"الإسكندرانى مولود بسنارته".. سر هواية الأطفال للصيد فى "عروس المتوسط"

كتب: كيرلس مجدى

"الإسكندرانى مولود بسنارته".. سر هواية الأطفال للصيد فى "عروس المتوسط"

"الإسكندرانى مولود بسنارته".. سر هواية الأطفال للصيد فى "عروس المتوسط"

مع دقات الساعات الأولى من الصباح، يهرول معظم الأطفال إلى مدارسهم حاملين حقائبهم خلف ظهورهم، بينما يتجه آخرون إلى منطقتى "المنشية" و"بحرى"، يحملون بين أياديهم الصغيرة سنارة وحقيبة أدوات صيد، ليمارسوا هوايتهم المفضلة، متخذين من الصخور المنتشرة على طول الكورنيش مقاعد لهم، مشاهد تتكرر يومياً لتشكل ملامح "الصيادين الأشبال" خلال فصل الشتاء.

على إحدى الصخور بمنطقة "المنشية"، يجلس "عبدالله السيد موسى"، الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره، تداعبه الأمواج والرياح، حين يقف أعلى صخرة تمتد إلى عمق البحر، فتتجلى الفرحة والسعادة على وجهه، يشعر وكأن البحر بأكمله ملكاً له، خاصةً وأن هذا الصبى الصغير استهل طريقه تجاه ممارسة الصيد وهو فى الثامنة من عمره، حيث يعمل والده صياداً وبائع أسماك بسوق المنشية، واعتاد اصطحاب ابنه معه إلى الشاطئ، ليعلمه كيف يصبح صياداً ماهراً، لدرجة أن "عبدالله" أصبح يحلم بأن يكون صياداً مثل والده، وينتقل من مرحلة هواية الصيد من خارج البحر وعلى حافة الشاطئ، إلى مرحلة احتراف الصيد، والدخول إلى أعماق البحار، حتى يمكنه اصطياد أسماك كبيرة، قد تفوق وزن وحجم جسمه الصغير.

{long_qoute_1}

وفى منطقة "بحرى"، كان "مودى إسماعيل"، 9 سنوات، يجرى يميناً ويساراً بجوار عدد من الصيادين، يطلب منهم سنارة يصطاد بها لبعض الوقت، حيث أنه يحب الصيد، ولكنه لا يملك السنارة، وتحدث لـ"الوطن" قائلاً: "من كتر حبى للصيد، بقيت أزوغ من المدرسة وأجى هنا علشان أصطاد، لأنى حاسس إن الصيد هيفيدنى فى حياتى لو مبقاش معانا فلوس، لكن الدراسة مش حلوة، ومش بحبها، وبأسمع أنها منفعتش حد"، وتابع قائلاً: "أنا كل ما أجمع فلوس، بأشيلها علشان اشترى سنارة، حلمى إنى يكون عندى سنارة وأصطاد زى بقية الصيادين"، وعلى الرغم من نصح الصيادين له بالعودة إلى مدرسته وعدم "التزويغ" منها، إلا أنه يصمم على الاستمرار فى ممارسة هواية الصيد، البعض يرفض إعطاءه السنارة، حتى لا يشجعونه على "التزويغ" من المدرسة، بينما يساعده آخرون ويتعللون بقولهم: "صعبان علينا، هنساعده المرة دى وبس".

                                    مودى إسماعيل

"على عبدالمنعم"، 35 سنة، أحد هواة الصيد على كورنيش الإسكندرية، أعرب عن شعوره بالسعادة عند رؤيته للأطفال وهم يقومون بممارسة الصيد، قائلاً إنهم يذكرونه بحاله حين تعلم الصيد وهو فى الثالثة من عمره، ومع مرور الأيام، ساعدته الهواية وأصبحت تتيح له قوت يومه، وتابع مازحاً: "لما بيكون الرزق زيادة بأسيب سمكتين لجارى، وباخد قصادهم طماطم وخيار، وأبقى ضمنت السلطة مع السمك".

 

                                  على عبد المنعم


مواضيع متعلقة