ملف| الإرهـــاب «يُجَنِّد» التكنولوجيا

07:40 م | الاثنين 08 أكتوبر 2018

«مع تطور التكنولوجيا يتطور الإرهاب».. هكذا كانت القاعدة على مدار ما يقرب من 3 عقود هى عمر الحرب التى شنها عدد من الدول على الجماعات الإرهابية فى محاولة لدحرها ووقف خطرها، إلا أن تطور الأساليب العلمية وتبنى أساليب مبتكرة لم يكن حكراً على المؤسسات الرسمية والمعترف بها دولياً، بل لجأت الجماعات الإرهابية أيضاً لاستخدام الإبداع لتنفيذ أجندتها، حتى تحول العلم والابتكار والتكنولوجيا إلى سلاح للتخريب، عكس ما يفترض به أن يكون.

هذه التأكيدات كانت محور دراسة أعدها باحث الدكتوراه بمعهد الدفاع والدراسات الاستراتيجية فى جامعة «نانيانج» التكنولوجية فى سنغافورة، آدم دولنيك، الذى أشار إلى أن الجماعات الإرهابية استخدمت الابتكارات التكنولوجية بشكل مكثف، حيث إن المنافسة بين التنظيمات المختلفة تعطى حافزاً للابتكار والانفتاح على الأفكار الجديدة، وهو ما حدث مثلاً فى استخدام الطائرات لتنفيذ هجمات إرهابية، أو اللجوء لاختراق الأنظمة الأمنية وتنفيذ هجمات إرهابية إلكترونية.

أما السلاح الأحدث والأرخص الذى تعتمد عليه الجماعات الإرهابية، وهو نتاج التطور التكنولوجى، فهو مواقع التواصل الاجتماعى التى تحولت إلى وسيلة أساسية فى عملية التجنيد وتداول الهويات المزيفة وإصدار التعليمات بتنفيذ العمليات الإرهابية عن بعد، دون الحاجة إلى التورط بشكل رسمى يفضى فى النهاية إلى ترك أدلة حقيقية تشير إلى هوية منفذ الهجوم فيما بعد أو الجماعة التى ينتمى إليها.

{long_qoute_1}

لم تتوقف «عقول الإرهاب» عند حد استهلاك هذه المواقع مثلما يفعل الملايين، بل لجأوا لابتكار وتطوير العديد منها، حتى بات يصعب على أجهزة الاستخبارات العالمية اختراقها، فى إبداع أسود جديد أصبحت «خفافيش» الإرهاب تمتلكه وتروجه من خلال وسائل إعلامها البديل، مثل المجلات التى تصدرها لتدريب وتسليح أعضائها بأحدث التقنيات لتخطى أعقد عمليات التنصت العالمية على اتصالاتها، ليصبح تسخير الابتكارات والتكنولوجيا، أو ما يسمى بـ«الإبداع الإرهابى» أخطر سباقات التسلح فى القرن الحالى.

أقرا إيضا

مواقع التواصل الاجتماعى آلية التجنيد الأسرع