القصة الكاملة لتعليق أمريكا التزامها بمعاهدة الصواريخ النووية

القصة الكاملة لتعليق أمريكا التزامها بمعاهدة الصواريخ النووية
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في خطوة سبق التلويح بها، تعليق التزام بلاده باتفاقية نزع الصواريخ النووية المتوسطة المبرمة إبان الحرب الباردة، معطيا روسيا، التي اتهمها بانتهاك الاتفاق، مهلة 6 أشهر، قبل أن تنسحب واشنطن نهائيا من المعاهدة.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، في واشنطن: "يجب أن يكون الأمن أهم أولوياتنا والاتفاقات التي التزمنا بها ينبغي أن تخدم المصلحة الأميركية، والدول يجب أن تحاسب إذا انتهكت القوانين".
وأضاف: "لسنوات انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وتحدثنا مع المسؤولين الروس على أعلى المستويات الحكومية أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة".
وترك بومبيو، الباب مفتوحًا لإجراء مفاوضات مع روسيا خلال مهلة 6 أشهر، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن معاهدة الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500- 5500 كيلومتر، وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه المهلة، فإن واشنطن ستنسحب منها نهائيا.
وتعود بداية القصة لشهر أكتوبر الماضي، حين لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرتين، بأن بلاده ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، قائلًا إن روسيا لم تلتزم مع الأسف بالاتفاقية ولذلك سننهي هذه الاتفاقية وسننسحب منها.
واعتبرت روسيا القرار الأمريكي "حلمًا" بالهيمنة على العالم من خلال بقائها القوة الوحيدة فيه، وأكد مصدر في وزارة الخارجية لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية الحكومية، أن الولايات المتحدة "تحلم" بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من معاهدة حول الأسلحة النووية تربط بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة.
وتجددت الأزمة في 4 ديسمبر الماضي، حين أعلنت الولايات المتحدة إنها تمهل روسيا 60 يوما لإنهاء ما تعتبره واشنطن انتهاكا منها لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987، وإلا فإنها ستبدأ الانسحاب من المعاهدة.
وجاءت المهلة بعدما ضغطت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وعلى رأسها ألمانيا على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال اجتماع في بروكسل لمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية قبل انسحاب واشنطن من المعاهدة، وذلك خشية بدء سباق جديد للتسلح في أوروبا.
وأعلنت أندريا تومسون، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، بعدها بثلاثة أيام، أنه على موسكو إلغاء صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية من طراز "9إم.729" وقاذفات تلك الصواريخ، أو تعديل مداها، لتجنب انسحاب الولايات المتحدة منها.