في أسبوع واحد.. أزمتا "بلد الرئيسين" و"الصواريخ النووية" تقسمان العالم

في أسبوع واحد.. أزمتا "بلد الرئيسين" و"الصواريخ النووية" تقسمان العالم
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم، تنفيذا لتهديدات سابقة، أن بلاده ستعلق التزاماتها في المعاهدة النووية للصواريخ المتوسطة اعتبارا من غد، عقب انتهاء مدة الأيام الـ60 التي منحتها أمريكا لروسيا من أجل إيقاف ما أسمته بـ"انتهاك الاتفاقية".
وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، إن هذه المعاهدة تم انتهاكها، وعندما تنتهك المعاهدات الدولية يجب علينا التحرك لحماية أمننا، مضيفًا: "لسنوات انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وتحدثنا مع المسؤولين الروس على أعلى المستويات الحكومية أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة".
القرار الذي أعلنه بومبيو أثار حفيظة روسيا، ليخرج الكرملين مبديًا أسفه للتحرك الأمريكي، حيث رد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على هذه التصريحات، قائلا: "عدم رغبة الأميركيين للإنصات إلى أي ذرائع، وإجراء مفاوضات موضوعية معنا يبين أن واشنطن اتخذت قرار نقض المعاهدة منذ وقت طويل"، متهمًا واشنطن بعدم الإنصات.
كما قالت الخارجية الروسية، في بيان لها، إن موسكو تحتفظ بحق الرد على القرار الأمريكي، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو "مستعدة لمواصلة الحوار" حول معاهدة الصواريخ النووية متوسطة، وفقا لوكالة "إنترفاكس" للأنباء.
الصراع الأمريكي الروسي انتقل إلى أوروبا، حيث قالت ألمانيا، إن روسيا "أبطلت فعليا معاهدة خفض الصواريخ النووية المتوسطة المدى، التي أبرمت إبان الحرب الباردة، وتستعد الولايات المتحدة للانسحاب منها، وسط قلق أوروبي من احتمال تجدد سباق التسلح"، وفقا لوزير الخارجية الألماني، هايكو ماس.
الصراع العالمي الذي أثاره القرار الأمريكي، يأتي في نفس الأسبوع الذي ينقسم فيه العالم إلى نصفين بخصوص ما يحدث في "بلد الرئيسين" فنزويلا، والتي أعلن فيها خوان جوايدو، رئيس البرلمان، نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد، عقب المظاهرات التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي ضد الرئيس نيكولاس مادورو، والذي أدى اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية، في 10 يناير الماضي.
قرار جوايدو أعقبه مباشرةً تأييد من البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث اعترف الرئيس الأمريكي بجوايدو رئيسًا مؤقتًا بالبلاد، حيث كتب ترامب على "تويتر": "تظاهرات كبيرة في أنحاء فنزويلا اليوم ضد مادورو.. الكفاح من أجل الحرية بدأ!".
وقال البيت الأبيض، إن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان جوايدو وهنأه على الرئاسة، وذلك بعدما أعلن الأخير نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا بدعم من الولايات المتحدة، مضيفًا أن ترامب وجوايدو "اتفقا على استمرار الاتصالات بهدف دعم استعادة فنزويلا لاستقرارها، وإعادة بناء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وفنزويلا".
وانضمت عدة دول أخرى لأمريكا بعد ذلك مثل البرازيل والبارجواي وكولومبيا والبيرو والمغرب، بالإضافة للاتحاد الأوروبي الذي أعلن الاعتراف به "رئيسا شرعيا بالوكالة" لبلاده، داعيا كل دول الاتحاد إلى القيام بالمثل،عبر اعتماد "موقف حازم وموحد"، وذلك في قرار تم التصويت عليه في بروكسل.
الشاطئ الآخر لجوايدو، تتزعمه روسيا، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مع نيكولاس مادورو الرئيس الفنزويلي دعم موسكو للسلطات الشرعية في فنزويلا، مؤكدا له تأييد موسكو لجهود الحل السلمي في فنزويلا، حسبما أفادت قناة "سكاي نيوز عربية".
تأييد روسيا لمادورو أعقبه إعلان المكسيك استمرارها لدعم نيكولاس مادورو رئيسا شرعيا للبلاد، وأعقبها كل من الصين وكوبا وتركيا، ليخرج بعد ذلك الاتحاد الإفريقي معلنًا تأييده ودعمه لرئيس فنزويلا القائم، نيكولاس مادورو، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية.
وذكرت الوزارة، أن نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، توماس كويزي كوارتي، عبر لسفير فنزويلا لدى إثيوبيا، موديستو رويس، أثناء لقائهما في أديس أبابا، عن تضامن منظمته مع شعب فنزويلا ودعمه للرئيس الدستوري، نيكولاس مادورو ضد الانقلاب الذي يقوده خوان جوايدو رئيس البرلمان وزعيم المعارضة.