تشاحن دولي..ما نتائج تعليق أمريكا التزامها بمعاهدة "الصواريخ النووية"؟

تشاحن دولي..ما نتائج تعليق أمريكا التزامها بمعاهدة "الصواريخ النووية"؟
- الصواريخ النووية
- الولايات المتحدة الأمريكية
- ترامب
- الانسحاب من معاهدة
- الصواريخ النووية
- الولايات المتحدة الأمريكية
- ترامب
- الانسحاب من معاهدة
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الجمعة، تعليق التزام بلاده باتفاقية نزع الصواريخ النووية المتوسطة المبرمة إبان الحرب الباردة، معطيا روسيا، التي اتهمها بانتهاك الاتفاق، مهلة 6 أشهر، قبل أن تنسحب واشنطن نهائيا من المعاهدة.
وأضاف في مؤتمر صحفي "لسنوات انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى"، قائلا: "تحدثنا مع المسؤولين الروس على أعلى المستويات الحكومية أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة".
لم يكن انسحاب ترامب من المعاهدة وليد المصادفة، حيث سبق أن لمح عنها العام الماضي، وبداية الشهر الجاري أيضا، حيث لمح السفير الأمريكي إلى مؤتمر الأمم المتحدة لنزع الأسلحة، روبرت وود، أن روسيا تنتهك المعاهدة من خلال نشرها صواريخ "9 إم 729" على الرغم من أنها تنفي حتى وجود هذه المنظومة، مضيفا: "هذا الوضع لا يحتمل وعلينا اتخاذ تدابير لمواجهة هذا الانتهاك المستمر لهذه المعاهدة المهمة".
وكانت المعاهدة أبرمت مع موسكو خلال فترة الحرب الباردة، أي قبل 31 عاما، حيث نصت على إلغاء فئة كاملة من الصواريخ الجوالة والباليستية التقليدية والنووية ذات المدى المتوسط، يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر، ووقع عليها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، مع الزعيم السوفييتي الراحل ميخائيل جورباتشوف في ديسمبر عام 1987، لتكون المعاهدة الأولى والوحيدة من نوعها بين القطبين.
الدكتور محمد فراج أبوالنور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الروسية، يرى أن انسحاب أمريكا من اتفاقية الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، سيصعد من التوتر بالعالم وتهديدا للأمن العسكري به، حيث سيأجج من سباق التسلح بين روسيا وأمريكا، خاصة في ظل تطوير الولايات المتحدة لطائرات "إف 16" لتكون قادرة على حمل الصواريخ النووية.
وطبقا للمعاهدة يجب على الطرفين إزالة جميع الصواريخ بأوروبا، ومن ثم محو التهديد المتبادل، بينما في حال الانسحاب منها، يعني إمكانية نشر أمريكا لصواريخ من هذا المدى في أوروبا، وهو ما سينشئ تهديدا جديدا لدى موسكو يمس أمنها القومي، ما سيضطرها لاتخاذ نهجا مماثلا وستعمل على امتلاك وتطوير الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى بدورها لحماية أمنها، في رأي أبو النور.
وأضاف لـ"الوطن"، أن ذلك سيمثل عبئا على الجانب الروسي الذي يواجه أزمات بخلاف نظيره الأمريكي، وهو ما سيترتب عليه إمكانية فرض إجراءات صعبة لضرورة رفع كفاءة القوة العسكرية وتطوير تلك الأسلحة ما سيتسبب في ضغوط على الشعب الروسي.
ومن الناحية الأمريكية، أكد المحلل السياسي أن الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتعمل على ترسيخ المبدأ الاستراتيجي بكونها القطب الأوحد بالعالم، لذلك عملت المؤسسة العميقة بواشنطن على دحض لقاء بوتين وترامب في هلسنكي، يوليو الماضي، والدفع بالرئيس الأمريكي لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، لارتفاع شعورهم بالخطر من إعادة بناء القوات المسلحة الروسية في عهد بوتين ووصولها لدرجة من التكافؤ مع أمريكا، وهو ما مثل تحديا لهذا المبدأ الاستراتيجي الأمريكي، كما أن النمو الاقتصادي الهائل للصين يمثل تحديا آخر لها.
بينما قال سيد مجاهد، الباحث في الشؤون الأوروبية، إنه في حالة انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة يعد ذلك كارثة أمنية، وذلك لتأثيرها السلبي المحتمل على الأمن العالمي، حيث كانت تهدف المعاهدة إلى الحد من التسلح النووي بالمنطقة.
وتابع مجاهد أن ذلك سيعيد للعالم سباق التسلح بنسبة كبيرة، وازدهارا لصناعة السلاح، مستبعدا إمكانية قيام حرب نووية مباشرة بين الطرفين، لقدرة كليهما على تدمير الآخر، وهو ما يعتبر "توازن الرعب الدولي"، على حد وصفه.