أوكار «طيور الظلام» «خنجر مسموم» فى «ضهر الوطن»

07:48 م | الاثنين 04 مارس 2019

«صارت مأوى وملاذاً للجماعات المتطرفة، وتحولت إلى أوكار مجهولة يتم فيها تجهيز المواد المتفجرة وعقد الاجتماعات التآمرية ضد مصر وأبنائها قبل تنفيذ العمليات الإرهابية، وأصبحت تمثل الخطر الأكبر الذى يهدد أرواح المصريين بعدما تركها أصحابها فى يد «مافيا» السماسرة وحراس العقارات يتحكمون فيها كيفما شاءوا ويقومون بتأجيرها لأشخاص مجهولين بحثاً عن تحقيق أقصى استفادة مالية ممكنة، فالمهم لديهم من يدفع أكثر حتى تزيد نسبتهم من العمولة». الشقق المفروشة تحولت إلى ثغرة أمنية، و«منطقة رخوة أو خنجر مسموم تسعى طيور الظلام إلى زرعه فى خاصرة الوطن» وهو ما أرهق الأجهزة الأمنية كثيراً خلال عملية البحث والتتبع لأخطر العناصر الإرهابية الذين يتوارون فيها بعيداً عن الأنظار بعد ارتكابهم عملياتهم الإرهابية، وبعد اطمئنانهم أنهم غير مراقبين يعودون لتجميع أنفسهم من جديد والتجهيز لعمليات تخريبية وإجرامية جديدة فى مسيرتهم الملعونة على طريق الدم.

وزارة الداخلية فطنت أخيراً إلى مكمن الخطر وحملت على عاتقها مهمة الكشف عن العناصر الإرهابية الذين يتخذون من الشقق المفروشة أوكاراً لهم وبدأت تضرب بيد من حديد لمواجهة هذه الثغرة الأمنية وبالفعل نجحت فى توجيه ضربات ناجحة لهم فى عدة مناطق أربكت الإرهابيين، وحققت نجاحات أمنية كبيرة.

مركز بحوث الشرطة سلّط الضوء على هذا الخطر من خلال ندوة شهدت حواراً مجتمعياً ونقاشات بين الحضور بالندوة، وتحركت الوزارة نحو اتخاذ خطوات جديدة تتضمن وجوب إخطار الأجهزة الأمنية بتأجير وبيع الشقق السكنية للمساهمة فى ضبط الجناة والإرهابيين وتقويض مخططاتهم التى تهدد أمن وسلامة المجتمع.

وخلال الفترة الماضية، وجهت الأجهزة الأمنية عدة ضربات ناجحة لأوكار «طيور الظلام» كان آخرها فى 22 يناير الماضى عندما تمكّن قطاع الأمن الوطنى من رصد بؤرة إرهابية، تابعة لجماعة الإخوان، تخطط لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية، ضد المنشآت الهامة والحيوية ورجال القوات المسلحة والشرطة، من خلال استغلال أحد المصانع المهجورة بمدينة العبور وكراً لتصنيع العبوات المتفجرة، وبمداهمة المكان، بادرت العناصر الإرهابية بإطلاق النار بكثافة تجاه قوات الشرطة، فتم التعامل معهم، ما أسفر عن مصرع 5 إرهابيين، والعثور بحوزتهم على أسلحة نارية وذخائر وعبوات متفجرة والأدوات والمواد المستخدمة فى تصنيعها.

وفى 29 ديسمبر الماضى، داهمت قوات الأمن وكراً إرهابياً بمنطقة مساكن أبوالوفا بالحى ١١ بمدينة ٦ أكتوبر، أسفر عن مقتل ١٤ إرهابياً، بالإضافة إلى مقتل ١٦ إرهابياً آخرين خلال مداهمة وكر بمنطقة مساكن أبناء الجيزة بطريق الواحات بخلاف مقتل ١٠ إرهابيين بمنطقة مساكن «ابنى بيتك» فى العريش، والعثور بحوزتهم على كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة وأدوات ومواد تصنيع المتفجرات.

وفى 20 ديسمبر، داهمت قوات الأمن شقة سكنية استأجرتها عناصر من حركة «حسم» التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمدينة السلام بالقاهرة واتخذتها وكراً لاختبائهم وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف مجموعة من الأهداف الهامة بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد.

لم تكن هذه الشقة هى الوحيدة التى اتخذها الإرهابيون ملجأ للاختباء فيها بمنطقة السلام، بل اتخذوا شققاً مجاورة وكراً لتجهيز المواد المتفجرة، وضبطت الأجهزة الأمنية 4 من العناصر المتطرفة، وبتفتيش الشقة عُثر بداخلها على سلاح آلى مع كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

العناصر الإرهابية تغير التكتيك المتبع باستمرار لتضليل قوات الأمن، لذا لجأت إلى أطراف المدن بعيداً عن أعين الأمن ورصد تحركاتهم، ففى مدينة 6 أكتوبر تم استهداف وكر إرهابى داخل وحدة سكنية يوم 13 أغسطس الماضى بعدما وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى، باتخاذ إحدى الخلايا الإرهابية، وحدة سكنية بمدينة السادس من أكتوبر للاختباء، فيها تمهيداً لتنفيذ مخطط إرهابى لترويع المواطنين، ونشر الفوضى، والتأثير سلباً على الأوضاع الأمنية والاقتصادية.