بعد انتهاء "النوات".. الصياد فى "الهم" يبات

بعد انتهاء "النوات".. الصياد فى "الهم" يبات
"أنا البحر فى أحشائه الدر كامنُ"، مقطع من أحد أبيات الشعر أورده الشاعر الكبير حافظ إبراهيم، ليبرز قيمة البحر وكنوزه التى يحملها فى باطنه، ولا يعرف قيمتها سوى من عشق البحر وغاص فى أعماقه، وعلى رأسهم الصيادون، الذين يواجهون الصعاب، ويركبون الأمواج والعواصف، بحثاً عن مصدر رزق لهم ولأبنائهم مما يذخر به البحر من ثروات.
{long_qoute_1}
ورغم أن كثيراً من الصيادين كانوا يتغنون بفصل الشتاء، حيث يكون الرزق وفيراً، إلا أن الحال تبدل هذا الموسم، حيث جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، فما إن لبث الطقس تتغير أحواله، ويحل الشتاء ببرده القارس، فقد اشتدت "النوات" برياحها العاصفة، وارتفاع أمواج البحر، ليجعل من خروج الصيادين للسعى وراء رزقهم مهمة محفوفة بالمخاطر، ليتم وقف أعمال الصيد معظم أيام الموسم.
وبعد أن كان مئات الصيادين، الذين يكسبون قوتهم يوماً بيوم، يترقبون انتهاء الأجواء العاصفة بكثير من الأمل للخروج إلى البحر بحثاً عن الرزق، والعودة بما يجود عليهم به، اعتاد كثيرون منهم على الخروج كل صباح، والجلوس أمام الشاطئ، رافعين أياديهم إلى السماء، بعد أن تبدل المثل القائل: "بعد النوات الصياد فى الهنا يبات"، إلى الفقر ووقف الحال..