريو بعده».
وفى ذكرى رحيل «الأب الروحى» للدراما، فتح عدد كبير من نجوم الدراما خزانة ذكرياتهم معه، كيف رأوه وكيف رآهم، وكيف كان الجميع يرى الدراما، وكيف كان يرى الجمهور كل ذلك، قصص ومواقف لا تنسى، وكواليس لأشهر الأعمال التى ملأت الشاشة دون منافس على مدى سنوات، تجمعها «الوطن» فى ملف استثنائى إهداء لروح «أسطى الدراما». كذلك نلقى الضوء على جانب مهم فى موهبته، وهى الأرض الخصبة التى أمدته بكل هذا الخيال.
"نسرين" من داخل صومعة "صاحب الليالى": مشروع المتحف توقف لسبب لا أعلمه
قشعريرة خفيفة تسرى فى أطرافك.. أنت على بعد خطوات من المحراب المقدس، تستطيع أن تتلمس وجوده حولك كأنه لم يغب لحظة واحدة، ما زالت روحه حاضرة داخل الصومعة كأنها لم تغب عن جسده الذى له فى رقدته الأخيرة تسع سنوات، ما زال حياً بين الجدران التى اتسعت بمقدار الأفكار الكبيرة التى ولدت فيها، ما زال عبقه يغلف الجدران التى تغطيها صور فوتوغرافية تحفظ لحظات فارقة فى حياته.. كل شىء حاضر، وحده هو الغائب، عيناك تفتشان عنه فى جوانب الغرفة، ليس منكفئاً على مكتبه منهمكاً فى الكتابة، لا يسند وجهه على قبضة يده سارحاً فى ملكوته الخاص، لا يجلس بأريحية على الأريكة بجلباب فضفاض مزركش، لا ينخرط فى نقاشات وهو يتابع «مانشيتات» الجرائد باهتمام، أسامة أنور عكاشة موجود فى كل شبر، فقط جسده الذى ترك المكان.
بمجرد أن تطأ قدماك الغرفة التى خرجت منها علامات بارزة فى تاريخ الدراما التليفزيونية والسينمائية، تجد أريكتين متقابلتين تغيرت ملامحهما قليلاً، تفصلهما طاولة خشبية صغيرة، شهدت جلسات لكبار المبدعين، نقاشات طويلة فى مختلف النواحى، فى السياسة والفن والثقافة، ضحكات قوية مفعمة بالحياة تتسلل خارج جدران الغرفة، إطار خشبى معلق على الحائط يتصدره عدد من الصور الفوتوغرافية، الأولى بالأبيض والأسود لرجل أنيق هو «أنور عكاشة» صاحب كلمة البداية فى حياة «أسامة»، صورة أخرى يجلس فيها الكاتب الكبير وجهاً لوجه أمام نجيب محفوظ «الأب الروحى»، كما وصفه سابقاً، فهو ليس بالنسبة له الأديب العالمى الحاصل على «نوبل»، أو المبدع الذى يستحق الإجلال والتقدير، ولكن فوق ذلك هو الأب الروحى بالنسبة له، فعلاقتهما علاقة أب وابن كما وصفها «عكاشة» فى أحد حواراته السابقة، ليؤكد أنه وكتاب جيله خرجوا من عباءة نجيب محفوظ، صورة بالأبيض والأسود تجمع الزعيم جمال عبدالناصر وكوكب الشرق أم كلثوم، صورة يتوسطها «عكاشة» ومن حوله أحفاده الـ5 الذين أصبحوا فى سنوات المراهقة والشباب الآن، وغيرها العشرات من الصور.
نبحث عن مسودات أعماله التى أخذها بعضهم ولم يعيدوها.. ووجدت أشرطة "النوة" تباع فى مزاد على الإنترنت
مكتبة ضخمة تبتلع نصف مساحة الغرفة، تضيق واجهتها الزجاجية وأرففها بسلاسل كتب فى مختلف المجالات، تتزاحم مع شهادات تقدير وصورة فوتوغرافية، إضافة إلى تمثال مجسم لملامح الكاتب الراحل، وكرة أرضية اعتاد أن يحركها بيديه، تمتلئ الأدراج بسيناريوهات أعماله المكتوبة بخط يده، كان آخرها «تنابلة السلطان»، الذى لم يمهله الوقت الكثير لإنهائه، يقبع أمامها فى مكانه الأول مكتب خشبى داكن يخلو سطحه من الأوراق والأقلام المتناثرة، النظارات الطبية، منفضة السجائر الممتلئة، وأكواب الشاى والقهوة المتراصة، مرآة صغيرة اعتاد النظر إلى نفسه فيها.. كلها تفاصيل كان يضيق بها المكتب يوماً ما، وفى الجهة المقابلة مكتبة خشبية صغيرة تحمل فى رفوفها العلوية مجموعة من الجوائز وشهادات التقدير تحمل أرقام سنوات متتالية ومتباعدة تحتفى بواحد من عمالقة الدراما العربية، وتؤكد أنه الرائد فى كل زمان، فى النصف الثانى من المكتبة شرائط فيديو متراصة بدقة شديدة ما بين أعماله ولقاءاته التليفزيونية.
