حكاية.. رشوان توفيق: الأعمال الدينية طريقى إلى الله.. ولن أتوقف عن التمثيل ولو على فراش الموت.. ولا أتابع نجوم الجيل الحالى

حكاية.. رشوان توفيق: الأعمال الدينية طريقى إلى الله.. ولن أتوقف عن التمثيل ولو على فراش الموت.. ولا أتابع نجوم الجيل الحالى
- الشاشة الدرامية
- رمضان 2019
- رمضان
- رشوان توفيق
- حكاية
- الشاشة الدرامية
- رمضان 2019
- رمضان
- رشوان توفيق
- حكاية
لم يغب عن الشاشة الدرامية رغم كبر سنه، تعرفه من صوته الرخيم دون أن تراه، أداؤه تميز بالمُحكم الموزون، ذاع صيته فى الستينات، بعدما انضم إلى فرق التليفزيون المسرحية مع بدايتها، وشارك خلال هذه الفترة فى بطولة عدد كبير من المسرحيات، منها «شىء فى صدرى، والشوارع الخلفية، وثورة قرية، وبيت الفنانين»، كما قدم أعمالاً مسرحية مع فرق مسرح الحكيم والمسرح الحديث والقومى، وبعد سنوات طويلة من العمل المسرحى، تفرغ الفنان رشوان توفيق للدراما التليفزيونية منذ أواخر السبعينات، ليصبح من أبرز العلامات الدرامية التى حافظت على مكانتها، محتفظاً بذكريات مؤثرة عاشها خلال شهر رمضان.
«علاقتى برمضان تمثلت فى ممارسة طقوس لن تتكرر فى الوقت الحالى، فهو شهر القرآن، خاصة أن فيه ليلة القدر، لأننى وُلدت بشارع المبتديان بالسيدة زينب، وعشت 15 عاماً بشوارعه ورائحته التى تتخللها صلاة التراويح وتجمع العائلات على مائدة إفطار واحدة، فأنوار المنازل كلها تكون مضاءة من بعد صلاة المغرب حتى أذان الفجر، ونسهر مع أولاد الجيران للعب بالفوانيس خلال فترة السحور، خاصة أن والدى كان فلاحاً، فكانت الحياة بسيطة وسلسة، وبعد أن تزوجت، لم أغادر بيت العائلة وقررت الإقامة مع والدتى وكنا نعتبر شهر رمضان من أفضل الشهور وننتظره بفارغ الصبر والصلاة والدعاء، ونحاول التقرب من الله، وعندما أصبحت ممثلاً، أصبح شهر رمضان من أكثر الشهور التى أعمل من خلالها بالدراما».
أعترف أن حظى قليل فى السينما.. وأكثر أعمالى فى المسرح والدراما و"الليثى" كان ينفق بسخاء على إنتاج التليفزيون
«قدمت أعمالاً دينية وتاريخية كنت بطلها الأساسى، منها «العارف بالله» و«الإمام الشافعى «و«عمر بن عبدالعزيز»، إلا أن هذه الأدوار تشعرنى بأننى أتقرب من الله، وأن أعبد الله من خلال الأداء الدرامى، ولكن مع الأسف لم يعد هناك أعمال تاريخية ودينية، لأنه لم يعد هناك منتج يستطيع أن يقدم 30 حلقة بديكورات مغلقة ويدفع كل تلك التكاليف، التى تصل إلى الملايين».
«أعترف بأننى لم يكن لى حظ فى السينما، والنصيب الأكبر كان للمسرح والتليفزيون، ولكن هناك شخصيات أعتز كثيراً بالعمل معها، مثل الفنان الكبير محمود مرسى، الذى اكتسبت منه التلقائية والصدق فى الأداء، ومن المسلسلات القريبة لقلبى، «أبنائى الأعزاء شكراً، والأيام، ومحمد رسول الله، والشهد والدموع، والزينى بركات، ولن أعيش فى جلباب أبى».
