على بلاطة.. عزيزى رئيس مراجيح مولد النبى

عزيزي رئيس مراجيح مولد النبى

تحية طيبة وبعد:

استنى هنا، إنت رايح فين، هى "زريبة" داخل كده من غير لا إحم ولا دستور، إنت مش عارف قوانينى ولا إيه؟ قوانين.. قوانين إيه!

معاك "تايتل"؟ معايا إيه يا بيه ولامؤاخذة، إنت كمان مش فاهم، يعنى مهندس، دكتور مشهور، صاحب شركة بتطلع فى التليفزيون، ماسك منصب، صاحب مال، آااااه فهمت هو ده الـ"تايتل" اللى سيادتك بتقصده، طيب ولامؤاخذة كده هو إنت هتعمل إيه بالـ"تايتل" بتاعى وأنا كل اللى طلبته منك تقرأ لي اسم الدواء وتقولى بيتاخد ازاى، علشان مبعرفش أقرأ، تقوم تدخلنى فى متاهة وتقول لى "تايتل" ومشهور ومعرفش إيه، يا عم إحنا على باب الله وبعدين لو معنديش "تايتل" مش هتتكلم معايا يعنى! طبعا هو أى حد كده يتكلم معايا بالساهل، برضه ماقولتليش "تايتلك إيه" بتشتغل إيه يعنى؟ "رئيس مراجيح مولد النبى"، إيه اللى بتقوله ده؟ إيوة رئيس المراجيح كلها أهو ده الـ"تايتل" بتاعى ولامؤاخذة، إقرأ لى اسم الدواء بقى الله لا يسيئك خلينى أمشى، وأقول لك على حاجة حلوة، تعالى مرجح العيال عندى ببلاش، أهو تبقى استفدت من الـ"تايتل" بتاعى برضه.

عم سيد البواب طَلبت معاه "يقلش" على الأستاذ أشرف اللى بيشتغل مذيع مش معروف فى إحدى القنوات اللى محدش يعرف عنها حاجة، عم سيد كان هيجيله جلطة من أستاذ أشرف اللى كان "نافش ريشه" عليه ومدخله فى متاهات وبيسأله عن الـ"تايتل" بتاعه لمجرد إن الراجل طلب منه يقرأ له اسم الدواء لما لقاه واقف مستنى ابنه "لؤى" قدام العمارة، هو طبعا عارف إن عم سيد بواب العمارة، بس إزاى "البواب" ده يجرؤ إنه يتكلم معاه كده ويتعامل معاه راس براس، ما هو عم سيد راجل عادى مش من الناس اللى المفروض يكونوا معارف سى أشرف.

عم سيد ندم ندم عمره وبقى واقف قدام أستاذ أشرف مش عارف يعمل إيه، يضحك على طريقته ولا يتخانق معاه ولا يعمل إيه بالظبط، وبيلعن الحظ اللى خلى معاد الدواء يجى فى الوقت اللى ابنه الدكتور أحمد مش موجود فيه، الخلاصة إنه اتعامل معاه على إنه مجنون وسابه ومشى.

فجأة الأستاذ أشرف نده على عم سيد وقال له "اسمع يا راجل إنت، خلى ابنك المجنون ده، ما يجيش يسلم عليا فى الطالعة والنازلة، هو هايصاحبنى ولا إيه؟ وفيها إيه يا بيه لما يسلم عليك أو يصاحبك، ابنى فى كلية الطب يعنى هيبقى دكتور قد الدنيا وهايبقى عنده الـ"تايتل" اللى بتقول عليه ده.

الأستاذ أشرف مرمط بكرامة "عم سيد" الأرض، وفَرج عليه العمارة كلها لما قال له الكلمتين دول.. ابنك مين ده اللى يصاحبنى يا راجل يا مجنون إنتم مين أصلا علشان اتكلم معاكم ولا تجمعنى بيكم صداقة أو صحوبية، مش شايف نفسك لابس إيه وبتشتغل إيه وساكن فين؟ امشى غور من قدامى بدل ما أخلى صاحب العمارة يرميك فى الشارع إنت وعيلتك.

طيب قبل ما أغور يا بيه.. إنت بقى بتشتغل إيه وفين؟ يا للى محدش مالى عينك إنت، الدكتور أحمد ابنى قال لى قبل كده إنك بتشتغل فى التليفزيون، بس فى أى قناة يا ترى، والنبى ما أعرفك ولا عمرى شفتك مع إنى فاتح التليفزيون ليل ونهار، وسألت عليك العمارة كلها ولا حد شافك فى أى حتة قبل كده حتى فى قنوات الكارتون، وبعدين أحمد ابنى اللى مش عاجبك، بكرة يبقى دكتور قد الدنيا ويبقى "تايتله" أكبر منك إن شاء الله.. بس "هيفضل ابن البواب".. ودى كانت آخر جملة قالها أشرف لعم سيد البواب اللى جاتله صدمة من الكلام، "ومن ساعتها يا حبة عينى وهو نفسه مكسورة واللى طالع عليه طول اليوم "كان يتقطع لسانى" قبل ما أطلب منه يقرأ لى اسم الدواء، أهو ما نابنيش غير الإهانة وكسرة النفس أنا وابنى من واحد قد ولادى، وكل ده علشان ما عنديش الـ"تايتل" اللى بيقول عليه ده.

