أفريقيا يا عالم.. مالى: الفطار «خفيف» و«التقيل» فى السحور

أفريقيا يا عالم.. مالى: الفطار «خفيف» و«التقيل» فى السحور
دولة يعتمد إفطارها على الوجبات الخفيفة بينما تتصدر الأطعمة الرئيسية مائدة سحورها، حيث وجبة المديد، والحساء (شوربة) وشاى كينكاليبا، ونياماكوجى (عصير الزنجبيل) وكركديه وخبز وكأكة والحليب والأزر، فيما يتسحر الفقراء على البيض المسلوق، هكذا اعتاد المواطنون داخل دولة مالى، غرب أفريقيا، الذين يطلقون على وقت السحور «سوجورى» ويرفع الأذان مرتين قبل وقت الإمساك. ومع آخر أذان يبدأ حظر تناول الأطعمة والمشروبات.
يقول الشاب المالى إبراهيم جورى، إن من الأطعمة التى لا غنى عنها على مائدة السحور فى مالى الحليب والأطعمة المصنوعة من الحليب والأرز، ووقت الإفطار يتّجه كلّ من لا يملك إفطاراً إلى أقرب مسجد إليه ليشارك الميسورين الذين يحملون معهم إلى المسجد مختلف المشروبات والمأكولات.
يحتل شهر رمضان الكريم مكانة كبيرة فى نفوس الماليين، حيث تطلق كل قومية من قوميات مالى اسماً معروفاً على شهر رمضان، وعند قومية بامبارا التى تشكل أغلبية البلاد يسمون شهر رمضان الكريم «سون كالو» يعنى «شهر الصوم» فيما يسمون شهر شعبان بـ«سونكالو ماكونو» أى شهر انتظار الصوم، وخلال هذا الشهر تكثر حفلات الزواج فى العاصمة باماكو، حتى إنّ الماليين أصبحوا يقولون تعليقاً على ذلك: «إنه زمن الزواج».
يحكى الشاب العشرينى أن عدد سكان بلاده يبلغ نحو 20 مليون نسمة 95% منهم مسلمون، وصلها الإسلام منذ فجر التاريخ تحديداً فى سنة 61 هجرياً، عن طريق التجار المسلمين الذين أتوا من شمال القارة، مؤكداً أنه قبيل رمضان تتكاثف المحاضرات والوعظ والإرشاد فى المساجد والإذاعات، لتثقيف الناس بفقه الصوم، ويتبادر المسلمون بالهدايا المتعلّقة بالإفطار من سكر وتمر من قريب أو بعيد، وكما هو شائع بجميع أنحاء القارة السمراء: «تعيش فى مالى أيضاً ثلاث أو خمس أسر أو أكثر فى فناء واحد، حيث يتم طبخ الطعام من قبل سيدات هذه المنازل بالمناوبة كل حسب دورها».
ويؤكد أن مائدة السحور غالباً تتزين بالأرز أو الحصيد، بالإضافة إلى اللحوم والفواكه والحمضيات. أما المشروبات فتشمل بصفة أساسية عصير الأناناس وبعض الفواكه الأخرى كالبرتقال والتفاح واليوسفى، والخضراوات بالإضافة إلى الشاى الذى يحرص الماليون على شربه فى وجبة السحور. وأخيراً يضيف: «المساجد، تكاد تتحوّل إلى الكعبة فكأنَّما المسلمون فى حجّ وعمرة وطواف وسعى ووقوف بعرفات فتكتظ بالمصلين فى الصلوات المفروضات الخمس جماعة، وفى الليل بالتراويح والتهجد وسماع التفسير من المشايخ والأئمة والدعاة ليلاً ونهاراً».