اللهم إني صائم.. ميدان المطرية: زحمة وضوضاء وفصال ومبانى متهالكة.. و«سوق الخميس» أوكازيون مفتوح للفوضى

اللهم إني صائم.. ميدان المطرية: زحمة وضوضاء وفصال ومبانى متهالكة.. و«سوق الخميس» أوكازيون مفتوح للفوضى
- أصحاب المحال التجارية
- أغانى المهرجانات
- أكوام القمامة
- الأكثر انتشارا
- الاختناق المرورى
- البنطلون الجينز
- التوك توك
- آثار
- اللهم إني صائم
- رمضان
- رمضان 2019
- ميدان المطرية
- أصحاب المحال التجارية
- أغانى المهرجانات
- أكوام القمامة
- الأكثر انتشارا
- الاختناق المرورى
- البنطلون الجينز
- التوك توك
- آثار
- اللهم إني صائم
- رمضان
- رمضان 2019
- ميدان المطرية
سياج قصير من حديد يلتف حول مساحة دائرية انتشر فيها باعة الخضار، تقع وسط ميدان المطرية، وتفصل بين اتجاهات المرور المختلفة للسيارات، يطل عليها مبنى سكنى شاهق الارتفاع متسع المساحة، يصل عدد طوابقه إلى 13 طابقاً، يفصل شارع ضيق بينه وبين جمع من البيوت القديمة المتهالكة، بعض واجهاتها مهدمة، وشرفاتها مغبّرة، وأثر القِدَم والزمن واضح عليها.
فى الجهة المقابلة يبرز مسجد الأنوار المحمدية الشهير من بين عشرات الخيم المنصوبة، والملاءات المرفوعة فى الهواء معقودة ومثبتة بحوامل خشبية، نصبها البائعون لتخصيص مساحة من الفراغ تحوى بضائعهم ومنتجاتهم المرصوصة بعشوائية مفرطة، فى يوم السوق الذى يقام أسبوعياً داخل الميدان.. يتناهى إلى مسامع المارة من هناك أصوات نداءات البائعين المختلطة والمتداخلة والكثيرة، وبنظرة واحدة إليهم تعرف أى أيام الأسبوع هذا، فذلك حتماً سوق «الخميس».
الضوضاء والزحام سمتان غالبتان على المشهد، يعرض الباعة كل ما يمكن أن يخطر على قلب زبون، الأكثر انتشاراً كان الملابس بكافة أنواعها سواء المخصصة للخروج أو البيت أو العربات المتجاورة التى تعرض آلاف القطع من الملابس الداخلية بأسعار متواضعة، ألوانها الزاهية المختلفة ورسوماتها المخططة والمزركشة والمشجرة تغرق السوق وتخطف أعين المارة.
فتافيت البسكويت وأطقم صينى قطّاعى وبقايا المعلبات وملابس داخلية.. أبرز المنتجات
متفرع من الميدان شارع كامل خصص لبقية البائعين الذين لم يقتنصوا مكاناً وسط الميدان، تتراص فرشات البائعين يسار الطريق، أما يمينه فهناك رصيف يمتد بعده أسفلت الحارة الأخرى من الطريق، بين الرصيف وفرشات الباعة لم يتبق سوى خندق ضيق تمر منه السيارات فرادى بصعوبة شديدة.
الأسعار المخفضة أهم ما يميز كل ما يباع فى ذلك السوق، لكن ذلك لم يلغ «صياح الديكة» الدائر بين كل الباعة وزبائنهم من السيدات اللاتى يهوين الفصال، يزمجر أمامها البائع ولكنها تخفى الكثير من الحيل فى جعبتها، تترك له البضاعة متظاهرة بالمغادرة فيرجع البائع إلى طاولة التفاوض من جديد، لتُظهِر السيدة فى الآخر بسمة الانتصار وتقول بدلال «هى عشرين جنيه، خد أهى، مش كنت وفرت المناهدة من الأول»، وتأخذ حاجياتها وتختفى وسط الزحام.
فى تلك السوق توجد مبيعات من نوع آخر، فهناك فرشة مخصصة لبيع بقايا وفتافيت البسكويت، المهدرة من المخابز ومحلات الحلويات الشهيرة بأسعار زهيدة، لا عجب إن رأيت البائع يضع كرتونة تحوى مئات قطع الكحك «المفتفت» وحوله نساء يبتعن منه، بالإضافة لعرض منتجات معلبة متبقية من محال السوبر ماركت الكبيرة التى يتخلصون منها بعد الجرد، زجاجات زيت وعلب جبن ولفائف لانشون، لا يبقى على انتهاء صلاحيتها سوى ما يقل عن شهرين، ترقد فى نهاية المطاف أمام الباعة فى الأسواق الشعبية وتخلق لنفسها طريقاً لأيدى زبائن همهم الأول هو «بكام»، فالسعر الزهيد قيمة مقدّرة لديهم عن الجودة.
