مع اقترابها.. مراقبون: أجواء الانتخابات البلدية التركية تفتقد النزاهة

كتب: محمد حسن عامر

مع اقترابها.. مراقبون: أجواء الانتخابات البلدية التركية تفتقد النزاهة

مع اقترابها.. مراقبون: أجواء الانتخابات البلدية التركية تفتقد النزاهة

تستعد تركيا في 31 مارس المقبل لإجراء انتخابات بلدية، تأتي في وقت يعاني حزب العدالة الوالتنمية الحاكم من تراجع في شعبيته، حسب آخر استطلاعات الرأي لا تتجاوز 32% وسط قاعدة الناخبين.

وتمثل الانتخابات البلدية أهمية كبرى لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي راهن على الصناديق دوما للحصول على مزيد من الدعم السياسي لكثير من القرارات المثيرة التي دأب على اتخاذها خلال الفترة الماضية.

وانتقدت كثير من المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية الأجواء التي تسبق الانتخابات مثل مثل الاقتراعات السابقة من حملة القمع التي لا تزال تواصلها السلطات التركية بحق المعارضين على مختلف الأصعدة.

"أردوغان أفسح المجال لنفسه فقط"، هكذا علق المحلل السياسي التركي محمد عبيدالله، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، على سياسات الرئيس التركي خلال الفترة الماضية واستعدادات الحزب الحاكم للانتخابات، موضحًا أن الإفساح جاء من خلال حملات الاعتقالات والتضييق على وسائل الإعلام التركية والمؤسسات الصحفية، والتضييق على الأحزاب.

وقال "عبيدالله": "السجون التركية مليئة الآن بعشرات آلاف المعارضين، بعد ما نسج أردوغان وحزبه مسرحية وجود انقلاب عسكري في منتصف يوليو من عام 2016، ليشن بعدها حملة مسعورة لقمع كل المعارضين له، أو من قد يهددونه".

وأضاف المحلل السياسي التركي: "بالوضع الحالي في تركيا، لا يمكن أن نتحدث عن أي قدر من النزاهة في الانتخابات، كيف ستكون هناك نزاهة وهناك تضييق على الإعلام وتضييق على الحريات وضرب الأحزاب؟، هذه هي أجواء الانتخابات البلدية، أجواء صعبة تفتقد لمعايير النزاهة والمنافسة الشريفة".

وبحسب "عبيدالله" فإنه ينبغي الالتفاف إلى السوريين الذين تم تجنيسهم وعددهم بلغ نحو 30 ألفا حسب الإعلانات الرسمية، وهو رقم في أي انتخابات قادر على تغيير التوازنات.

وتابع: "بل وعلينا أن نضع في اعتبارنا كذلك أن هناك عمليات تزوير كبيرة تجرى يتم استخدام اللاجئين السوريين فيها للتصويت لمصلحة حزب العدالة والتنمية".

من جهته، رأى المحلل السياسي التركي تورجوت محمد أوغلو، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن الرئيس التركي جرف الحياة السياسية بالكامل في البلاد".

وأضاف "تورجوت أوغلو": "لا يمكن الحديث عن حزب قوي يستطيع منافسة أردوغان في ظل الحرب الشرسة اليت شنها على المعارضة، من قضايا إلى سجن إلى إفقار، أردوغان لا يهمه إلا البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة".

وقال المحلل السياسي التركي: "الرهان بطبيعة الحال يبقى دومًا على الشعب، لكن أردوغان خلال السنوات الماضية لا يملك إلا الترهيب والتخويف من أي بديل آخر، وكأن بدونه ستنهار الدولة التركية، فضلا عن استغلال الدين ويشبه نفسه بأنه أمير المؤمنين حامي الإسلام وبدونه يسقط الإسلام".

وتابع: "للأسف أردوغان بهذه الأساليب استطاع السيطرة على عقول العامة، ولكن يبقى الشعب دوما له الكلمة".


مواضيع متعلقة