بنات الخال: صعيدى ثائر على التقاليد.. سائر فى الاتجاه المعاكس

بنات الخال: صعيدى ثائر على التقاليد.. سائر فى الاتجاه المعاكس
- الأبنودي
- ذكرى ميلاد الأبنودي
- ذكرى ميلاد الخال
- نهال كمال
- عبدالرحمن الأبنودي
- الأبنودي
- ذكرى ميلاد الأبنودي
- ذكرى ميلاد الخال
- نهال كمال
- عبدالرحمن الأبنودي
«لما قالوا لى بنية الحيطان مالت عليا، وكّلونى البيض بقشره، وبدال السمنة مية».. واحدة من الأغنيات الشعبية التى تنشدها النساء فى الصعيد، وبالأخص فى مدينة أبنود، جمعها «الخال»، وغيرها من الأغنيات، ضمن «غُنا الغلابة»، المعبر عن ثقافة رفض المرأة منذ طفولتها، وعلى العكس تماماً، فالرجل الذى احتفظ بكل عادات وتقاليد الصعيد، لم يكن رافضاً لـ«خلفة البنات».
«الأبنودى كان مثالاً للصعيدى الحقيقى، يقدس البيت والمرأة ودور الأم والزوجة، ومحسيناش أبداً إنه كان عايز يخلف ولاد، بالعكس كان بيعتمد علينا، وخلق جوانا الإحساس بالمسئولية»، تقول ابنته آية الأبنودى، مشيرة إلى أن والدها كان يقدس دور المرأة، كما أنه نسب ما وصل إليه من نجومية وشهرة إلى صاحبة الفضل (والدته).
تضيف «آية»، فى حديثها لـ«الوطن»: «الأبنودى مثال حى للأب الذى يحب أبناءه ويخاف عليهم دون تقييد حريتهم، وقد ربانا على الأسس والمبادئ الصعيدية، فحملنا جذورها وسط القاهرة، وتعاملنا بقوانين الصعيد وسط الجامعة الأمريكية فى القاهرة».
"آية": كان يقول "البنت لو اتربت على تحمل المسئولية تقدر تشيل أهلها أحسن من 100 واد"
على عكس ما نقله عن البيئة الصعيدية، تقول ابنته: «كان بيقول إن خلفة الولاد أصعب من البنات من ناحية التربية، لكنه كان يؤمن بأن الشخصية تؤسس بالتربية، وأن زرع الجذور هو ما يخلق إنساناً سوياً ناجحاً ومتحملاً للمسئولية، حتى فى فترة مرضه التى استمرت 16 سنة، كانت والدتى وشقيقتى نور وأنا، السند الذى يتكئ عليه».
«ماعرفتش تجيب لك حتة واد؟.. ولا أقول لك: يعنى اللى جبناهم.. نفعونا فى الدنيا بإيه؟»، بيت من القصيدة التى قالها الأبنودى على لسان عمته «يامنة»، ليست فقط وجهة نظره وإنما حياته التى عاشها، تستطرد ابنته: «عمرى ما حسيت إنه عايز يخلف ولد، كان شايف إن البنت لو اتربت على تحمل المسئولية تقدر تشيل أهلها أحسن من 100 ولد، كما رأى أن نجاح البيت هو من نجاح المرأة، وهذا ظهر من خلال تقديس دور والدته وزوجته».
تلفت «آية» إلى أن والدها كان دائم الحنين إلى بلدته أبنود، ويرغب فى العودة إلى هناك، والإقامة فيها، وتُكمل: «كان بياخذنا للصعيد لجدتنا، والقرية كلها بتحتفل بينا، والسيدات تخرج وكأنه يوم عيد، وتكثر العزائم ومظاهر الاحتفاء بنا، خاصة إنهم كانوا بيشوفوا والدى هو صوتهم المُعبر عنهم». وتتابع: «تصرفاته التلقائية كانت بتتزرع جوه شخصيتنا من غير ما نشعر، وطول فترة مرضه كان طول الوقت متفائل ومطمئن، حتى الموت كان واخده ببساطة، فعلمنا القوة، لغاية ما بقينا نواجه الأزمات بجرأة، ونتفاءل حتى فى أقسى الظروف».
«الصدق، الاعتداد بالنفس، التواضع».. 3 أسس تربينا عليها، تقول آية الأبنودى: «هو من علمنا نقدّر ما نصنع بلا غرور، ونحافظ على تواضعنا مهما تفوقنا، مع التمسك بالجذور والعودة إليها، فالإنسان دون جذور يتطاير فى الهواء، والاحتفاظ بالجذور يرسخ الإنسان مهما كانت البيئة المحيطة به مختلفة أو مخالفة لما تربى عليه».