حكاية.. "زينب" بين"الشهد والدموع".. عفاف شعيب: أجور الفنانين «بوّظت الدنيا».. ولن أنسى ساعة ما نسيونى فى الاستوديو

حكاية.. "زينب" بين"الشهد والدموع".. عفاف شعيب: أجور الفنانين «بوّظت الدنيا».. ولن أنسى ساعة ما نسيونى فى الاستوديو
- أحمد عبدالعزيز
- أحمد ماهر
- أسامة أنور عكاشة
- الشهد والدموع
- العمل الجماعى
- العناية المركزة
- المرأة المصرية
- بشير الديك
- حكاية
- عفاف شعيب
- رمضان
- رمضان 2019
- أحمد عبدالعزيز
- أحمد ماهر
- أسامة أنور عكاشة
- الشهد والدموع
- العمل الجماعى
- العناية المركزة
- المرأة المصرية
- بشير الديك
- حكاية
- عفاف شعيب
- رمضان
- رمضان 2019
تحولت مع دور «زينب»، المرأة المصرية المكافحة فى مسلسل «الشهد والدموع»، المصنف على أنه إحدى روائع الدراما، إلى «أيقونة»، حيث أدت الفنانة عفاف شعيب، شخصية «الأم» ببراعة رغم صغر سنها، ما وضعها فى منطقة خاصة فى السباق الدرامى طوال السنوات الماضية، وهو ما تحدثت عنه «شعيب» لـ«الوطن» وعن ذكرياتها مع «زينب»، وغيرها من الشخصيات التى أدتها فى الأعمال الأخرى.
أتذكر كيف بدأت قصتى مع مسلسل «الشهد والدموع»، كلمنى وقتها أستاذ إسماعيل عبدالحافظ، وقال لى: «الجزء الثانى من الشهد والدموع سوف تقدمين زينب، وهى أم لشباب كبار»، لم أهتم بموضوع السن أبداً رغم أن أولادى فى المسلسل فى سنى وأكبر منى، أنا وليلى وماجدة حمادة فى العمر نفسه، والراحل محمود الجندى أكبر منى، لكن لم يشغل بالى هذا أبداً بقدر ما كان يشغلنى كيف أظهر أماً لشباب كبار.
محمود عبدالعزيز يتمتع بكل الصفات الجميلة
أول يوم تصوير جاءنى إلهام أن أدخل غرفة المكياج، وأمسك بقلم كحل ومنديل وأسوّد بقدر الإمكان تحت منطقة العين لأظهر «زينب الشقيانة»، وبالفعل نجحت فى ذلك، والحمد لله دور زينب أثر بشكل كبير فى الجمهور، وهناك سيدات كثيرة أرامل، وهن فى سن صغيرة قابلونى، وقالوا لى: «أنت قدوتنا وعملنا مثلك فى حياتنا»، وهذا الكلام كان يسعدنى جداً، وأثبت أن الفن رسالة، «زينب» الأرملة التى فضلت تربية أولادها والعمل على ماكينة خياطة لتعليم أولادها ليصلوا لمراكز كبيرة، ويكونوا أفضل من أولاد «حافظ».
كانت كواليس المسلسل رائعة جداً، إسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة مثقفان جداً، وعلى علم وأدب وأخلاق، ويقدران الممثل الصغير قبل الكبير، وهناك مشهد حدث فى الكواليس لن أنساه أبداً، عندما كنت مريضة بالفعل، وأنا أصور مشهد «زينب» مريضة فيه، ودخلت غرفة النوم لأستريح قليلاً من تعبى، ولم يعلم أحد أننى فى الغرفة، وانتهى التصوير فى الصالة وأغلقوا الاستوديو وانصرفوا، وكان وقتها التصوير فى استوديو 10 بالتليفزيون، ونسيونى فى الاستوديو، والجميع كان يبحث عنى خارج الاستوديو، واستيقظت فى الظلام، ولم يكن هناك موبايل، طبعاً صرخت بصوت عالٍ، والحمد لله سمعوا صوتى، وفتحوا لى.
الدراما الحالية مقصورة على عدد من الناس لا يتغيرون
أذكر أن أجرى وقتها على الجزء الثانى كان 15 ألف جنيه، وأتعجب حالياً من الأجور الضخمة التى أسمع عنها حالياً، «الأجور بوّظت الدنيا»، ولا توجد عدالة ولا تكافؤ فى المسألة، الكل سيحاسب أمام الله، كيف لشخص مبتدئ يحصل على ملايين وشخص آخر «نحت فى الصخر» إلى أن وصل لمكانته يحصل على «ملاليم».
