أفريقيا يا عالم.. الكاميرون: اكسر صيامك بـ«ميه سخنة» وشعير مطبوخ

06:31 م | الأربعاء 15 مايو 2019

بلاد تقع فى وسط القارة السمراء، يعيش داخل حدودها 250 قبيلة، لها طقوسها فى استقبال شهر رمضان تميزها عن غيرها من البلدان الأفريقية، الكاميرون التى يحتفل أطفالها بقدوم شهر الصوم فى منتصفه، وليس مع بدايته، يرتدون ملابس تقليدية تميزهم عن غيرهم، يدخلون البيوت كلها يأخذون منها الحلوى والنقود، ثم يهللون للإعلان عن قرب ليلة القدر، إضافة إلى إطلاق الألعاب النارية احتفالاً بقدوم رمضان أمام ساحة السلطان بالمدينة.

يقول حسين الحاج نانا، طالب فى كلية التربية بجامعة الأزهر، إن المسلمين يمثلون ما يقرب من 45% من عدد السكان، فى ظل تعدد الديانات والمعتقدات لكن رغم ذلك لا يوجد أى نقاش أو مشكلة قد تحدث بين الأهالى، يعيش الشاب العشرينى فى شمال الكاميرون، وبالتحديد محافظة أدماوا فى مدينة نغودرى، التى يوجد فيها عدد من المسلمين فى الكاميرون، مؤكداً أن احتفالاتهم لا تتخطى حدود المساجد التى تتزين بالمصاحف وحلقات الذكر والتفسير على مدار اليوم، وحين يُرفع أذان المغرب يتناول الصائمون التمر والعصير والماء الذى يختلف عن غيره، حيث يكون ساخناً، وهو عبارة عن ماء مخلوط بقليل من الدقيق واللبن والسكر، يتم الإفطار عليه ثم التوجه لأداء الصلاة، ثم تناول الإفطار الذى يحتوى على عدد من الأطعمة، أبرزها الشعير المطبوخ والخضراوات ولحوم الأبقار وملوخية وبطاطس.

يحكى «حسين» أن الإفطار فى بلاده لا بد أن تجتمع فيه العائلات، والمقصود هنا ليس فقط الأقارب، بل سكان الحى بأكمله، يتناولون الإفطار يومياً معاً، مؤكداً أنه لا يوجد هناك ما يعرف بزينة رمضان أو الفوانيس وما شابه ذلك، بسبب أن الديانة الإسلامية ليست المسيطرة، وبالتالى يفتقدون مراسم الاحتفال التقليدية ويركزون على الطقوس الدينية من ذكر واستغفار وقراءة قرآن وصلاة تراويح وقيام الليل وصلة الأرحام: «الطقوس الرمضانية تعجب غير المسلمين ويقرر بعضهم الدخول فى الإسلام بسبب أفعال المسلمين».

يعيش «حسين» فى مصر منذ عام 2013، حيث يدرس هنا، ويقضى رمضان كله وسط أصدقائه من المصريين وغير المصريين، يرى أن هناك العديد من أوجه التشابه بين البلدين، منها الحفاوة الدينية بجميع أشكالها وكثرة أعمال الخير والصدقات فى هذا الشهر الكريم، ومن الأكلات الغريبة بالنسبة له، التى أكلها فى مصر وأعجبته «الممبار».