إخص عليك يا أستاذ أشرف، بقى ده كلام تقوله للراجل؟ "تايتل" إيه يا أبو "تايتل"، وإنت مين يعرفك ؟! حتة مذيع نص كم فى قناة نص كم زيك، بتتنطط على الراجل وابنه ليه، على الأقل الراجل عرف يربى ابنه الوحيد تربية زى الفل مش زيك ما لقتش حد يعلمك الأصول.

"تايتل" إيه ولا مؤاخذة اللى بتسأل الناس عنه! هو إنت بتتعامل مع البنى آدم دلوقتى على إنه شغلانة ومنصب ووظيفة، الله يرحم لما كنت بتلف على اللى يسوى واللى ما يسواش علشان تشتغل، دلوقتى بقيت صاحب تايتل وبتحدد كمان نوعية الناس اللى عاوزها فى حياتك؟

اللى إنت ما تعرفوش يا عم سيد إن الأستاذ أشرف طفح الدم لغاية ما لقى حد يشغله، وخلال الفترة دى شاف الذل، فمن وقتها قرر أنه يقرب بس من الناس "عالية المقام" وما يقربش أبدا من حد معندوش تايتل أو منصب، عاوز بس الناس اللى تشرف، أصل الشرف بقى يتقاس اليومين دول بالمنصب والفلوس والشكل، إنما المبادىء والأخلاق والإنسانية والكلام اللى ما بيأكلش عيش ده بقى "فنكوش".

فُقدت صفة الإنسانية فى هذا الزمن وأصبحنا نتعامل بـالـ"تايتل" والوظيفة والمنصب"، الإنسان أصبح كائن فارغ تماماً من الإنسانية يبحث فقط عن الشخص اللى هايضيف له وجاهة اجتماعية، صفة الإنسانية ملغية تماما فى عالم الـ"تايتل".

الـ"تايتل" بقى هو سعر البنى آدم وأى حاجة تانية ملهاش سعر، أشرف عمل كده لأنه عارف إن الدنيا دلوقتى من غير الناس اللى ليها "تايتل" ملهاش لزوم، حتى لو مش هيفيده حتى لو هايعرفه من بعيد، أهى وجاهة وخلاص والناس هتحترمه لما تلاقيه يعرف فلان أو متصور مع علان المشهور.

الأخلاق والنُبل والطيبة والإنسانية مبقاش ليهم لزوم فى الزمن اللى إحنا عايشين فيه، من الآخر كدا معاك إيه هتفيدنى بيه.

لو جربت تجبر بخاطر "عم سيد" وابنه يا سى أشرف كانوا هايفيدوك جدا والله أقل حاجة هايدعوا لك إن "ربنا يعلى مراتبك" يمكن حد يعرفك بدل ما إنت مغمور ، أو أقول لك على حاجة أحلى، كنت هتكسب حبهم وخوفهم عليك وعلى اللى يخصك من غير "تايتل" ولا غيره، كانوا هيتعاملوا بس مع إنسانيك اللى مش موجودة.

وتمر الأيام وأول شخص لحق الأستاذ أشرف لما تعب كان عم سيد وابنه الدكتور أحمد، بعد ما مراته كلمت كل معارفه اللى عندهم تايتل وكلهم اعتذروا لأسباب خاصة بالـ "تايتل"، الدكتور أحمد ابن عم سيد البواب لحقك من غير ما يسألك عن الـ"تايتل" لإنه بنى آدم لسه جواه خير، مع إنه لو اتعامل معاك بنفس أسلوبك كان سابك تموت، فاكر لما ما وافقتش تقرأ لأبوه الدواء علشان "بواب" ومعندوش تايتل ولا منصب يشرف من وجهة نظرك المريضة؟ وكان ممكن حالته تتأخر لو ما أخدش الدواء فى ميعاده؟

رفقا بأنفسنا وبمن حولنا، الـ"تايتل" بيروح وما بيفضلش غير الإنسان ،جمع حواليك ناس طيبة بسيطة نقية عندها أصل تحبك لشخصك علشان يوم ما الدنيا تيجى عليك والمنصب يسيبك ويروح لغيرك تلاقى حد يحبك لشخصك.

بطلوا تجروا ورا الأوهام واستمتعوا بمعرفة الإنسان.

حتى لما تبقى صاحب تايتل ومكانة، لازم يبقالك حياة فيها جزء كبير من الناس الطيبين، متنساش إن هم أول الناس اللى بيدعموك وصدقنى هم اللى دايما هايسندوك.

كفاية تدمير لكل الحاجات الحلوة اللى بتخلص من حوالينا وإحنا مش حاسين "يازمن الـ"تايتل" والمشهورين".

إمضاء/

عم سيد اللى مش فاهم لحد دلوقتى يعنى إيه "تايتل".