اقتصاد تركيا تحت ضغط الانتخابات البلدية.. "أزمة قد تتجاوز الحدود"

اقتصاد تركيا تحت ضغط الانتخابات البلدية.. "أزمة قد تتجاوز الحدود"
- الانتخابات البلدية التركية
- أردوغان
- تركيا
- الاقتصاد التركي
- الانتخابات البلدية التركية
- أردوغان
- تركيا
- الاقتصاد التركي
قبل يومين من الانتخابات البلدية التركية، أكدت المؤشرات أن البلاد تحت قيادة رجب طيب أردوغان تتجه إلى أزمة اقتصادية كبيرة مرتبطة بحالة ركود كبيرة، لن تكون تداعياته قاصرة على الداخل التركي فقط، بل ربما تمثل شرارة لأزمة مالية عالمية.
- تركيا بين أزمتين اقتصاديتين: غاب البديل السياسي
وقالت صحيفة "أحوال" التركية، في تقرير نشرته، إن الرئيس رجب طيب أردوغان يجري جولة مكوكية في المدن التركية للقيام بحملة انتخابية من أجل حزب العدالة والتنمية، الذي يكافح الآن لاحتواء تداعيات الركود الاقتصادي المؤلم الذي يوجه ضربة لدعمه الشعبي، لكن في الوقت الذي قد يتراجع فيه "أردوغان" عن احتمال فقدان السيطرة على المدن الكبرى مثل "أنقرة أو أنطاليا أو حتى إسطنبول"، فمن غير المرجح أن تبشر انتخابات هذا العام، على عكس الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو 2018، بتغيير في الحرس السياسي.
تابعت: "هنا تكمن المشكلة، حيث أدت الأزمات الاقتصادية الماضية في تركيا، التي ضربت البلاد في تسعينيات القرن الماضي، مثالا صارخا إلى تغييرات في الحكومة، أتاحت الانتخابات المبكرة الفرصة للأتراك للتصويت على سياسيين جدد كانوا يأملون في أن يصلحوا الأضرار المالية ويبشروا بعصر أفضل وأكثر ازدهارا، لكن ليس هذا هو الحال في تركيا اليوم".
وتعود الصحيفة مرة أخرى فتقول: "لقد انخفضت الليرة التركية بأكثر من 4% مقابل الدولار يوم الجمعة في ترديد لأصداء أزمة العملة في العام الماضي التي دمرت مستويات المعيشة وفرص العمل، وتقلص الاقتصاد على أساس ربع سنوي خلال الربعين الماضيين، ما يعني أن الركود الاقتصادي بات رسميا.. ولا تزال ثقة المستهلك بالقرب من أدنى المستويات منذ الأزمة المالية لعام 2009".
وأضافت الصحيفة: "يدرك الأتراك تمام الإدراك أن انتخابات هذا الأسبوع لن تحقق أي تغيير في التسلسل الهرمي السياسي للبلاد بعد أن عزز أردوغان سلطاته في يونيو الماضي، ما يجعل البرلمان بلا سلطة تقريبا ويهمش المعارضة الضعيفة بالفعل. المعارض السياسي الأكثر فعالية لأردوغان، هو صلاح الدين دميرطاش المؤيد للأكراد وهو يقبع في السجن بتهم تتعلق بالإرهاب".
ولفتت الصحيفة إلى زيادة في ودائع العملات الأجنبية إذ تشير أرقام البنك المركزي إلى أن مدخرات الأفراد من العملات الأجنبية زادت بمقدار 1.64 مليار دولار إلى مستوى قياسي بلغ 105.7 مليار دولار في 15 مارس وذلك للأسبوع الثالث والعشرين على التوالي مما يمثل ربما المثال الأكثر وضوحاً على التشاؤم المتزايد وربما حالة الذعر في صفوف الناخبين بشأن قدرة الحكومة على إدارة عجلة الاقتصاد.
- مخاوف من تسبب تركيا في أزمة اقتصادية عالمية
انهيار أسهم البورصة التركية، وتراجع قيمة الليرة مع الذهاب إلى الانتخابات البلدية كان مسيطرا على كثير من التقارير الأجنبية، حيث حذر خبراء اقتصاديون من خطورة أن يكون الوضع الاقتصادي المتداعي في تركيا شرارة لأزمة اقتصادية ومالية تضرب العديد من الأسواق الناشئة.
وتحدثت العديد من التقارير للصحف والوكالات الاقتصادية العالمية عن فشل اقتصادي وانهيار مالي في تركيا بسبب الاجراءات التي تتبعها السلطات لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار خشية التأثير على أصوات الناخبين ضد نظام حزب العدالة والتنمية، وفق ما نقلت وكالة أنباء "إيه إن إف".
وأظهرت بيانات وكالة "بلومبيرج"، أمس، انخفاضا حادا في الأسهم التركية بفعل موجة بيع أجنبية بنسبة وصلت إلى 5%، بالتزامن مع تراجع حاد يشهده سعر صرف الليرة التركية منذ أيام قليلة، وقالت الوكالة الأمريكية إن تركيا منعت المستثمرين الأجانب بيع الليرة، لتتجنب بذلك حدوث انخفاض في العملة المحلية، وذلك قبل أيام من الانتخابات المحلية المقررة الأحد المقبل.
وقالت الوكالة إنه "قبل أيام من الانتخابات المحلية التي ستحدد من يحكم مدن تركيا، العديد من صناديق التحوط الأجنبية محاصرة بالليرة التي تريد الخروج منها لأن البنوك التركية تتعرض لضغوط لعدم توفير السيولة"، ووصفت الوكالة الليرة التركية، بأنها ثاني أسوأ العملات الرئيسية أداء في عام 2019، بفعل الهبوط المتكرر كما حدث الصيف الماضي وقتما جرى إعادة انتخاب الرئيس التركي بصلاحيات معززة.
وقال تقرير لقناة "سكاي نيوز"، إن تركيا تبذل المزيد من الجهد لمنع المستثمرين الأجانب من بيع مدخراتهم بالليرة، تجنبا لحدوث أي انخفاض في العملة قد يكون بمثابة ضربة موجعة للرئيس رجب طيب أردوغان قبيل الانتخابات المحلية المرتقبة، الأحد المقبل.
وذكر تقرير آخر أن تركيا فرضت قيوداً تجعل من المستحيل تقريباً بالنسبة للأجانب أن يبيعوا عملة الليرة، مع ترقب انعقاد الانتخابات المحلية في البلاد.
صحيفة "جارديان" البريطانية قالت في تقرير، أمس، إن الرئيس التركي عازم على مواصلة خطواته بشأن الاقتصاد وسياساته التدخلية وقد ينجح في هذا، لكن السؤال بالنسبة للصحيفة حول انتقال تأثير الأوضاع في تركيا إلى أماكن أخرى، خاصة في الأسواق أو الاقتصادات الناشئة.
وأكدت أن المستثمرين الأجانب في تركيا لديهم قناعة بأن الرئيس التركي على أعتاب أزمة جديدة مع الولايات المتحدة في ظل الانتخابات البلدية الحالية حيث هاجم واشنطن بشأن قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة.