حكاية.. «رزقة».. نشوى مصطفى: «ضمير أبلة حكمت» باسبور مرورى للوسط الفنى.. و«وردة» كانت تهدينى الشيكولاتة يومياً فى «آن الأوان»

حكاية.. «رزقة».. نشوى مصطفى: «ضمير أبلة حكمت» باسبور مرورى للوسط الفنى.. و«وردة» كانت تهدينى الشيكولاتة يومياً فى «آن الأوان»
خفة دمها وروحها المرحة كانت بوابة دخولها الوسط الفنى، قدمت عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية الرائعة، أبرزها، ضمير أبلة حكمت، وملك روحى، ومحمود المصرى، وزيزينيا الذى قدمت من خلاله دور «رزقة» الخادمة خفيفة الظل صاحبة «الإفيهات» الشهيرة وترتبط بعائلة الحاج عامر عبدالظاهر، منذ نعومة أظافرها.
وقفت نشوى مصطفى أمام العديد من الأسماء الكبيرة، ووضعت نفسها فى مكانة خاصة بسبب أدائها المميز الذى لا ينافسها فيه أحد، سواء فى الكوميديا أو التراجيدى. وتحدثت لـ«الوطن»، عن ذكرياتها مع الدراما الرمضانية، وكواليسها التى لا تنسى، ويومياتها فى الشهر الكريم.
أول عمل شاركت فيه خلال دراما رمضان كان «ضمير أبلة حكمت» مع الراحلة العظيمة فاتن حمامة، والمؤلف أسامة أنور عكاشة، والمخرجة إنعام محمد على، التى كانت تبحث عن فتيات فى سن طالبات المدرسة، وشاهدت الكثير من الفتيات واختارت من بينهن 4 كنت واحدة منهن، وكان معى منال سلامة، وصفاء الطوخى، وعبير لطفى، ورشحتنا لفاتن حمامة، وأحب أن أكشف سراً، كان من المفروض أن أقدم الدور الذى قدمته منال سلامة، ودور «عبير» الذى قدمته كان المفروض أن تقدمه عبلة كامل، وعندما شاهدتنى سيدة الشاشة العربية، قالت للمخرجة «نشوى مناسب لها أن تقدم دور كبير، وعبلة تقدم دور المُدرسة المرتبطة بعبير»، وبالفعل تم التنفيذ وكان لفاتن حمامة فضل كبير علىّ، وكنت مبهورة جداً أثناء التصوير بالفنانة العظيمة الملتزمة والشروط التى كانت تضعها فى التصوير، وهى شروط كانت لصالح الفنانين والعمل، مثلاً ممنوع الصوت العالى، وضرورة الالتزام، والعمل 8 ساعات فقط منها ساعة راحة.
وأعتبر هذا العمل أقرب الأعمال إلى قلبى وكان بمثابة «باسبور» مرورى للوسط الفنى، وكان وقوفى أمام العظيمة فاتن حمامة، وهو المستند بعد عرض المسلسل والنجاح الذى لاقاه، وقتها تحول رفض أهلى عملى بالفن إلى شعور بالفخر تجاهى.
سيدة الشاشة العربية طلبت من المخرجة إسناد دور "عبير" لى بدلاً من عبلة كامل.. وفرضت نظاماً صارماً فى الاستوديو
وأتذكر أن أجرى وقتها كان 50 جنيهاً عن الحلقة الواحدة، وصورت 6 حلقات، وبعدها تم ترشيحى لـ«ليالى الحلمية» الجزء الرابع والخامس، والذى رشحنى أسامة أنور عكاشة، وكانت سعادتى لا توصف لعملى وسط عمالقة كبار فى مسلسل ناجح جداً، ومن خلال المسلسل رشحنى «عكاشة» مجدداً لمسرحية «البحر بيضحك ليه» مع يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفية العمرى، وللأسف هذا العمل المسرحى لم يتم تصويره. وفى كواليس «ليالى الحلمية»، كان المخرج إسماعيل عبدالحافظ يحتوى الممثل الصغير والكبير، ولا يبدأ يومه إلا بعد أن يجمعنا كلنا على مائدة الإفطار، وأعتبر نفسى محظوظة للعمل مع جيل العباقرة، كانت معظم مشاهدى فى المسلسل أمام الجميلة الراحلة محسنة توفيق، وكانت دايماً «تطبطب علىّ» لأنى وجه جديد، واحتوتنى كثيراً.
