جدل حول حملات «الاحتشام» داخل الكنيسة وفى صيام رمضان

جدل حول حملات «الاحتشام» داخل الكنيسة وفى صيام رمضان
- إثارة الفتنة
- الأحوال الشخصية للأقباط
- الأنبا بيشوى
- التواصل الاجتماعى
- الحرية الشخصية
- آمنة نصير
- الاحتشام
- مواقع التواصل الاجتماعى
- الكنيست
- إثارة الفتنة
- الأحوال الشخصية للأقباط
- الأنبا بيشوى
- التواصل الاجتماعى
- الحرية الشخصية
- آمنة نصير
- الاحتشام
- مواقع التواصل الاجتماعى
- الكنيست
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى معركتان حول «حشمة السيدات»، الأولى كان طرفاها رجال الكنيسة والمسيحيات، والثانية بين فريقين من مستخدمى «فيس بوك»، الأول يرفع شعار «استر بنتك خلى الناس تصوم»، والآخر «استر روحك خلى البنات تصوم».
وعاد من جديد الجدل بين الأقباط حول تصريحات القادة الكنسيين حول ملابس السيدات ومطالبتهن بالحشمة داخل أسوار الكنيسة، وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعى رفعت شعار «استرى نفسك فى الكنيسة.. خلى الناس تعرف تصلى»، وزعم مروجو الحملة أنهم يستمدون تلك الأفكار من القمص داوود لمعى، راعى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة فى القاهرة.
داوود لمعى يتبرأ من "استرى نفسك": أنا غير مسئول.. وكنائس تصدر قوائم الملبس المحظور.. و"آمنة" ترد على "خلى الناس تصوم": غضوا أبصاركم
وبين مؤيد ورافض للحملة، تراوحت آراء الأقباط، فقالت نيفين لطفى: «أى كلام عن ملابس بناتنا مرفوض، بناتنا زى الفل، وفيديو أبونا داوود محزن ومحبط، ارفعوا أيديكم عن بناتنا، مش هيبقى المجتمع والكنيسة، مفيش واحدة بتدخل تتناول ولبسها بيبقى غير لائق، يفرق إيه الكلام ده عن كلام السلفيين؟».
وقال وجدى وليم: «يا ريت تبقى حملة ومبادرة عامة فى كل الكرازة، وكلام أبونا داوود أسعد الغالبية، ولذلك انتشر الفيديو بسرعة مهولة، والناس المعترضة على كلامه صوت عالى فقط باسم الحرية الشخصية وفين روح المحبة وقبول الغير إلخ، لكن الرد عليهم بسيط: أين هى مخافة الله وأين هى روح تقديس بيت الله (ببيتك يا رب تليق القداسة)، وأخيراً العيب على البيت، وربنا يساعد كهنة كنيسته لأنهم لما حبوا يصلحوا ما فسد فى البيوت اتهاجموا».
وقبل أن تعلن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، والقمص داوود لمعى، أنهما غير مسئولين عن أى حملات أو مبادرات أعلنت أو استغلت اسمه أو ادعت أنها تحت رعايته، أشارت الكنيسة إلى أنها لم تتدخل فى ملابس المسيحيات ولم تحدد أزياء معينة مثل «كم طويل» أو مقاسات محددة، ولكن طالبت بأن يكون اللبس غير خليع، لافتة إلى أن بعض التصرفات التى لا تليق تحدث فى الكنيسة وتحتاج إلى توجيه.
وكانت عظة «لمعى» انتشرت على الجروبات والمنتديات القبطية، يؤكد فيها أن «قلبه يوجعه على الفتيات والسيدات اللاتى يدخلن الكنيسة بملابس غير لائقة لأن ذلك يؤكد عدم الخوف من الله، فهن لا يسعين لأخذ البركة، ولأنها معثرة لأنها تستهين ببيت الله»، قائلاً: «الملائكة تقف فى صلوات القداس خائفة تغطى عيونها وأرجلها فى حضرة الله، فكيف للبشر أن يتجرأوا على هذا اللبس الخليع؟ أشعر بأن كل رجل ترك زوجته ترتدى هذه الملابس سوف يُسأل أمام الله وإلا ليس له كلمة فى بيته».
