أستاذ أدب شعبي: «غنا الغلابة» تاريخ «غير رسمي» لـ«أم الدنيا»

أستاذ أدب شعبي: «غنا الغلابة» تاريخ «غير رسمي» لـ«أم الدنيا»
قال الدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة، إن التاريخ الرسمي يهتم بالفرد الذي يقف على رأس المنظومة، وقلما ما يهتم بالعامة إنما الغناء الشعبي يؤرخ حياة الناس الفعلية صناع الحدث، فيكون مدخل لتفاصيل كثيرة، لم يذكرها التاريخ الرسمي، مشيرا إلى "العالم الألماني هردر يقول إن أصوات الشعوب في أغانيها"، فالأغنيات الشعبية تسمع آلام وآمال وتطلعاتهم وشكاويهم البسطاء تؤرخ طموحاتهم ومعاناتهم، تؤرخ مالا يؤرخه المؤرخ الرسمي.
ويضيف أستاذ الأدب الشعبي لـ"الوطن"، أن التاريخ الشعبي يسجل أمور الحياة للمواطن البسيط والتفاصيل التي لا يهتم بها المؤرخ الرسمي، مبينا أن الأغاني الشعبية ترصد أحلام الناس وتطلعاتهم ومواقفهم الحياتية والتاريخية، بل والواقع السياسي الوطني فلا يكون بمعزل عن الناس، ضاربا المثل بأغنيات البدو التي رصدت تفاصيل تاريخية كثيرة بعضها عاصرتها مصر كحادث "دنشواي" والتي تأخذ حيزا كبيرا من الغناء الشعبي البدوي، عكس التاريخ الرسمي أيضًا وكذلك الحروب التي خاضتها مصر.
ويوضح "أبو الليل" الفرق بين الأغنيات الشعبية والأغنيات الشائعة أو الجماهيرية أو المهرجانات، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي كثيرًا ما يحدث لبس وخلط بين النوعين، موضحا "معظم ما نسمعه هو غناء جماهيري شائع يشيع بين الناس لفترة ثم بعد ذلك تزول أسباب جماهيريته وتزول معه الأغنيات لتحل غيرها، وذلك يختلف عن الأغنيات الشعبية تماما فالأغنيات لا يطلق عليها لفظة (شعبية) إلا إذا كانت موجودة منذ فترة زمنية ولا تزال موجودة إلى الآن وتتوارثها الأجيال فهي تلبي احتياجات ومطالب الشعب والمثال على ذلك أغاني الأفراح وأغاني الحج والمواويل الشعبية.
ويتابع أن جوابات حراجي القط –على سبيل المثال - رغم أنها ليست تجميع لأغاني شعبية وهي من تأليف "الخال" لكن ذاع صيتها بين الناس لأنها قريبه منهم وتحكي معاناتهم، نظرًا لأنه اعتمد في تأليفها على الحس الشعبي متأثرًا بنشأته الريفية، فذاع صيتها لقربها للناس في لغتها وفي قضيتها "كأنه يحكي عنا وعن معاناة الغربة ومعاناة هذه الفترة؛ فأصبحت رصدًا لواقع حياتي ما أكسبها قدرًا كبيرًا من الشعبية".