الانتخابات البلدية التركية: 50 مليون مواطن فى استفتاء على شرعية «أردوغان»

الانتخابات البلدية التركية: 50 مليون مواطن فى استفتاء على شرعية «أردوغان»
لقى ثمانية أتراك مصرعهم فى اشتباكات بين أنصار المرشحين للانتخابات البلدية أمس والتى تحولت وفقاً للمراقبين إلى استفتاء على شرعية حكومة رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أردوغان»، فى ظل أزمات سياسية عدة واتهامات بالفساد تحاصره، وسط توقعات بعزوف الشباب، وأعمال عنف محتملة.
وتبلغ القاعدة الانتخابية أكثر من 50 مليون مواطن لهم حق التصويت، وفق ما ذكرته صحيفة «حرييت» التركية أمس، فيما تنقل قرابة ثلاثة ملايين ونصف بين الولايات للإدلاء بأصواتهم، فى انتخابات يتنافس فيها 26 حزباً سياسياً، كان حزب «العدالة والتنمية الحاكم» يحسمها بنسب مريحة، لكن صراعه هذه المرة مع حليف الأمس الداعية الإسلامى «فتح الله جولن» زعيم حركة «الخدمة» قد يغير الموازين. وقالت الصحيفة إن «الساعات الأولى لم تشهد إقبالاً ملحوظاً، خاصة فى المناطق الحضرية، فيما شددت قوات الأمن إجراءاتها لمواجهة أى أحداث عنف محتملة». وتلقت قوات الأمن فى مدينة أزمير، معقل حزب الشعب الجمهورى المعارض، بلاغات عن طبع بطاقات انتخابية مزورة، وعلى ضوئها شنت عملية اقتحام وضبطت الآلاف من البطاقات الانتخابية المزورة، كان من المخطط استخدامها، أمس، فى عملية التصويت، حيث حطمت مجموعة من الملثمين مجهولى الهوية يتراوح عددها بين 20 و25 فرداً، 52 سيارة متوقفة على جوانب الطرق فى حى «بى أوغلو» وسط مدينة إسطنبول، التى تشتد فيها المعركة الانتخابية باعتبارها عقر دار رئيس الوزراء. وفى اتصاله مع «الوطن»، قال محمد عبدالقادر خليل، الخبير فى الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن «أردوغان قد يفوز فى الانتخابات، ولكن السؤال المحورى سيتعلق بما إن كان سيخرج من هذه الانتخابات ضعيفاً أم قوياً، وهذا سيحدد مستقبله السياسى، بل وتماسك حزبه». وتابع: «لذلك فإن المهم النسبة التى قد يفوز بها، فإن كانت أقل من 38.8%، وهى النسبة التى وصل إليها فى الانتخابات البلدية الماضية، فهذا يعنى أن قوته تتراجع بما سيشجع خصومه وسيعنى أن حركة جولن استطاعت أن تضعف الرجل، وأن ضرباتها القاصمة قد تنال من الرجل فى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة». وقال «خليل» إن «نتيجة الانتخابات البلدية ستنعكس كذلك على الانتخابات الرئاسية، فقد تدفع بظهور أكثر من مرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وعلى رأسهم «أيلكر باشبوغ» رئيس هيئة أركان الجيش التركى السابق». وأوضح الباحث السياسى أن أردوغان قد لا يستطيع الترشح للانتخابات الرئاسية، وفى هذه الحالة قد تُرفع ضده دعاوى قضائية عديدة بالفساد مما سيضعفه قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقد يضطر للدعوة لانتخابات مبكرة، وفى كل الأحوال كل هذه الأمور لن تكون مفيدة لأردوغان لأنها ستأتى تحت ضربات المعارضة وجماعة جولن، التى ستنتظر اللحظة المناسبة لدعم ظهور حزب سياسى جديد أقرب إلى يمين الوسط.