واستغلت بعض الكنائس كلام «لمعى» ونشرت بوسترات على أبوابها بقوائم الملابس الممنوعة داخلها، والتى شملت: «الملابس القصيرة، التيشيرتات الكاشفة، الفساتين غير اللائقة، فساتين الأفراح المكشوفة، الجينز الممزق، الشورت والبرمودا، التيشيرتات الكت»، وذلك تحت شعار آية الإنجيل: «ألستم تعلمون أن أجسادهم هى أعضاء المسيح».
ويقول هانى عزت: «ظهرت فى السنوات الأخيرة بعض خطوط الموضة النسائية لاقت كثيراً من الاعتراضات، لكن هذا لا يمنع حرية المرأة فى ارتداء ما تريد وهذا حقها، والمشكلة فى الفكر والشهوة أو الشو الإعلامى ضد المرأة وملابسها، وكان الأحرى أن يتم التوجيه داخل الكنيسة فى عظات أو فى زيارات الافتقاد وليس بإعلانات على أبواب الكنائس».
وطوال السنوات الماضية، ظهرت مثل تلك الحملات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكانت مطالبة الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل، فى 2012 للمسيحيات بالاقتداء بالمسلمات فى ملابس الاحتشام، وأصدر تنبيهاً على الفتيات القبطيات اللاتى تزيد أعمارهن على 11 عاماً والسيدات بعدم ارتداء البنطال، أو وضع مكياج أثناء تقدمهن لـ«التناول»، ما أثار عليه عاصفة من الهجوم وصلت لتنظيم وقفة ضده داخل جدران الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليتراجع المطران عن تصريحاته عقب ذلك.
وفى 2015، حذر المجلس الإكليريكى المحلى فى إيبارشية ملوى وأنصنا والأشمونين للأقباط الأرثوذكس، المعنى بالأحوال الشخصية للأقباط، بشأن «ممنوعات ليلة الحنة»، والتى تشمل «الرقص الخليع، والدى جى، والمخدرات، والخمور». وأصدر الأنبا بموا، أسقف السويس، فى 2015، تنبيهاً بإلزام العروس والمدعوات بالحشمة وارتداء «بورنص طويل» داخل الكنيسة أثناء مراسم الزواج، وألغى الزينة خلال الأفراح بالكنيسة، كما منع الأنبا يوؤانس، أسقف أسيوط، الفتيات من دخول قداسات الإكليل أو نصف الإكليل بملابس غير محتشمة فى الكنيسة، وأمر بتفصيل «بورنص» للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة.
وفى السياق ذاته، بدأت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» مع حلول شهر رمضان، تدشين حملة «استر بنتك خلى الناس تصوم»، دشنها فئة من الشباب يتهمون فيها الفتيات بإثارة الفتنة فى نهار رمضان وقت الصيام بسبب ملابسهن التى تضعف نفوسهم وتساعد على إفطارهم.. وقابلت الحملة عدة انتقادات من قبَل متصفحى «فيس بوك» ما بين تعليقات تتهكم على من يؤيدون، وبين سخرية من قبَل بعض الفتيات اللاتى قررن الرد عليهم بهاشتاج «استر روحك خلى البنات تصوم».
وتقول آمنة نصير، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، لـ«الوطن»، إن الرد على مثل هذه الحملات جاءنا فى سورة النور من خلال الآية 30 فى قوله تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم»، والآية 31 فى قوله تعالى «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن».
وأوضحت «نصير» أن الشاب الذى يخشى على صومه من الفتيات عليه بغضّ بصره وسينتهى الأمر فى الحال، لافتة إلى أن البحث عن «شماعة» يلقى عليها الضعف وقلة الإرادة وعدم الالتزام بقول الله تعالى، فهو أمر لا يجوز التعلل به طوال الوقت، راجية من الشباب والرجال أن يتقوا الله فى أنفسهم وفى أعينهم وفيما يريدون أن يبرئوا أنفسهم منه فى المسئولية أمام الله الذى أعطاهم بشأنه الجواب الشافى.
وأوصت أستاذ الفقه الفتيات اللاتى تخشى عليهن من مثل هذه الأقوال ومن حساب الله يوم القيامة، بحسب تعبيرها، من عدم وضع أنفسهن فى موضع شبهة للفساد والمفسدة، راجية إياهن أن يلتزمن بالاحتشام والبعد عما يثير النفوس الضعيفة والمريضة، وأن يكن طائعات لما يأمر الله به كى ينجون فى الدنيا وفى الآخرة.