مواقع التواصل الاجتماعى آلية التجنيد الأسرع

مواقع التواصل الاجتماعى آلية التجنيد الأسرع
- داعش
- التشفير الأمني
- تجنيد الشباب
- الهجمات الإرهابية
- عقول الشباب
- التكنولوجيا
- داعش
- التشفير الأمني
- تجنيد الشباب
- الهجمات الإرهابية
- عقول الشباب
- التكنولوجيا
رغم حصوله على شهادة هندسية ووظيفة بالسعودية منذ أربع سنوات، فإن «يازدانى» لم يستطع مقاومة الدعاية الإلكترونية لتنظيم «داعش»، ليبدأ رحلة البحث على موقع «تويتر» باستخدام «هاشتاج» يوحى برغبة الانضمام للتنظيم، وسرعان ما وجد ضالته لينتقل بعدها للمحادثة مع إحدى الدوائر التى تدّعى عضويتها بالتنظيم على تطبيق «تليجرام»، باعتباره خدمة الرسائل المشفّرة والآمنة، ليبدأ «يازدانى» الذى نقلت قصته صحيفة «نيويورك تايمز»، فى تقديم خدماته للتنظيم بعد قراءة قسم الولاء لـ«داعش»، وهى الخدمات التى تشمل تجنيد مسلحين وتحديد مواقع مخابئ للأسلحة كانت مخزنة حول الهند، لتُسطر هذه القصة الوسيلة الأسرع للتجنيد فى تاريخ المنظمات الإرهابية، وهى مواقع التواصل الاجتماعى.
«الإرهاب اليوم يتحرك بسرعة مواقع التواصل الاجتماعى»، هكذا أطلق مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى كريستوفر راى، تحذيراته فى الذكرى الـ17 لأحداث 11 سبتمبر، لافتاً بقوله: «كلنا لدينا أطفال.. لدينا جميعاً ضحايا محتملون».
ومنذ أشهر كشفت تصريحات لمدير مكتب التحقيقات، بأنه «غير قادر على الوصول إلى محتوى 7757 جهازاً»، بسبب التشفير الأمنى لهم، بينما وصف خبير أمن المعلومات وكبير مسئولى التقنية بوكالة الاتحاد الأوروبى لأمن الشبكات بييرلويجى باجانينى، تأثير مواقع التواصل بأنها «تجلب الإرهاب إلى بيوتنا».
نشر «باجانينى» بحثاً خلال فبراير الماضى بمعهد «أنفوسى» للتدريب على أمن تكنولوجيا المعلومات، أوضح خلاله أن «الفضاء السيبرانى هو المكان المفضل للإرهابيين لإطلاق الهجمات ضد أعدائهم فى كل مكان حول العالم»، لأنه يسمح لهم بالاتصال من أجل بث الدعاية وتجنيد المتعاطفين الجدد.
{long_qoute_1}
ولفت «باجانينى» إلى أن الهجمات الإرهابية عادة ما تكون مصممة بعناية لجذب انتباه وسائل الإعلام والصحافة الدولية، وأصبح للعديد من الجماعات الإسلامية تواصل وحضور قوى على الإنترنت، أبرزها «حزب الله اللبنانى، والحركة الإسلامية فى أوزبكستان»، وأصبح بضغطة زر يمكن العثور على المواد التى تنشرها مجموعات الإرهابيين.
فى سبتمبر 2015، بلغ عدد المواقع التى تتضمن محتوى ومواد إرهابية 9 آلاف و800 موقع، حسب «باجانينى»، وذلك للاستفادة من ميزات الوجود على الشبكة العنكبوتية، وأبرزها «إخفاء الهوية للمستخدم، وهى ميزة كبيرة لمنظمة إرهابية تريد نشر رسالتها، كما أن الإنترنت من الوسائل الرخيصة، تمكن الإرهابيين من شن حملات دعائية فعّالة دون جهد اقتصادى، إلا أن الميزة الأهم هى «التفاعلية»، التى أتاحت للمرة الأولى فى التاريخ جماعات مثل «داعش» أن تتفاعل مع المتعاطفين معهم، وتبنى أهدافهم». ولفت خبير أمن المعلومات إلى أن المنظمات الإرهابية تستغل الإنترنت، والتكنولوجيا بشكل عام، لأغراض متعددة، أبرزها الدعاية النفسية وجمع التبرعات واستخراج وجمع المعلومات والاتصالات الآمنة وشراء وثائق مزيفة يستخدمها المسلحون للانتقال عبر أوروبا، وكذلك التدريب، وهو ما تتقنه تنظيمات مثل «داعش» بشكل كبير يظهر فى إعداد المقاطع المصورة.
وأوضح الخبير أن مواقع التواصل هى لغة الوصول الأبرز إلى عقول الشباب حالياً، باستخدام لغات متعددة، وليس فقط تجنيد العرب، وانتشارها بسهولة من خلال رسائل البريد الإلكترونى، وتطبيقات الهواتف المحمولة. ويتضمن المحتوى الدعائى للإرهابيين الموجه للمراهقين، حسب «باجانينى»، الرسوم الكاريكاتيرية والصور المتحركة عالية التأثير والألعاب الإلكترونية، وهى وسائل لها شعبية كبيرة بين هذه الفئة العمرية.
«10 آلاف دولار لكل هجوم إلكترونى ناجح».. هذه هى مكافأة «داعش»، كما ذكر «باجانينى»، مما يدفع الكثير من المخترقين الموهوبين لتقديم خدماتهم للتنظيم، خصوصاً فى بلد مثل الهند بمناطق الجنوب (كشمير، وماهاراشترا، وراجستان)، حيث يبدأ التعامل بالاتفاق على نشر محتوى محلى للتنظيم باللغات المحلية، مثل الهندية والجوجارتية والأوردو، وهو ما أظهرته أخبار نشرتها «ديلى ميل» منذ أشهر بإلقاء أجهزة الاستخبارات القبض على 12 مشتبهاً بهم فى الهند كانوا على اتصال بالإرهابيين فى سوريا، وكانوا يخططون لهجوم.