بعد تحديد شروط.. ما مصير معاهدة الصواريخ النووية بين أمريكا وروسيا

كتب: دينا عبدالخالق

بعد تحديد شروط.. ما مصير معاهدة الصواريخ النووية بين أمريكا وروسيا

بعد تحديد شروط.. ما مصير معاهدة الصواريخ النووية بين أمريكا وروسيا

تجديدا للأزمة الأخيرة بين أمريكا وروسيا، بخصوص اتفاقية الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، التي تعود للحرب الباردة، أعلنت الولايات المتحدة شرطا لإنهاء ذلك الأمر.

وأعلنت أندريا تومسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، أنه على موسكو إلغاء صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية من طراز (9إم.729) وقاذفات تلك الصواريخ، أو تعديل مداها، لتجنب انسحاب الولايات المتحدة منها.

وقالت أندريا تومسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي "إما أن تتخلصوا من النظام ومن القاذفات أو تغيروا النظام حتى لا يتخطى المدى".

وقبل حوالي 3 أيام، أعلنت الولايات المتحدة إنها تمهل روسيا 60 يوما لإنهاء ما تعتبره واشنطن انتهاكا منها لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987، وإلا فإنها ستبدأ الانسحاب من المعاهدة.

وفي أكتوبر الماضي، لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرتين، بأن بلاده ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، قائلا إن روسيا لم تلتزم مع الأسف بالاتفاقية ولذلك سننهي هذه الاتفاقية وسننسحب منها.

الدكتور محمد فراج أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الروسية، يرى أن إعلان الولايات المتحدة لشرط جديد هو نوع من سلسلة التهديدات الأمريكية، وحلقة ضمن صراع شامل، لدفع موسكو بجولة جديدة في سباق التسلح.

وأشار أبو النور، لـ"الوطن"، إلى أنه في حالة رغبة أي طرف منهم بالانسحاب من اتفاقية دولية، يجب إبلاغ الطرف الآخر قبلها بـ6 شهور، مشيرا إلى أنه سبق أكد أكثر من مسؤول روسي، منهم الرئيس نفسه فلاديمير بوتين عدم اختراق موسكو للاتفاقية، وأنها ترفض لغة الإنذارات الأمريكية، مهددة بأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال انسحاب الولايات المتحدة.

وتابع أنه يوجد صواريخ متوسطة المدى في رومانيا وبولندا، ما يعني أن الفراغ الأوروبي ممتلئ بأسلحة تعادل الصاروخ متوسط المدى وقادرة على حمل رؤوس نووية، ما يظهر اختلال بموازين القوى، لافتا إلى أن أمريكا انسحبت من معاهدة الدفاع الصاروخي، الضامنة لحماية مناطق محددة من الصواريخ النووية للخصم.

ويرى أبو النور أن لغة لتصعيد تنشر المزيد من التوتر، وتهدد بجولة جديدة وخطيرة من سباق التسلح، مرجحا انسحاب ترامب من المعاهدة قريبا لجر روسيا لذلك الأمر وهو ما يهدد السلم والأمن بالعالم وتهديدا للأمن العسكري به، حيث سيؤجج من سباق التسلح بين روسيا وأمريكا، خاصة في ظل تطوير الولايات المتحدة لطائرات "إف 16" لتكون قادرة على حمل الصواريخ النووية.

وفي حال الانسحاب منها، ستنشر أمريكا صواريخ من هذا المدى في أوروبا، وهو ما سيؤدي إلى تهديد جديد لدى موسكو يمس أمنها القومي، ما سيضطرها لاتخاذ نهجا مماثلا وستعمل على امتلاك وتطوير الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى بدورها لحماية أمنها، وما سيترتب عليه عبء على الجانب الروسي الذي يواجه أزمات بخلاف نظيره الأمريكي، في رأي أبو النور.

وكانت واشنطن أبرمت اتفاقية مع موسكو خلال فترة الحرب الباردة، أي قبل 31 عاما، حيث نصت على إلغاء فئة كاملة من الصواريخ الجوالة والباليستية التقليدية والنووية ذات المدى المتوسط، يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر، ووقع عليها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، مع الزعيم السوفييتي الراحل ميخائيل جورباتشوف في ديسمبر عام 1987، لتكون المعاهدة الأولى والوحيدة من نوعها بين القطبين.

ووضعت المعاهدة حدا لأزمة اندلعت في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ "إس إس 20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية، حيث أجبرت الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخ نووي تقليدي، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.


مواضيع متعلقة