مسلسل «رأفت الهجان» أيضاً من أقرب المسلسلات إلى قلبى، مع العظيم الراحل محمود عبدالعزيز، فهو فنان به جميع الصفات الجميلة، أتذكر مشهداً لن أنساه كان يجمعنى به فى المسلسل، المعروف عنى أننى أحفظ الدور جيداً، لكن فى هذا مشهد كان المفروض يزورنا فيه فى البيت، وقبل التصوير توفى أخى، وكان تركيزى مشتتاً أثناء التصوير، وبدأ «عبدالعزيز» فى تهدئتى ووقف بجانبى وساعدنى على تمالك أعصابى رغم أننى كنت منهارة جداً داخلياً، وكان الكلام يخرج منى بصعوبة.
ولو تحدثت عن «إمام الدعاة» فسأتذكر روحانيات جميلة كانت تحيط بمكان التصوير، الاستوديو كان مليئاً بالسكينة والطمأنينة لدرجة أننا لم نشعر بتصوير المشاهد، كانت تنتهى دون أن نشعر، بجانب أن أبناء الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى كانوا على تواصل معنا حتى بعد انتهاء التصوير، أتذكر موقفاً لعبدالرحيم الشعراوى، رحمه الله، أثناء تصويرى لمسلسل «آدم» عام 2011 تعبت ودخلت العناية المركزة، كنت فى غيبوبة، بحث وسأل عن مكان المستشفى، وجاء لزيارتى للاطمئنان على صحتى.
فى الدراما زمان، كان لا يستطيع فريق العمل الدخول إلى الاستوديو إلا والحلقات الـ30 مكتوبة بالكامل، أو على الأقل 15 حلقة، لكى يستطيع فريق العمل قراءة السيناريو مرة واحدة، أما الآن أتعجب مما يحدث فى الدراما، فالتصوير يبدأ «على باب الله»، دورك يكبر أثناء التصوير أو يصغر، كل ذلك حسب حب المؤلف للفنان، وهذا خطأ كبير، نحن فى الطبيعى حياتنا جماعية، أب وأم وإخوة وأقارب وأصحاب، فلا يعقل أن يكون البطل شخصاً واحداً، العمل الجماعى يشد ويرفع من قيمة العمل، ولا أؤيد مقولة «السوق عايز كدة»، الناس كلها حالياً تشمئز من الألفاظ فى الدراما.
أتذكر فى أعمالى عندما أجد لفظة لم تعجبنى أعترض عليها، لأنه لا بد من مراجعة النفس، ولا أقول المخرج أو المؤلف هما السبب، بالعكس الكلمة تخرج من لسان الفنان وتكون محسوبة عليه، زمان كنا نفتخر فى أى بلد ونقول: «نحن بلد الريادة فى الدراما العربية»، أما الآن للأسف لا نستطيع أن نقول ذلك.
الدراما حالياً مقصورة على عدد من الناس لا يتغيرون فى كل رمضان، هناك نجوم للأسف موجودون لم يستغلوا لإثراء الحركة الدرامية، مثل مجدى كامل وأحمد عبدالعزيز وأحمد ماهر، لماذا لا يتحمل كل واحد منهم بطولة مسلسل درامى، لدينا رصيد من الممثلين الجيدين لا بد من إظهارهم، أين نجوم التأليف الذين لديهم مدارس قوية فى الكتابة، مجدى صابر، بشير الديك، مصطفى محرم، محمد جلال عبدالقوى، وحيد حامد، هؤلاء أصحاب الدراما الحقيقية، لماذا استبعدوا؟ وأين المخرجون العمالقة الذين صنعوا أمجاد الدراما مثل مجدى أبوعميرة ومحمد فاضل، لماذا يجلسون فى بيوتهم؟
الوقت فى رمضان حالياً يجذبنى للروحانيات، لا أتابع الدراما مثل الماضى، وأفضل قضاء رمضان فى الصلاة والتراويح وقراءة القرآن والعبادة، هناك وقت أشاهد فيه ماسبيرو زمان وروتانا زمان، هاتان القناتان تقدمان من وجهة نظرى وجبة فنية دسمة بعرض مسلسلات لها قيمة وتاريخ.