مراجيح «عم عبده» على عربة «كارو»: بافرّح العيال.. ونفسى أفرح

كتب: محمد غالب

مراجيح «عم عبده» على عربة «كارو»: بافرّح العيال.. ونفسى أفرح

مراجيح «عم عبده» على عربة «كارو»: بافرّح العيال.. ونفسى أفرح

بعد رحلة طويلة من السير على قدميه فى شوارع مدينة المحلة الكبرى، قرر أن يرتاح قليلاً ويلتقط الأنفاس، ويمنح حماره أيضاً هدنة من الرحلة اليومية الشاقة، بالعربة الـ«كارو»، التى تستقر أعلاها مراجيح بدائية يمرح بها الأطفال ويتكسّب منها جنيهات قليلة.

عبدالمطلب على سالم، 66 عاماً، مهنته أوشكت على الانقراض، فقليلاً ما نشاهدها فى الشوارع، بدأها منذ 25 عاماً، وكان يجد إقبالاً عليها من الأطفال شجّعه على التمسك بها، على عكس حاله الآن: «الخير كله كان زمان، أما اليومين دول مفيش، إلا فى الأعياد وأنا ونصيبى»، مما يوقعه فى حيرة يومياً، ويفكر ملياً هل يكمل جولته رغم عدم الإقبال، أم يعود إلى بيته بلا مكسب، وغالباً ما يكون قراره استكمال السير مرة أخرى على أمل أن يرزقه الله بزبون، لحاجته إلى أى دخل.

مراجيح الرجل الستينى، الذى يناديه الناس بـ«عم عبده»، عبارة عن 4 صناديق، يجلس على كل منها طفل، مثبتة على 4 عجلات متّصلة بقطعة حديدية مربوطة بالحمار: «العيل بيركب فوق الصندوق أو العلبة وبيفرح. بس للأسف من الساعة 2 لحد المغرب مفيش شغل خالص».

جنيه يتقاضاه «عم عبده» من كل طفل يصعد إلى المرجيحة، ورغم كبر سنه يظل يلف المرجيحة بيديه حتى يتعب، راضياً بالمكسب القليل: «هاعمل إيه، لو أكتر من جنيه محدش هيركب خالص، ده أنا لفيت المحلة كلها ومفيش واحد ركب معايا».

يتغاضى عن تآكل «الشبشب» واتساخ ملابسه من كثرة السير، ولا يفكر سوى فى مصاريفه هو وأسرته: «عندى 3 أولاد وبنت باجهزها، نفسى أفرح بيهم، ده غير إيجار شقة 500 جنيه، والدنيا صعبة، مش قدامى إلا اللف فى الشوارع!».

 


مواضيع متعلقة