«ما زلنا نحتفظ بكل شىء».. قالتها «نسرين»، الابنة الصغرى للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، تعود بذاكرتها إلى بعد تاريخ وفاة والدها «كنا نحافظ على كل المقتنيات التى وجدناها، لكن بعد رحيله كانت هناك أشياء لم نجدها، حتى فى حياته كانت هناك نصوص لدى البعض بغرض القراءة أو العمل عليها، ولم يعيدوها، وهو مسالم جداً فى تلك النقطة، كان يخجل من طلبها إلا من المقربين فقط، وحتى الآن ما زلنا نبحث عن أعماله الناقصة»، لم تقتصر الأعمال التى تحتفظ بها العائلة على النصوص والكتابات فقط، بل متعلقاته الشخصية بداية من ملابسه حتى أقلامه فى مكتبه الخاص.
«متحف أسامة أنور عكاشة»، اقتراح دام طرحه لدى مجموعة كبيرة من محبيه لتخليد ذكراه بعد سنوات من رحيله، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذه، وتسرد نسرين بداية المقترح، قائلة: «تلقيت مكالمة هاتفية من الإعلامية منى الشاذلى بخصوص أن مكتبة الإسكندرية ترغب فى تعاون بيننا فى وضع مقتنياته داخل متحف فى المكتبة، ورحبت جداً بالفكرة، ولكن لم يتواصل معى أحد بخصوصها مرة أخرى، قد يكون المشروع توقف لسبب لا أعلمه، وعاد المقترح للظهور مرة أخرى عندما وجدت شرائط مسلسل «النوة» تباع فى مزاد علنى على الإنترنت، ووقتها طالبت بأن يتم جمع مقتنياته فى متحف كأقل واجب -من وجهة نظرى- قد يسعده، وكنت أنتظر اهتماماً أكبر من ذلك بتلك الفكرة، بخاصة من المعنيين فى القطاع الثقافى».
إبداع يتدفق مع كل ضربة موج على صخور شاطئ «ماريا» صاحبة التراب الزعفران، يستنشقه فى «اليود» مع كل نسمة صباح، أحبها من النظرة الأولى عندما زارها برفقة والده وسنوات عمره لم تكمل أصابع اليدين، سحرته زرقتها الصافية ومنحته سرها الذى لا تمنحه إلا لمن عشقها بصدق، ظلت الإسكندرية حالة إبداعية خاصة مرتبطة بأسامة أنور عكاشة، ليس فقط فى أعماله التى خلدته، لكن كان عاشقاً لا يرتاح إلا فى حضن محبوبته التى تفجر بداخله طاقات إبداعية، فى الدور السابع بإحدى البنايات المطلة على البحر، يولى مكتبه شطر البساط الأزرق ويجلس ليمارس ورده الفنى لساعات متواصلة، وهى التى قال عنها: «الإسكندرية بالنسبة لى ليست مجرد مكان، ولكنها حالة يعيشها من يعشقها ويرتبط بها ارتباطاً وجدانياً فى منتهى العمق، ويكون مزاجى فى الإسكندرية مختلفاً عن أى مكان آخر، فى القاهرة اليوم مدمر ومستهلك فى يوميات فارغة لا تتيح لى التركيز فى عملى، ولكن هنا أكون أنا وعملى فقط».