أما فى «بوابة الحلوانى»، وهو من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج إبراهيم الصحن، وهو من رشحنى للدور، حيث كان يدرس لى فى المعهد مادة التليفزيون، وكان دايماً يقول إن أهم شىء للممثل عيناه وضحكته، وقال لى وقتها إنه يجهز عملاً كبيراً «وهتكونى فيه»، والحمد لله أعطانى وقتها دوراً كبيراً، وكانت سعادتى لا توصف بوقوفى أمام ممثلين عظماء منذ البداية.
هناك موقف لن أنساه وقت تصويرى الجزء الثانى من «بوابة الحلوانى»، حيث انتهينا من تصوير الجزء الأول وفى نهاية التصوير تزوجت، وأثناء تصوير الجزء الثانى حملت فى ابنى عبدالرحمن، وأبلغت المخرج أنى حامل فى شهر ونصف ومن الممكن أن تظهر علىّ أعراض الحمل أثناء التصوير، فقال «لا تقلقى هما شهرين وينتهى التصوير»، وللأسف استمر التصوير 6 أشهر، وآخر «أوردر» تسلمته كنت فى حالة ولادة وقتها ولم أتمكن من الذهاب للتصوير، ولم تكن هناك هواتف محمولة وقتها، وأنا فى خضم آلام الوضع جريت على الهاتف الأرضى، وكلمت الفنانة سميرة عبدالعزيز، وتركت لها رسالة على «الأنسرماشين»، من وقتها كل ما أقابل الفنانة سميرة عبدالعزيز تقول لى إنها محتفظة بهذه الرسالة حتى الآن.
أما «محمود المصرى» فمن المسلسلات الرمضانية التى أفخر بعملى بها، رشحنى للدور الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وقال أريدك أن تقدمى دور أختى، أنا أتابعك جيداً وسعيد بأعمالك، أنت ممثلة جيدة، هذه الكلمات كانت بمثابة وسام على صدرى، أما بالنسبة لكواليس هذا العمل فكانت ممتعة، وكان «عبدالعزيز» يهتم بنا كلنا وقلبه علينا، وأتذكر فى مشهد من المشاهد وأنا أصوره ابتسمت، وكان يشاهدنى فى المونيتور، فوجهنى وقال «هذا المشهد حزين، لا بد أن تكون ملامح وجهك حزينة وفى مود البكاء»، كان فناناً جميلاً لا يبخل على أحد بالنصيحة والتوجيه.
وفى مسلسل «آن الأوان» عملت مع هرم من أهرامات الغناء، الفنانة الراحلة وردة، صاحبة القلب الطيب، كانت فى كواليس المسلسل تتعامل معى كإحدى بناتها، كان لا بد أن أمر على غرفتها كل يوم لتعطينى الشيكولاتة، ولو حدث يوم ولم أمر عليها تسأل عنى، كانت حنونة جداً مثل الأطفال رغم تاريخها العظيم، كانت بعد تصوير كل مشهد تأخذ رأينا -الصغير قبل الكبير- فى أدائها، وكانت شخصية متواضعة جداً.
وأذكر أيضاً مسلسل «ملك روحى» مع الجميلة يسرا، كان اللوكيشن به راحة نفسية كبيرة، كنت أذهب للتصوير وأنا مبتسمة بسبب الروح الجميلة التى كانت تنشرها يسرا فى البلاتوه، بشوشة الوجه جميلة الروح، كنت أقدم فى المسلسل دور شقيقتها، وأثناء التصوير تصادف وجود مناسبة دينية، وكنا صائمين، فقالت يسرا «الكل معزوم عندى على الفطار»، انتهيت من التصوير وغادرت وقلت أكيد لن يكون وجودى فارقاً معها، وبمجرد دخولى المنزل فوجئت بالهاتف يرن، وأرد لأجد يسرا تكلمنى، كنت سعيدة جداً أنها اهتمت بى، ولامتنى على عدم الذهاب مع فريق العمل للإفطار عندها، لكنى اعتذرت لها، وكلمت والدتى وسلمت عليها وقالت لها «هعدى الموقف ده لنشوى عشان خاطرك».
وحالياً أعيش روح رمضان الجميلة وذكريات الشهر الكريم، لدرجة أنى أفضل متابعة دراما زمان من خلال قناة «ماسبيرو زمان»، هذه القناة كنز كبير جداً، وهناك أعمال جيدة فى الدراما حالياً، لكن بشكل عام أرى أن الفن المصرى لا بد أن يحتل الصدارة بشكل أكبر مما يحدث الآن.