«بدأ الإنتاج التليفزيونى يزداد بعد دخول المنتج ممدوح الليثى عالم الدراما، وعندما أصبح رئيساً لقطاع الإنتاج قدم أعمالاً قيمة ولها أهداف واضحة، ومن وقتها أصبحت الدراما فى حالة متقدمة، والدليل على ذلك مسلسل «الفرسان» الذى بلغت إحدى قطع الديكور المطلوبة للتصوير، وكانت على شكل بوابة، 7 آلاف جنيه وهذا يعتبر رقماً كبيراً وقتها، إضافة إلى أنه عندما تقدم مسلسلاً دينياً تحتاج ميزانية كبيرة، فالمنتج ممدوح الليثى كان ينفق بشىء أكثر من رائع، ولكن مع الأسف هذا قل تدريجياً إلا أنه كاد ينعدم، ويرجع السبب وراء ذلك إلى غياب الدولة عن إنتاج المسلسلات الدينية بصفة خاصة، والمسلسلات بصفة عامة، كما أن الأساتذة الكبار الذين يكتبون المسلسلات الدينية عدد كبير منهم انتقل إلى رحمة الله، وبالتالى خسرت الدراما شيئاً كبيراً بغيابهم».
«اختلفت الأجور منذ بداية ظهورى على شاشة التليفزيون، فكانت أجور الممثلين تبدأ من 8 جنيهات وصولاً إلى أعلى أجر والذى يقدر بـ40 جنيهاً فى الحلقة الواحدة، وكنت من مؤسسى مبنى ماسبيرو مع الفنان عزت العلايلى، وفكرنا وقتها فى تأسيس فرقة مسرحية من خريجى معهد التمثيل من داخل المبنى ونصور مسرحيات صغيرة، حيث تقدمنا بخطاب رسمى للدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الدولة عن الإذاعة والإعلام، فى تلك الفترة، لتأسيس فرقة وبالفعل كونا فرقة من 15 ممثلاً، من خريجى معاهد التمثيل، وكنا وقتها نعمل كمساعدى إخراج، وقد نالت الفكرة إعجابهم، وتم تنفيذها بثلاث فرق، وحققت نجاحاً باهراً فى مسرح التليفزيون وسافرنا عدة محافظات، وكنا نعشق التمثيل وليس جمع الأموال، رغم أن الرواتب وقتها كانت لا تكفى للحياة المعيشية لأى شخص».
«أعتقد أن الدراما لم تتغير، ولكن المحافظة على الكلمة من خلال الشاشة مهم، وعلى سبيل المثال مسلسل «المال والبنون» فهو من تأليف محمد جلال عبدالقوى، الذى حافظ على الدراما من أى ألفاظ خارجة، ودخلت أعماله إلى البيوت المصرية دون خدش حياء أحد ودون إبراز صورة البلطجية والفتوات على الشاشة، لأن تلك الصورة لا تمثل مجتمعنا المصرى، ولا تعكس الواقع الذى نعيشه حالياً، فأهم شىء أن يقدم كتاب الدراما للفنانين الكبار أدواراً جيدة، حتى يحافظ النجوم الكبار على مكانتهم فى المرتبة الأولى، ورغم أن هناك عدداً من المواهب، إلا أننى لا أتابع الجيل الحالى لأن لا أحد يكتب للممثلين بعناية».
«أما بشأن الإعلانات فإننى أحترم الفنان محمد صبحى لأنه يملك عقلية من أروع ما يمكن، ويرفض أى عمل يتخلله إعلانات، لأن بذلك نقطع تفكير المشاهد ومتابعة التسلسل الدرامى، كما أن المخرج محمد فاضل يشترط أن يكون الإعلان قبل أو بعد العمل، لأن طول مدة الإعلان ليست فى صالح العمل، لأنها تجُبر المشاهد على تغيير القناة».
«أنا شخص حياتى كلها تتلخص فى اهتمامى بمنزلى، وزوجتى وأولادى، ورغم قلة ظهورى فنياً، إلا أننى لن أستطيع الاعتزال، فما دام الممثل قادراً على التمثيل، فهو من الممكن أن يكون لديه 90 عاماً ويظهر بمشهدين ويقدم أفضل شىء قدمه خلال مشواره الفنى بأكمله، لذا سأظل أعمل وأظهر للجمهور ما دام هناك نفس يخرج ويدخل من جسدى وسأظل أمثل حتى لو كنُت على فراش الموت».