على بعد خطوات، يجلس على كرسى خشبى بثقة واضعاً ساقاً على الأخرى، بجلبابه الأبيض وعمّته المغبرة، يرص أمامه على الأرض مئات القطع من أطقم الصينى المستعمل الذى يعرضه للبيع قطاعى، تتنوع أشكاله ورسوماته ونقوشه الذهبية الجميلة، يتراوح سعر الطبق الواحد بين 10 و15 جنيهاً، أما الفنجان المنقوش فسعره 15 جنيهاً، والسادة 10 فقط.
على طول الطريق تتناهى إلى مسامع المارة أصوات «كلاكسات» السيارات التى تبحث عن فرجة للفرار من ذلك الاختناق المرورى، تتبعها أصوات أغانى المهرجانات تقترب من الآذان باقتراب التكاتك، وبلحظة مروره بجانب السائر يصبح حينها مهدداً بالصمم للحظات، حتى يختفى التوك توك وتختفى معه آثار مروره المزعجة.
يبرز على اليسار مبنى مستشفى «المطرية التعليمى» يطل على الفوضى المحيطة به بعجز تام، فساحته سُلِبت من قبل الباعة لعرض التوابل قطاعى، وتركزت أمام مدخله طاولة خشبية متهالكة يرقد فوقها جوال ممتلئ بالزبدة الصفراء تبرز منه على شكل هرمى، مغروس فى قمته سكين وبجواره إعلان السعر 15 جنيهاً للكيلو الواحد، بجواره تقف عربة المخلل بروائحها الفوّاحة، تتداخل معها روائح المنظفات والصابون والمناديل العطرية المعروضة بالفرشة المجاورة، ثم تزكم الأنوف بروائح اللحوم التى تسيطر فجأة، وتقع الأعين على مشاهد الفشة والكرشة المفروشة على طاولات قصيرة، وحوافها المدلاة على الأرض مختلطة بتراب الشارع، بجانبها سيدات تتركز مهامهن على تنظيف الطيور بعد سلخها ورصها فوق بعضها بعد تعريتها من ريشها.
بائعات اللحوم والطيور اتخذن من سور «مدرسة العقاد الابتدائية» ظهيراً لهن، ومن أكوام القمامة المجاورة منفذاً لمخلفاتهن، واتخذن من الذباب زبوناً دائماً شغوفاً ببضاعتهن لا يفارقها، بل يتسابق ويتزاحم فى حشود للوقوف عليها، تنفض سيدة سلة الثوم التى تملكها فى الهواء محدثة غيمة هائلة، فتتناثر بعدها وريقاته الرقيقة فى عرض الطريق وعلى أكتاف المارة، ركنت بعدها سلتها على عمود حديدى، أعلاه لافتة حديدية زرقاء مكتوب عليها «خليك زى آدم وما ترميش حاجة على الأرض».
فى الجوار، ينظر إليهم بائع عصير البرتقال بلا اكتراث، ويقف رائق البال، متسلطناً بعالمه الخاص تحيط به رائحة البرتقال الزكية ويفصله الثلج المعد لعصيره عن حرارة الجو المحيط، وتُصدِر عربته نغمات موسيقية، يصدح بعدها صوت «سلطان الطرب» قائلاً: «أندهلك فى ليالى البعد تيجينى بضحكتك بشوقك بصورتك».
فجأة يظهر صوت جهورى قائلا بأداء مسرحى «أوكازيون»، ثم يصمت للحظات، وينقلب الصوت الكروانى إلى صوت مصارع يهدد غريمه بالفتك به، موجهاً صراخه لصاحب سيارة كيا حمراء وقفت وسط الطريق الضيق ليشترى صاحبها دستتين مشابك خشبية، وترتب على ذلك تعطل عشرات السيارات المتكدسة وراءه فى أقل من دقيقة مع مئات «الكلاكسات» المتتابعة المثيرة للأعصاب.
تفاعل الجميع مع ذلك الصراخ سوى صاحب التيشرت الأصفر المتسخ والمهترئ والبنطلون الجينز الواسع جداً معدوم اللون من كثرة الاتساخ، حيث كان يقلب فى أكوام القمامة باحثاً عن أى أوعية مصنوعة من البلاستيك يجمعها فى جوال يربط أعلاه بحبل غليظ.
تحتشد اللافتات الدعائية فى سماء السوق، حاملة أسماء أصحاب المحال التجارية المختلفة، تعرض تهنئتهم للأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، لكن اللافتة الأضخم تبشر أهالى المنطقة بقرب تنفيذ مشروع «المطرية بلازا».
- أصحاب المحال التجارية
- أغانى المهرجانات
- أكوام القمامة
- الأكثر انتشارا
- الاختناق المرورى
- البنطلون الجينز
- التوك توك
- آثار
- اللهم إني صائم
- رمضان
- رمضان 2019
- ميدان المطرية
- أصحاب المحال التجارية
- أغانى المهرجانات
- أكوام القمامة
- الأكثر انتشارا
- الاختناق المرورى
- البنطلون الجينز
- التوك توك
- آثار
- اللهم إني صائم
- رمضان
- رمضان 2019
- ميدان المطرية