ظلت إسكندرية سراً فى حياة «عمدة الدراما المصرية»، حتى أفراد عائلته لم يستطيعوا فك اللغز، التى وصفتها «نسرين» بـ«العلاقة المحيرة»، موضحة: «والدى كانت له نظرة أخرى إلى إسكندرية ذات أبعاد فلسفية، فكان يتذوق جمال المدينة بشكل مختلف، وهو ما اتضح فى أعماله التى تدور أحداثها هناك فى فترات زمنية مختلفة، فهو لديه نظرة أعمق، فيبحث دائماً عن المعانى الكامنة خلف الأشياء»، حالة من التلبس التام يدخل فيها «عكاشة» فى الفترة التى تشهد كتابة عمل إبداعى جديد، يكون فى أفضل حالاته عندما يعمل فى الإسكندرية، وفقاً لـ«نسرين»، بالرغم من حبه للكتابة فيها فإن ارتباطاته العائلية كانت تدفعه للوجود بشكل مستمر فى القاهرة، وتتذكر ابنة الكاتب الراحل طقوس والدها: «عندما يكون فى حالة إبداعية مكتملة لا يكون فى حاجة إلى الوجود بالإسكندرية، وجوده فى المدينة كان يجعله فى حالة نفسية جيدة ويستحضر الإبداع داخله، ونحن أطفال كنا نقتحم مكتبه وهو فى أغلب الأوقات لا يكون معنا ولكن سارحاً وغارقاً فى عالم آخر بعيد، ومع الوقت أصبحنا على دراية بطقوس الكتابة لديه، وبعد ساعات متواصلة من الانفصال نجده خارجاً من الغرفة ووجهه مبتسم، فنعلم أنه راض عن ما كتبه»، طقوس عديدة كانت متعلقة بالحالة الإبداعية لدى أسامة أنور عكاشة، فيوجد على المكتب أمامه عشرات الأقلام بألوان مختلفة، وهو ما فسره فى أحد لقاءاته التليفزيونية، قائلاً: «بحب أزوّق الورق اللى بشتغل فيه بالألوان، عشان شكل الاسكربت بتاعى يعجبنى، ويفتح نفسى وأنا بشتغل».
يجلس على المقعد المقابل للمذيع ترتفع حدة صوته مدافعاً عن رأيه رافضاً أى مصادرة عليه، ثوان قليلة ويهدأ ويعود مرة أخرى للحديث بحجج وبراهين تثبت وجهة نظره، المفكر والسيناريست المبدع والخطيب المفوه والمثقف البارز، كلها وجوه رآها الجمهور لـ«عكاشة»، ولكنهم لم يروا الشخص الحقيقى الذى كان على درجة عالية من الإنسانية، الذى يمتلك قدراً كبيراً من الفكاهة والمرح، فلم يكن شخصاً استثنائياً على المستوى الفنى فقط بل على المستوى الإنسانى أيضاً، حيث توضح «نسرين»: «كان يظهر أمام الناس أنه صاحب شخصية قوية صارمة، لكنه كان يعشق الضحك والمشاكسة طوال الوقت، فكانت ملامح الطفل داخله طاغية دوماً، وكان يحاول تعويض المشاعر التى افتقدها فى طفولته، ويكره النمطية، وعلاقته بأحفاده كانت من أكثر الأشياء الاستثنائية فى حياته، وهذا الجانب لم يظهر للجمهور، لأن معظم البرامج التى كانت تستضيف والدى كانت مرتبطة بقضية جدلية أو صراع، أو لقاء ثقافى بحت، وبالتالى لم تكن هناك فرصة إلقاء الضوء على تلك الملامح فى شخصيته».
17 عملاً إبداعياً بين الرواية والقصة والكتاب
1967
المجموعة القصصية «خارج الدنيا» عن المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب
1973
رواية «أحلام فى برج بابل» دار الإبداع العربى
1985
المجموعة القصصية «مقاطع من أغنية قديمة» عن مؤسسة الغد
1997
كتاب «تباريح خريفية» عن دار نهضة مصر
2000
رواية «منخفض الهند الموسمى» عن مؤسسة الجمهورية
2001
رواية «وهج الصيف» الهيئة العامة للكتاب
2005
كتاب «على الجسر.. مقالات وحكايات» عن دار الشروق
2007
رواية «جنة مجنون» عن دار الهلال
2008
آخر أعماله الروائية «سوناتا لتشرين» عن دار العين
كتابا «همس البحر» و«أوراق مسافر» عن دار نهضة مصر
- أسامة أنور عكاشة
- أم كلثوم
- الأب الروحى
- الأبيض والأسود
- الأديب العالمى
- الأسرة المصرية
- التليفزيون المصرى
- الدراما التليفزيونية
- الدراما المصرية
- الصور الفوتوغرافية
- أسامة أنور عكاشة
- أم كلثوم
- الأب الروحى
- الأبيض والأسود
- الأديب العالمى
- الأسرة المصرية
- التليفزيون المصرى
- الدراما التليفزيونية
- الدراما المصرية
- الصور الفوتوغرافية